ترجمات عبرية

يديعوت أحرونوت: لا تفوتوا القطار الى دمشق

يديعوت أحرونوت 4/6/2025، سمدار بيري: لا تفوتوا القطار الى دمشق

ثمة غير قليل من المؤشرات التي تدل على حوار هاديء يجري بين ضباط جيش إسرائيليين ونظرائهم من دمشق.  الفكرة، مثلما هي الرعاية، ولدتا في أبو ظبي، الوسيطة التاريخية.  المحادثات معدة، في المرحلة الأولى، لمعالجة مواضيع امنية والتطبيع الاقتصادي لم يعد كلمة نكراء. لكن حاليا، بقدر ما هو معروف، لا يتحدثون عن تعاون زراعي او تجاري.

توجد أسباب كثيرة للاشتباه بالرئيس السوري الجديد احمد الشرع. احد لا يعتزم شطب أو تجاهل ماضيه في منظمات الجهاد واعمال الإرهاب التي كان مشاركا فيها حتى الاستيلاء على الحكم في سوريا. يوجد بالتأكيد مكان للشكوك. ومع ذلك، يبدو، في هذه اللحظة على الأقل، ان الرئيس السوري تخلى عن لقبه السري، الجولاني، وهو يخوض صراعات غير بسيطة على مستقبل سوريا.

الصاروخان من أراضي سوريا نحو هضبة الجولان أمس، والتقارير عن هجمات إسرائيلية في جنوب سوريا، ردا على ذلك عززت التساؤلات حول مدى الحوكمة والسيطرة للرئيس السوري الجديد. إضافة الى ذلك، في الزاوية الإسرائيلية تلقينا دليلين مبهرين للعيون. إعادة وثائق ايلي كوهن التي لولا التعليمات المباشرة من الشرع ما كانت لتصل الى إسرائيل. إضافة الى ذلك توجد المقابلة مع الصحيفة اليهودية “جويش جورنال”، التي فاجأ فيها بالتصريح الذي جاء فيه “سنتعاون مع إسرائيل”، فيما شطب من قاموسه “الكيان الصهيوني” – لانه يوجد لنا أعداء مشتركون.  ما كان يحتاج لان يذكر اسم العدو المشترك بعد أن طرد “المستشارين” و “الخبراء” الإيرانيين من أراضي سوريا. كما أضاف الشرع جملة مشوقة عن تطلعه لاقامة واقع إقليمي من التعاون مع “الدول المجاورة”. صحيح أنه لم يذكر اسم إسرائيل لكنه لاحقا شدد على أن “في المستقبل، سنكون مستعدين لاجراء حوار علني مع إسرائيل”.

والان، ينبغي أن نتمنى له أن يبقى في الحكم والا يغتاله معارضوه في داخل سوريا وأولئك الذين يصرون على التسلل الى الدولة. الان بالذات، حين تقوم دول العالم العربي ضدنا، نجدنا ملزمين بان نرى النيبة الطيبة التي ستؤدي الى توسيع دوائر الحوار والتعاون المستقبلي. توجد اذن صاغية في القصر الرئاسي في دمشق.

يجب الايضاح: الشرع غير معني بتدفق إسرائيلي في قلب دمشق او ان يقفز مواطنو سوريا للتجول في عكا.  الشرع يوضح، من خلال مبعوثيه، بانه معني، وفقط عندما يحين الوقت (حسب الصياغة السورية) باصحاب جوازات السفر الأجنبية فقط، وليس الإسرائيلية وببضائع ومنتجات تستبدل فيها شارة الإنتاج الإسرائيلية. هكذا جرى على مدى عشرات السنين التصدير الإسرائيلي الى لبنان عبر قبرص.

محظور تفويت القطار من دمشق. اذا ما نجحت الخطوة، فانها ستثير اهتماما عظيما في كل واحدة من دول العالم العربي. مصر والأردن تتابعان منذ الان. لبنان يستعد واهتمام هائل يلوح من قصور ولي العهد السعودي. صحيح أن ابن سلمان ابتعد عن إسرائيل، لكن العدو الإيراني المشترك يبقى يشغل باله. ايران كانت ولا تزال العدو رقم 1 للسعودية مثلما هي لإسرائيل ولسوريا، منذ سقوط بشار الأسد.

الرئيس اردوغان لن يتنازل بسهولة. لكن الشرع بدأ بابداء مؤشرات استقلال. هو مبهر وذكي جدا. اذا كانت الخطوة تجاه إسرائيل ستصمد، اذا أبقت إسرائيل على موقف في الظل، فان الشرع هو من سيختار اللحظة ليمتشق أوراق التطبيع.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى