ترجمات عبرية

يديعوت أحرونوت: إلى أين تسير ايران: كل السيناريوهات المحتملة ما بعد الحرب؟

يديعوت أحرونوت 19/6/2025، سمدار بيريإلى أين تسير ايران: كل السيناريوهات المحتملة ما بعد الحرب؟

ترفع الاحداث الدراماتيكية في الأيام الأخيرة في الحرب مع ايران الى السطح الخيار الذي بدا قبل وقت غير بعيد في نظر الكثيرين خيالا سياسيا: اسقاط وتغيير نظام آيات الله، لكن حتى لو كان السيناريو بدا دفعة واحدة أقرب، لا يزال ليس واضحا ما هي الخيارات ومن هي الجهات التي يمكنها أن تحكم الدولة الهائلة التي تعد 90 مليون مواطنا.

صباح امس غرد وزير الدفاع إسرائيل كاتس يقول: “عاصفة التورنادو تواصل ضرب طهران. طائرات سلاح الجو دمرت الان قيادة الامن الداخلي للنظام الإيراني – ذراع القمع المركزي للدكتاتور الإيراني (قوات البسيج سيئة الصيت والسمعة، المسؤول عن قمع الاضطرابات في الدولة – س. ب). كما وعدنا – سنواصل ضرب رموز الحكم ونضرب نظام آيات الله في كل مكان”. رغم ان اسقاط النظام لا يزال لا يتحدد كهدف رسمي لحملة “شعب كاللبؤة” يتضح في العالم الفهم بانه بالتأكيد يوجد في أفكار وآمال الكثيرين في إسرائيل. لكن في ضوء حقيقة ان في الغرب – وبالتأكيد منذ حروب أمريكا الفاشلة في العراق وفي أفغانستان، كل محاولة لتغيير النظام من الخارج تعد خطيرة، ومزيد فمزيد من المحللين يفحصون الان البدائل المختلفة لـ “اليوم التالي” لنظام ايات الله في ايران، هذا اذا ما جاء كهذا على الاطلاق. 

الملكيون حلم عودة الشاه

هناك من يتخيلون عودة ايران الى عهد ما قبل الثورة الإسلامية، لكن ليس واضحا كم منهم يسكنون في داخل ايران. من ناحية المظهر الإعلامي، فان رضا كورش علي بهلوي ابن الـ 64، ابن الشاه الإيراني الأخير وحفيد رضا شاه بهلوي، مؤسس السلالة التي يسمى على اسمها، يعرف كالمتنافس الأبرز. لكن احتمالاته على ما يبدو ليست عالية. فقط اذا ما تلقى وعدا أمريكيا، أوروبيا وسعوديا ومع ظهر مكثف من طائفة المنفيين، يمكنه أن يعود. هو نفسه يريد جدا ذلك.  اما مواطني إسرائيل فمعنيون اقل. الغالبية الساحقة من الإيرانيين اليوم لا يتذكرون على الاطلاق الحياة ما قبل الثورة، والدولة تبدو مختلفة جدا عن تلك التي تركها أبو بهلوي قبل 46 سنة. وبينما يبدي بعض من الإيرانيين حنينا لذاك العهد إياه، فان آخرين يتذكرون أيضا انعدام المساواة والقمع اللذين رافقاه.

لقد هاجر من ايران في عمر 19، حتى قبل خروج والديه. الشاه مات بعد نحو سنة في 1980، ودفن في القاهرة. اما ابنه فاستقر في الولايات المتحدة، حيث اجتاز انتحار شقيقته وشقيقه. الشائعة تصر على أن الشيخ رضا نجح في أن يهرب من ايران اغراضا قيمة ومبالغ مالية اودعت في بنوك غربية بمقدار عشرات وربما مئات ملايين الدولارات. من ناحيته هو لا يزال اميرا. ابن الشاه لا يعمل، يزور الطوائف الكبرى للاجئين الإيرانيين في الولايات المتحدة وأوروبا. وجاء حتى الى إسرائيل، التي يبقي معه على علاقات خاصة. ترأس “الحكومة الإيرانية في المنفى”. مجلس يضم نحو 40 حزبا وجمعية وهدفه اسقاط نظام ايات الله في ايران.

نشطاء في الحركة الإصلاحية في إيران يتحفظون منه ويسمونه “الفاسد” و “الطماع” يدعون انه عديم التجربة في قيادة دولة كبيرة ومعقدة مثل إيران. في لوس انجلوس، التجمع الأكبر للمهاجرين الإيرانيين ومكان سكنه الأساس، هو معروف بلقب “شاه لا شاه”. فيما كان لقب ابيه “ملك الملوك”. لكن حتى رؤساء الطائفة الإيرانية هناك لا يعطوه في الأحاديث الخاصة احتمالا كبيرا. “مع المال والاملاك التي جاء بها من إيران، لا يوجد له ما يدعوه الى العودة”، قال لي أحدهم.

مجاهدين خلق معارضة ام “طائفة مغلقة”

منظمة المجاهدين تذكر من حكم الشاه في السبعينيات حين قاتلت بالذات كمنظمة يسارية راديكالية على أراضي ايران ضد نظام الشاه الفاسد وحلفائه الأمريكيين. المنظمة التي تعرف بالأحرف الأولى من اسمها MEK  أو MKO، ينظر اليها بشكل سلبي في نظر الكثيرين – بما في ذلك بين المهاجرين الإيرانيين – بسبب تعاونها مع العراق في اثناء حرب ايران – العراق. في 2002 كانت المنظمة الأولى التي كشفت علنا عن برنامج التخصيب النووي السري لإيران. ومع ذلك، المجاهدون ليسوا نشطين على نحو خاص داخل ايران. هم يحلمون بالاستيلاء على الحكم دفعة واحدة، وتوزيع الوظائف العليا بين مؤيديهم. هناك من يتهمهم بان لهم مزايا الطائقة المغلقة. من المهم التشديد على ان معظمهم مسلمون سُنة – بخلاف أبناء الطائفة الشيعية الحاكمة في ايران – ورسميا هم يؤيدون إقامة ايران علمانية وغير نووية. الزعيم الرسمي للحركة مسعود رجبي لم يظهر علنا منذ اكثر من 20 سنة. زوجته، مريم رجبي، امسكت بالقيادة وتعمل أساسا من فرنسا. حسب تحقيق صحفي أجرته شبكة “ان بي سي” في 2012، كان للمنظمة اتصال برجال الموساد الذين حسب التحقيق دربوا نشطاء المنظمة على استخام الدراجات والمواد المتفجرة وبالمقابل ينقل رجال المنظمة لإسرائيل معلومات عما يجري في ايران.

الأقليات تسيطر هؤلاء ليسوا الاكراد الذي عرفناهم

45 في المئة فقط من مواطني ايران هم فرس، يشكلون سلسلة القيادة المركزية لنظام ايات الله (رغم ان خامينئي مثلا من اصل اذري). لكن توجد جماعات أخرى، على علاقات متوترة اكثر بكثير مع النظام وعلى رأسها المسلمون الاكراد (الذين يشكلون نحو 10 في المئة من السكان) والبلوشيون. هؤلاء اقاموا جماعات معارضة خارج ايران أيضا. البلوشيون الذين يتمركزون على طول الحدود مع الباكستان ينالون دعما من مسلمين سُنة، معارضو الحكم الإسلامي الشيعي في ايران.

للاكراد الإيرانيين بخلاف منظمات الاكراد التركية والعراقية توجد علاقة سطحية جدا بإسرائيل. مرتان فقط، بقدر ما هو معروف، جرت لقاءات حاول فيها الطرفان التعرف على اهداف الطرف الاخر. بعض من الاكراد الإيرانيين يستقرون مثل البلوشيين على حدود الباكستان ويعرفون كـ “مشجعي مظاهرات عنف خطيرة تتضمن استخداما للسلاح”. اعتقال وموت الشابة الكردية ماسا اميني على ايدي محققيها في أيلول 2022 فاقم علاقات الحكم الإيراني مع الاكراد في الشمال وفي الغرب، وليس فقط معهم. في موجات الاحتجاج واسعة النطاق في ايران، كان الاحتجاج في الغالب حادا على نحو خاص في مناطق الاكراد والبلوشيين – لكن لا توجد بينهم حركة معارضة موحدة وواضحة ومشكوك أن يشكلوا هم وحدهم تهديدا على النظام المركزي.

الحركة الإصلاحية الامل الأخضر الأكبر

في نهاية الامر الأهم هي حركة المعارضة المنتشرة في داخل ايران. الحركة تتشكل أساسا من شبان في اعمار 18 حتى 40. أحيانا كان ينضم الى المظاهرات أيضا الأهالي. الامل في الغرب هو ان مئات الالاف ممن ستنمو اعدادهم دفعة واحدة الى الملايين سيخرجون للتظاهر في الشوارع، ويعلون الى أسطح العمارات العالية، ومرة أخرى تنضم الى الاحتجاج النساء الذين لا يلقون باحجبتهم نحو سيارات الشرطة التي تقتاد الشبان الى محطات الاعتقال والتعذيب. ومثلما حصل في 2009 مثلما حصل في 2022، بعد قضية ماسا اميني.

لكن من المهم التشديد على أنه منذ بدأت اعمال سلاح الجو في سماء ايران لم تخرج مظاهرات الى الشوارع. الحكم قتل واعتقل قرابة عشرة آلاف شاب في الأشهر الأخيرة. منذئذ جفت الميادين. صحيح ان المعارضة في الخليج تدعو الى التجمع على بوابات سجن أفين سيء الصيت والسمعة للتظاهر ومحاولة تحرير الاف السجناء والسجينات السياسيين والامل ان من هنا تبدأ الثورة المضادة الكبرى. لكن هل هم حقا قادرون على اسقاط النظام واساسا إقامة نظام جديد بدلا منه يكون مقبولا من الدولة المتنوعة؟ وبالاساس فان قسما هاما من السكان يرون فيهم اليوم خونة؟ من السابق لاوانه جدا أن نعرف.

 خامينئي يبقى وانتظروا لتتعرفوا على ابنه

وتوجد بالطبع الامكانية المعقولة بالتأكيد بالا يكون تغيير للنظام هنا، حتى لو خرج نظام ايات الله ضعيفا من الحرب وحتى لو اضطر للتنازل عن الاتفاق النووي.  خامينئي يوجد في مكان اختباء، ورغم عمره المتقدم، امراضه والتهديدات على حياته، ليست هذه هي المرة الأولى التي يؤبن فيها وينجو. خامينئي ابن الـ 86 هو ابن جيل أبو مازن. وكلاهما هما الزعيمان الأكبر سنا في العالم الإسلامي. وحسب خطته، فان الابن مجتبى خامينئي، 55 سنة، مخطط ان يخلفه. حاول ابوه على مدى السنين اطلاعه على اسرار المنصب المركب. في بداية حياته السياسية كان من المؤيدين الكبار لاحمدي نجاد المتطرف لرئاسة ايران، ولاحقا اشرف على قوات البسيج المسؤولة عن قمع الاحتجاجات الكبرى. ومع ذلك ليس لمجتبى خلفية أو ماضي ديني “مجلس الخبراء” قد يستبعده بسبب انعدام التعليم الديني الإسلامي – الشيعي.

لقد أدت تصفيات القيادة في الأيام الأخيرة الى انهيار علاقات مجتبى دفعة واحدة مثلما حصل لعلاقات ابيه مع باقي كبار القيادة. من جهة أخرى، كما يشرح المحللون، فان تصفية قادة وكبار بالذات في الأجهزة قد يسمح بالذات في اليوم التالي، اذا ما نجا النظام ان تكون في صالح الابن مجتبى وتقريبه من القادة دون التأهيل الديني.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى