يديعوت أحرونوت: فرصة تاريخية للسلام مع سورية

يديعوت أحرونوت 3/7/2025، آفي شيلون: فرصة تاريخية للسلام مع سورية
التقارير عن إمكانية اتفاق مع سوريا الجولاني تبعث الآمال الى جانب الشكوك. فمن جهة، واضح أن الإمكانيات التي فتحت لإسرائيل في اعقاب تحطم محور الشر يجب ان نعرف كيف نحققها في تسويات سياسية. السلام مع سوريا سيكون تغييرا تاريخيا في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، ولا يوجد موعد افضل للتوقيع على اتفاق من الموعد الذي تكون فيه إسرائيل في ذروة قوتها فيما أن سوريا هي ظل ما كانت عليه. كما أنه لا يوجد ما يدعو الى التخوف مما يسمى “الجهادي في البدلة”، لانه ضمن الاتفاق أيضا لن تتنازل إسرائيل عن تفوقها العسكري وستواصل الرقابة الاستخبارية على حدود الشمال. الاتفاق سيجعل من الصعب فقط على الجولاني ان يتغير.
من جهة أخرى يطرح السؤال ما الذي يمكن اعطاؤه بالمقابل، على فرض ان ليس من المعقول الانسحاب من هضبة الجولان. وكذا ما هو المعنى من التوقيع مع دولة ليس لها في هذه اللحظة ما تعرضه، وبالتأكيد ليس النزهات في دمشق التي تعد احدى اجمل المدن في المنطقة. ولا يزال فان سياسة ذكية يفترض بها أن تفحص عن الفرص لا ان تغلق عليها نفسها بالمخاوف.
يمكن التفكير في الوضع الحالي أيضا عبر قضية تاريخية دحرت الى هوامش الذاكرة العامة. في 1949، بعد وقت قصير من نهاية حرب الاستقلال، عندما رفضت الدول العربية الاعتراف بإسرائيل واستجابت فقط لاتفاقات وقف نار، فان سوريا بالذات فاجأت باقتراح نقل الى بن غوريون عبر وسطاء أمريكيين: دمشق ستستوعب 300 الف لاجيء فلسطيني وبذلك تحل لإسرائيل مسألة اللاجئين وستكون الأولى للتوقيع على اتفاق سلام كامل معها. بالمقابل، طلبت سوريا أرضا تربطها ببحيرة طبريا، تعديلات حدودية معينة ومساعدات اقتصادية من الغرب.
رغم أن الاتفاق كان يمكنه ان يفتح لإسرائيل طريقا لاخراج نفسها من دائرة العداء تجاهها، بن غوريون تردد. فقد خاف من أن حكم حسني الزعيم في سوريا الذي صعد هو أيضا في انقلاب عسكري، ليس مستقرا بما يكفي كي يثق به – وقلق من قوى أخرى في سوريا عارضت الاعتراف بإسرائيل. رغم الاغراء للتخلص من مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، خشي بن غوريون أيضا من أن تمس الصلة السورية في بحيرة طبريا بالاحتياطات المائية لإسرائيل. كما أن حقيقة ان الزعيم امتنع عن عرض اقتراحه مباشرة اقلقت “الختيار”. في نظرة الى الوراء، كان هذا عرض السلام الأكثر جدية الذي رفضته إسرائيل بعد قيامها، ويحتمل أنه كان بوسعه ان يغير وجه الشرق الأوسط.
مع ذلك، بن غوريون كان محقا. حكم الزعيم سقط في انقلاب بعد نحو نصف سنة فقط، ولا يمكن أن نعرف اذا كان الاتفاق سيحترم من الحكم التالي. منذئذ وحتى أيامنا هذه كانت سوريا مشاركة في حروب واحتكاكات عسكرية مع إسرائيل، ومحاولات الوصول الى اتفاق في اواخر التسعينيات مع الأسد الاب لم تنضج.
الدرس من اقتراح الزعيم في العام 1949 هو مركب. يحتمل أن الموقف الإيجابي من اقتراحه من جانب إسرائيل، تأييد الغرب كان سيثبت حكمه ويثبت السلام؛ من جهة أخرى شكوك بن غوريون حول مستقبل حكمه ثبتت كصحيحة. في كل حال، من المهم ان نتذكر بان الفرصة السياسية لا تكرر نفسها بسهولة. يحتمل أن تكون حالة الجولاني، رغم التحفظات المفهومة، هي إمكانية تاريخية أخرى لن تتكرر افضل منها قريبا.