يديعوت: أسلوب “النصر المعقول”
يديعوت أحرونوت 27/3/2024، بقلم غيورا آيلند: أسلوب “النصر المعقول”
خيط واضح يربط بين تصريح نتنياهو بـ”نصر مطلق” وبين مسودة قرار الحكومة بخصوص لقانون التجنيد. في الحالتين، يدور الحديث عن قطيعة عن الواقع وعدم قدرة على التمييز بين أهداف قابلة للتحقق وبين الخيال.
ثمة بند يدعى “يعيش ما يجري في وحدته” في فتوى عن ضباط في الجيش الإسرائيلي. هذا البند يعطي علامة ليس لمهنية الضابط ولا لقيمه، بل لموضوع مهم: مدى معرفة الضابط لما يجري في محيطه. ولكن الحكومة تحصل على علامة راسب في هذا البند.
نتطرق لمفهوم “النصر المطلق” الذي يكرره نتنياهو. وبالفعل، هذا تعبير وضعه رئيس الولايات المتحدة روزفيلت منذ كانون الأول 1941. وبعد نحو سنة وربع من ذلك، في لقاء مع تشرتشل في كازابلانكا، ترجم هذا التعبير إلى أمر ملموس أكثر: القول إن الحرب ضد الألمان واليابان لن تنتهي إلا في وضع “استسلام غير مشروط”، وهذا ما حصل بالفعل في 1945.
إذا ما نقلنا هذا المطلب بشأن حماس، فمعنى الاستسلام غير المشروط هو أن يخرج السنوار وكل مقربيه من الأنفاق بأياد مرفوعة وعلم أبيض، يسلمون كل السلاح الذي بحوزة حماس ويحررون كل المخطوفين بدون مقابل. وهو إنجاز متعذر، لذا ينبغي التوجه إلى أهداف أكثر واقعية.
يجب أن يقوم هدف واقعي على أساس الاعتراف بالواقع. وبالفعل، كل العالم، من حماس عبر كل الدول العربية وكل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة معنية بإنهاء الحرب، ليس بوقف النار فقط. لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بلغة هزيلة بأن يؤدي إنهاء الحرب أيضاً إلى إعادة كل المخطوفين، بينما باقي العالم مستعد لتجاهل هذا البند. الحد الأقصى الذي كان من الصواب التوجه إليه هو الوصول إلى تفاهمات مع الأمريكيين حول عملية عسكرية أخيرة، عملية رفح، غير أن “الحرد” الذي اتخذه نتنياهو بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن، يقلل احتمال هذا الأمر. وعليه، كبديل، يمكن لإسرائيل أن تكمل العملية في معسكرات الوسط (حيث أطلق النار إلى أسدود مؤخراً) وخلق بتر (ممر) آخر، هذه المرة بين خان يونس ورفح. هذه العملية لا تنطوي على احتكاك عال مع السكان ولا تستوجب إذناً أمريكياً.
سيكون هذا انتصاراً إسرائيلياً نسبياً وليس مطلقاً. سيكون هذا إنجازاً في الجانب العسكري، إذ إن معظم قدرات حماس ستدمر، وسيزال التهديد الفعلي على إسرائيل. والبتر الإضافي سيبقي حماس مع سيطرة في مجال ضيق لرفح حيث يُحشر 1.5 مليون نسمة.
بالتوازي، سيكون من الصواب إدخال قوات السلطة الفلسطينية بالتدريج بدعم أمريكي وعربي إلى شمال قطاع غزة. والحكم يسقط مع وجود بديل. لكن إسرائيل منعت نشوء بديل، وعليه فإن الضغط العسكري، لو استمر أشهراً عديدة، فلن يحقق هدف إسقاط حكم حماس.
إن إنهاء الحرب بعد نحو 6 – 8 أسابيع (بشرط إعادة كل المخطوفين)، بعد ضربة للقدرات العسكرية التي بنتها حماس في 15 سنة، هو إنجاز معقول. هذا الإنهاء سيتيح عودة سكان الغلاف إلى بيوتهم، وسيحسن قدرتنا على خلف واقع أمني أفضل في لبنان، وسيسمح لنا بترميم مكانتنا الدولية ويخلق الظروف لإعادة بناء الجيش وتحسين الاقتصاد. هذا هدف يجب التطلع إليه كوننا ندرك ما يجري في الدولة، وفي محيطها الإقليمي وفي العالم كله.