يديعوت أحرونوت: المعضلة اللبنانية

يديعوت أحرونوت – سمدار بيري – 5/8/2025 المعضلة اللبنانية
ليس صدفة أن يخرج الان وزير العدل اللبناني عادل نصار ببيان يقول (“نحن نعرف أخيرا) من المسؤول عن الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت”. التحقيق تواصل وامتد، البرلمان حل، الحكومة استبدلت وكذا الرئيس، واليوم هو يوم الذكرى الخامسة للانفجار الرهيب الذي أدى الى موت 220 مواطنا و 7 الاف مصاب.
وزير العدل إياه، نصار، يدعو الان حزب الله لان يستجيب لمطلب الرئيس اللبناني جوزيف عون بتسليم السلاح والذخيرة. الموضوع ليس بسيطا. رئيس وزراء لبنان نواف سلام كرس امس جلسة الحكومة لموضوع واحد فقط: كيف يفرض جمع السلاح والعتاد العسكري من الجناح الشيعي الكفاحي في لبنان. فهل يجرى تفتيش في البيوت ام الاعتماد على معلومات استخبارية؟ ما العمل في داخل قرى الجنوب التي تستخدم مخازن سلاح لحزب الله؟ ما هو العقاب الذي سيتقرر لمن يرفض تنفيذ الامر؟ وحذر سلام من أنه “اذا كان حزب الله يريد أن ينتحر فلا يأخذنا نحن وسكان لبنان معه”. وهو يقول بذلك حزب الله من جهتنا، فليذهب الى الجحيم.
قبيل الجلسة التقى رئيس وزراء لبنان مع رئيس كتلة حزب الله محمد رعد المسمى “السياسي الإرهابي”. واجرى لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري، شيعي عجوز وداهية. من هذه اللقاءات لم تخرج عناوين إيجابية. حزب الله لا يعتزم التنازل. حتى لو كان تلقى ضربات قاسية في غارات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، فان زعيمه الكاريزماتي حسن نصرالله صفي وعشرات المقاتلين والنشطاء أصيبوا بشدة في هجمة البيجر. نعيم القاسم، الأمين العام الجديد تأزر بكثير من الشجاعة ليعلن بان “لا توجد خطط لتسليم السلاح” وأضاف على الفور: “نحن نواصل الدفاع عن لبنان”.
وحسب مؤشرات آولية فان كتلة حزب الله في البرلمان تخطط لمناورة: التغيب عن جلسة البرلمان اليوم وتعطيل قرار تسليم السلاح حتى لو اتخذ بأغلبية أصوات أعضاء المجلس. حزب الله يتهم الامريكيون، الرئيس عون ورئيس حكومته سلام بـ “التآمر” مع إسرائيل لتحييد المنظمة.
الرئيس عون من جهته بدا مصمما حين ظهر في “يوم الجيش اللبناني” واطلق تحذيرا حادا لحزب الله بان “هذه فرصة تاريخية”. بكلمات بسيطة: نتخلى عن خدماتكم الخطيرة. هذه صيغة بسيطة، يوضح رئيس لبنان، الذي يحظى بالاحترام من جانب الأمريكيين والتقدير المهني والشخصي من جانب ضباط إسرائيليين كبار. وحسب الصيغة التي وضعت في واشنطن، فانه ينزع سلاح حزب الله ويسلمه (ويتوقف عن القتال ضد إسرائيل) وبالمقابل تتعهد إسرائيل (والامريكيون!) بوقف كل هجماتها في لبنان، تعيد الى سيادة لبنان احتلال الخمسة التي استولى عليها جنود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وتحرر كل المعتقلين. حكومة بيروت تحوز منذ الان بنسخ عن الخطة لاعمار لبنان. كما يتحدثون أيضا عن فتح حدود جديدة مع لبنان.
الخطة التي تبدو واضحة جدا، مقبولة من الغالبية الساحقة من مواطني لبنان ومع ذلك صعبة على التنفيذ. حتى لو وقعت معجزة، وجاء ممثلو حزب الله اليوم للبحث في مسألة السلاح فانهم سيفعلون كل شيء كي يمنعوا تسلمه. فقد المح حزب الله بانه لن يسلم “الا كمية رمزية من السلاح”. غير أن هذه المرة الولايات المتحدة من خلف الخطوة. فاذا كان حتى السنة الماضية امر جمع السلاح بدا خياليا فان الضربة العظيمة التي اوقعتها إسرائيل على حزبه والثقة التي ينالها الرئيس عون من الأمريكيين هما بالتأكيد فرصة لتحريك الخطوة.
غير أنه لا يجب أن ننسى انه طالما لا توجد صورة وضع واضحة عن الحوار بين واشنطن وطهران، فان حزب الله سيبقى خط الهدف للايرانيين ضد إسرائيل، وفي موضوع تسليم السلاح تلقى مسؤولو حزب الله منذ الان ضوء اخضر من ايران، للعناد.