#ترجمات عبريةشؤون إسرائيلية

يديعوت أحرنوت – بقلم رون بن يشاي- أولويات الجيش الإسرائيلي : “حزب الله هو الأخطر لكن غزة أكثر إلحاحًا”

بقلم  رون بن يشاي – يديعوت أحرنوت 18/10/2020

في ظل الوضع الإقليمي الحالي وتراجع الاحتكاك في عدة قطاعات، غيّر الجيش الإسرائيلي ترتيب ألويات التعامل مع التهديدات، بينما يبقى حزب الله في الشمال العدو الأكثر خطورة، في الجبهة الداخلية والجبهة والإقليمية، إلا أن التوصل لحل مع قطاع غزة، من القضايا الأكثر أهمية بالنسبة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

لماذا قفز قطاع غزة لرأس سلم الأولويات؟، يرد ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي:

” غزة غير مستقرة وقابلة للانفجار في أية لحظة، إن لم نتوصل لاتفاق تهدئة مستقر مع حماس في قطاع غزة يشمل نقل أموال قطرية لمدة عام، وحقيقة عدم دخول عمال من غزة للعمل في إسرائيل، وتحلية المياه، ومنطقة صناعية، وحل قضية الأسرى، سنصل خلال فترة زمنية قصيرة لمواجهة تجعلنا ندخل بقوات كبيرة لقطاع غزة”.

الميناء البحري والمطار ليست من ضمن القضايا المطروحة للنقاس في الوساطة المصرية بين حركة حماس و”إسرائيل”، النقاش على قضايا تحقق تخفيف مفاجئ من الضائقة الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة.

في ذات الوقت، قيادة الأركان في الجيش الإسرائيلي راجعت في الفترة الأخيرة الخطط العملياتية العسكرية لعملية عسكرية محتملة في قطاع غزة تغيّر الواقع، إلا أن الطرفين، حركة حماس و”إسرائيل” لا يريدان مثل هذه العملية.

ولكن على غرار الوضع الذي كان مستمرًا منذ سنوات، قد يجد كلا الجانبين نفسيهما في عمق مواجهة نتيجة مبادرة من حماس (مثل مظاهرة على السياج) التي خرجت عن السيطرة،  أو خطأ عملياتي من قبل الجيش الإسرائيلي.

القضية الثانية على سلم الأولويات العملياتية للجيش الإسرائيلي هي الجهود الإيرانية لإيجاد جبهة إضافية أمام “إسرائيل” في سوريا، وفي العراق واليمن، إيران ترسل لسوريا صواريخ أرض- أرض دقيقة الإصابة، أو قطع من هذه الصواريخ لتجميعها في سوريا. كما تحاول إيران نقل معدات وأجهزة من شأنها تقييد حرية حركة الطيران الإسرائيلي في سماء سوريا ولبنان. إلا أن “إسرائيل” مستمرة في إحباط هذه المحاولات من خلال  الاستخبارات، ومن خلال ما يسمى “معركة ما بين الحروب”، حسب وصف المحلل العسكري بن يشاي.

الإيرانيون تراجعوا في الفترة الأخيرة، بسبب الكورونا والعقوبات الدولية وفي انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، وقد تكون عملية اغتيال قاسم سليماني، وصعوبة بديله القيام بمهامة، وضع مشروع قاسم سليماني في مأزق عميق، بالتالي احتمالات اندلاع مواجهة على هذه الجبهة بات أقل من قطاع غزة.

الأولوية الثالثة على سلم أولويات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هي الاستعدادات لاحتمالات تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي، ومواجهة تعاظم القوة الصاروخية لإيران، وفي قوة الدفاعات الجوية، وقوة السايبر، وأكثر من هذا لا يمكن توسعة الحديث حول هذه القضايا، ولكن يمكن الإفتراض أن القيادة  الإيرانية التي أقيمت مؤخراً مليئة بالعمل.

ترتيب الضفة الغربية في أولويات الجيش الإسرائيلي،

الضفة الغربية التي تغلي تحتل المرتبة الرابعة في أولويات الجيش الإسرائيلي بسبب سياسية أبو مازن الجامدة وعديمة الجدوى، والذي تجاوز ال 80 عاما، والجيل الفلسطيني الشاب فقدالثقة به، وحتى في خلفائه المحتملين. الذين يخوضون معركة الوراثة فيما بينهم، ووقف التنسيق الأمني لم يضعف قوة الجيش وجهاز الشاباك الإسرائيلي في منع وقوع عمليات، لكنه حوّل الضفة الغربية لمكان قابل للإنفجار كقطاع غزة تقريباً، والجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة عمليات، و إخلال بالنظام  العام على مستويات عدة.

المفاجأة أن حزب الله يأتي في المرتبة الخامسة في أولويات الجيش الإسرائيلي، ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قال، أن كل التجهيزات مكتملة تقريباً لكل الخيارات المحتملة في المواجهة القادمة مع حزب الله، من احتمالات الحرب وحتى احتمالات التصعيد لأيام، في الفترة الأخيرة راجعنا خطط الحرب في لبنان. وحول شكل الحرب الإسرائيلية القادمة على لبنان، قال الضابط الإسرائيلي الكبير :” ما تعرض له لبنان من نيران في حرب لبنان الثانية في العام 2006 خلال 33 يوماً، سيخطفه لبنان في يوم واحد”.

منذ عدة شهور الجيش الإسرائيلي موجود في حالة تأهب على الحدود الشمالية، بسبب تهديدات نصر الله بالانتقام لمقت لسائق شاحنة لبنانية في هجوم نسب ل “إسرائيل” على مطار في دمشق.

نصرالله يحاول الحفاظ على معادلة الردع مع “إسرائيل” التي تمتد من لبنان إلى سوريا، الجيش الإسرائيلي لا ينوي السماح له بتنفيذ مخططه، والاستعداد خلال فترة الكورونا أقل عبئًا على الجيش منه في الأيام العادية ، لأنه هناك إغلاق للمعابر وقليل من الأشخاص يتحركون بكثرة على الأرض.

المواجهة في قطاع غزة :

الحاجة للاستعداد لمواجهة في قطاع غزة أو في الشمال، والذي قد يتسارع من صفر إلى مائة في يوم واحد، يضع الاستعداد والجاهزية على رأس أولويات الجيش الإسرائيلي.

ارتفاع في الإصابات يفيروس كورونا في صفوف الجيش الإسرائيلي يؤثر على مستوى جاهزيته، كما ستؤثر على قدرة الجيش في تنفيذ أنشطة عملياتية وتدريبات عسكرية واسعة المشاركة، وفي بعض الأحيان في مناطق مغلقة، هذه المعضلة بشكل خاص  تترك أثرها في تدريب جنود الاحتياط، الذين هم أكبر سناً وأكثر عرضة للإصابة  بالقيروس في حياتهم المدنية.

بالإضافة إلى ذلك، الدمج بين أزمة فيروس الكورونا، والأزمة السياسية التي تمنع من إقرار موازنة للدولة، وضعت الجيش الإسرائيلي في أزمة اقتصادية، وضعت رئيس الأركان، وقيادة أركان الجيش الإسرائيلي بين خيار الجاهزية العليا للحرب، وبين إجراء إصلاحات بعيدة المدى لأساليب استخدام القوة، وبالوسائل القتالية، الخيار ليس سهلاً، وقناعة رئيس الأركان أن هذه الإصلاحات هي التي ستمكن الجيش من الانتصار في الحرب القادمة، وستقصر عمر الحرب، والتدريبات التي تكلف الكثير من المال حيوية للحفاظ على استعداد الوحدات المختلفة.

السياسية الحالية تقضي بالحفاظ على أعلى درجات الاستعداد للحرب، وفي المرحلة الحالية يوجد أولوية، كل عملية يمكن أن تتطور خلال ساعات لحرب كما كان الأمر في حرب لبنان الثانية.

على ماذا يمكن أن تكون حلول الوسط؟، على الجدول الزمني، وعلى جاهزية القيادة غير الهجومية، والتي تشمل وحدات النار والمناورة والاستخبارات وسلاح الجو، وحدات الدفاعات الجوية والسايبر تتلقى التدريبات والوسائل التي بحاجة لها للحفاظ على أقصى درجات الاستعداد، وبقية الوحدات عليها القبول بأقل من ذلك، ومنظومة وحدات الاحتياط ستكون الأكثر إهمالاً.

شاهدت سلم الأولويات عندما كنت في تدريب بالنيران الحيّة لكتيبة الدورية في وحدة جولاني بمشاركة المدرعات، قوة من سلاح الهندسة والمدفعية، هذا الدمج بين الوحدات يسمى بلغة عسكرية “فريق كتيبة قتالي”، التدريب حاكى عملية في منطقة جبلية، يختفي فوق الأرض وتحتها عناصر من حزب الله، ومسلحون بصواريخ ضد الدبابات وقذائف وراجمات. إلى جانب التدريب، التمرين حاء لفحص جاهزية الوحدات القتالية والضباط لتنفيذ المهام الموكلة لهم في حرب لبنان، قائد المنطقة الشمالية يجبر كل الوحدات العاملة في الشمال الخضوع لهذه التدريبات، وتم توفير وسائل جمع المعلومات من حوامات وطائرات بدون طيار، حواسيب محمولة وتابلتات، والتي تستخدم من قبل الضباط للحصول على المعلومات خلال العمليات، وللتواصل بين بعضهم البعض، وتحديد أماكانهم، وتحديد أين التفجيرات وأين تطلق النار؟، لتجنب إصابة الوحدات الهجومية، الموجودة أصلاً في الميدان، والجواسيب تحدد المواقع التي على الدبابات قصفها وتدميرها.

باختصار، واقع كان قائد الكتيبة يحلم به قبل أربع أوخمس سنوات، مع ذلك، لم يكن الأمر سهلاً، رئيس الأركان، وقائد الفرقة والعميد كانوا على بعد أمتار معدودوة منه، نظروا كيف يشعل المعدات الذكية، وسألوا أسئلة، كان مهماً لرئيس الأركان أن يعرف أن الوسائل الذكية شغلت وفق ما هو مطلوب، ، وتنتج القوة الفتاكة التي ستهزم حزب الله في الوقت المناسب.

المثال الآخر، التدريب العسكري الذي سيكون قريبا وفق ما جاء في يديعوت أحرنوت، كوخافي مُصرّ على إجراء التدريب على نطاق واسع بمشاركة جنود من وحدات البرية والاستخبارات وسلاح الجو، وسيتم الفحص إن كان التدريب سيؤدي لإصابة المئات  بفيروس الكورونا من آلاف الجنود ا الذين سيشاركون في التدريب.

الغاية من التدريب، سعي قيادة الأركان الإسرائيلية لمعرفة إن كانت كل الوحدات في الجيش الإسرائيلي قادرة على العمل في آنٍ واحد (بالتزامن) في حرب على الحدود الشمالية، ووفقًا للنظرية العملياتية الجديدة،  التنفيذ  سيكون حتى لو كان ينطوي على نفقات كبيرة، وزيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا.

على عكس التدريبات السابقة لهيئة الأركان العامة، في تمرين هذا العام، لن يتم فقط تدريب القيادة العليا فقط على التعامل مع المشاكل واتخاذ القرارات. هذه المرة ستتحرك الوحدات القتالية في الميدان، وستقوم الطائرات بعمليات هجومية، وستعمل البحرية في أفضل خططها.

 في إطار الاستعدادات للحرب القادمة في لبنان وقطاع غزة، عدلت قيادة الأركان الإسرائيلية خططها العسكرية، ورئيس الأركان الإسرائيلي أصدر التعليمات للجاهزية بأن تكون إيران أقرب لسلاح نووي عملياتي. ولكن حسب أقوال نائب رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، ورئيس قسم العمليات الجنرال أهارون هليفا، الوضع بعيد عن أن يكون مرضيا بسبب قيود الميزانية، ويفتقر الآن للعديد من الأسلحة الأساسية ومنصات قتالية حيوية، ومن المستحيل زيادة التدريب الاحتياطي، في ضوء كل هذا، وزارة الحرب الإسرائيلية، وقيادة رئيس الأركان يريدان الانتهاء من قضية من سيكون في البيت الأبيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى