ترجمات عبرية

يديعوت أحرونوت: اتركوا محور فيلادلفيا هذه هي المصلحة الإسرائيلية الحقيقية

يديعوت احرونوت 5/9/2024، آفي شيلون: اتركوا محور فيلادلفيا هذه هي المصلحة الإسرائيلية الحقيقية

الخطاب الذي القاه نتنياهو وغانتس وايزنكوت في اعقابه، يمكن أن نرى كتطور إيجابي في الخطاب الجماهيري – أخيرا قادة المعسكرين يعرضون بوضوح موقفهم من استمرار الحرب، وللجمهور يوجد خلاف يتباحث فيه. رئيس الوزراء قال أمورا واضحة: علينا ان نحتفظ بمحور فيلادلفيا كي نمنع تهريب السلاح. حتى لو كان الثمن التخلي عن أمن عشرات الاف سكان الشمال ممن لا يمكنهم أن يعودوا الى بيوتهم؛ حياة المخطوفين، ممن لا يمكنهم ان يتحرروا بدون صفقة؛ حياة الجنود ممن يواصلون التعرض للقتل في ظل حرب متواصلة أهدافها في هذه اللحظة ليست واضحة (وثمنها اقتصادي أيضا سنشعر به قريبا). نتنياهو لم ينتبه الى ان اقتراحه هو، في واقع الامر، عودة الى السياسة ما قبل 7 أكتوبر: اغلاق بوابات غزة لنكون مسؤولين عنها بدلا من فك الارتباط عن غزة تماما والاجتهاد للبحث لها عن حل سياسي يتضمن السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة بدون حكم حماس.

غانتس وآيزنكون شرحا، من جانبهما، بانه بدون حل وسط على فيلادلفيا المخطوفون لن يعودوا وعلى أي حال من الأفضل ان يقام هناك عائق تحت ارضي من ان يرابط جنود- سيشكلون أهدافا للعمليات – في استحكامات فوق الأرض. ليس عندي شك في أنه من الأفضل، في الظروف الحالية، حين تكون حماس على أي حال منهارة وغزة باتت مدمرة، المساومة على محور فيلادلفيا، والوصول الى صفقة تعيد المخطوفين وكذا تهديء الشمال وتسمح ببداية عودة السكان.

لكن في الجدال الجماهيري ينقص موقف واحد لم يقال للجمهور وهو بالذات الحاسم: متى تعتزم إسرائيل وقف الحرب، التي كانت مبررة وادت الى انهيار حماس، لكن الضرر الذي في استمرارها فاق فضائلها؟ فحتى لو تراجع نتنياهو في نهاية الامر عن محور فيلادلفيا، فاننا نسير نحو صفقة على مراحل لم نتلقى فيها الا بعض من المخطوفين ومعقول أن في كل مرحلة سنكون مطالبين بمزيد من الخلافات، ومرة أخرى سننتظر الشائعات عن مزيد من المخطوفين الذين قتلوا والشمال سيواصل الاشتعال لاشهر أخرى. وعليه فمطلوب شجاع اكثر من مجرد تأييد الصفقة.

الحقيقة هي ان ما ينبغي ان يكون على الطاولة من جانب معارضي سياسة نتنياهو، التي تسعى لمواصلة القتال، هو المطالبة بصفقة واحدة، شاملة، في اطارها تعيد لنا حماس كل المخطوفين ولا تعود الى الحكم مثلما كانت وبالمقابل توقف إسرائيل الحرب، وهذه هي المصلحة الإسرائيلية الجوهرية.

هكذا فقط نتمكن من التفرغ لتسوية في الشمال، لترميم المجتمع ولاستكمال المفاوضات بالسلام مع السعودية، والذي في اطاره ستشارك دول عربية في نظام سلطوي جديد في غزة واجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية في الضفة كخطوة نحو مفاوضات معهم. هذه هي الوصفة الوحيدة التي تسمح لإسرائيل أيضا بالاستعداد لمعركة مستقبلية حقيقية مع حزب الله وايران وكذا للعيش هنا مع أمل في مستقبل من المصالحة. 

على هذه المسألة يجب المطالبة بالانتخابات – على ما نريد نحن الاسرائيليين في واقع الامر في اعقاب الحرب.

في هذا السياق نتنياهو بالفعل محق في أن محور فيلادلفيا يرتبط بمحور الشر. لكنه يرتبط في أن من يصر على ان تكون الاستراتيجية الإسرائيلية للتصدي لمحور الشر الاحتفاظ بمحور فيلادلفيا في واقع الامر لا يقترح أي تصدي جدي لإيران وحزب الله بل تمترس في حل عسكري محلي فقط. 

من يخطط للتصدي بجدية وبحكمة لمحور الشر يجب أن يفهم بان فيلادلفيا هو مجرد ورقة واحدة مقابله يمكننا ان نبني حلفا استراتيجيا مع السعودية والدول العربية المعتدلة، الى جانب الولايات المتحدة، ضد محور الشر. بالتوازي فان قيادة إسرائيلية شجاعة عليها أيضا ان تعلن للجمهور بانه الى جانب تعزيز الاستعدادات في الجيش علينا ان نفهم بان حلا يمكنه ان يجلب أمنا حقيقيا يكمن فقط في تسوية سياسية مع الفلسطينيين. نعم، بالذات الان على إسرائيل أن تستغل نتائج الحرب التي اضعفت حماس بحيث أن رجالها شوهوا استطلاعات تأييد لها في أوساط الفلسطينيين، لاجل وضع بنية تحتية، على الأقل، للمفاوضات على التعايش هنا. على المدى البعيد  هذه هي الوصفة الوحيدة لنصر مطلق.

وعليه حتى لو كان خير انه يوجد في هذه اللحظة جدال جماهيري على الصفقة وتفاصيلها، علينا أن نتذكر بان هذا جدال يفوت القصة الأكبر: الحرب في غزة يجب أن تنتهي، ومن الأفضل في صفقة واحدة شاملة، لان هذه هي المصلحة الإسرائيلية.

 

*آفي شيلون هو دكتور في العلوم السياسية، حاصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة ودرجة الماجستير في تاريخ شعب إسرائيل من جامعة تل أبيب، موضوع ورقته البحثية هو “موقف قادة الحركة التحريفية تجاه دِين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى