ترجمات عبرية

ياعل بتير / الرد الامريكي على التطرف الاسرائيلي يكتسب زخما

هآرتس – بقلم  ياعل بتير  – 4/9/2018

مع انتهاء موسم الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة وفي ذروة التحضيرات لانتخابات المنتصف في 6 تشرين الثاني، يجدر بالاسرائيليين توجيه انظارهم الى المعسكر التقدمي الآخذ بالتعزز في الحزب الديمقراطي الامريكي. هذا المعسكر والذي هو بدرجة كبيرة نتاج لردة فعل لادارة دونالد ترامب يريد كسر المسلمات وتحدي الاجماع المؤسسة وخلال ذلك لا يستثني حتى اسرائيل.

حكومة اسرائيل تعتبر كحليفة للرئيس وتتقاسم معه نفس الرؤيا الاثنوقومجية (العرقية – القومية المتطرفة والمناوئة لليبرالية). في الاجزاء التقدمية في الولايات المتحدة يسمع المزيد من الاصوات من الارض التي تضغط على منتخبي الجمهور بالابتعاد عن اسرائيل ومن فكرة الدولة القومية اليهودية ، ودعم الدولة الواحدة ووقف أو على الاقل ربط اموال المساعدة الامنية لاسرائيل بالتأكد  من ان اسرائيل ستسعى باتجاه  حل الدولتين. هذا التطور يشكل تحديا جديدا من الداخل تجاه اليهود الليبراليين مؤيدي الحزب الديمقراطي والذين يرون دعم اسرائيل ودعم حل الدولتين لوجهين لنفس العملة.

مثال على ذلك هو رشيدة طليب التي انتخبت في المنطقة 13 في متشيغن، والتي بغياب منافس جمهوري سوف تشغل ابتداء من تشرين الثاني كعضوة في الكونغرس وهي الاولى من اصل فلسطيني. طليب تمثل منطقة تقدمية مع تمثل كبير للاقليات. في مقابلات اعطتها بعد انتخابها قالت طليب بانها تؤيد “حل دولة واحدة”، والذي يضمن بمقتضاها ان يعيش الفلسطينيون والاسرائيليون معا “منفصلين ولكن متساوين”. هذا خلافا للمواقف التي هي نفسها عبرت عنها عشية الانتخابات والتي تتوافق مع الوسط الليبرالي في الولايات المتحدة، والتي اساسها تأييد حل الدولتين ومساعدة امريكية للاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. المواقف السابقة لها جعلتها من بين امور اخرى تحظى بدعم اللوبي المؤيد لاسرائيل الليبرالي جي ستريت.

ولكن في اعقاب تحول طليب من حل الدولتين للشعبين الى حل الدولة الواحدة قرر لوبي الجي ستريت وللمرة الأولى من عمره في العشر سنوات أن يرفع دعمه عن المرشحة. في قرارها أعطت جي ستريت تعبيرا لما اعتبر في نظرها خرقا للخط الأحمر وأشارت بوضوح الى ما يعتبر في نظرها كمؤيد لإسرائيل – تأييد لحل الدولتين، الذي يعطي ردا على تقرير المصير القومي لليهود والفلسطينيين.

طليب ليست وحيدة. استعدادها لكسر الاجماع الحزبي والمخاطرة وفقدان دعم كبير من الداخل هو جزء من الموجة، والتي في هذه اللحظة منسوبة الى اشخاص منفردين ولكنها آخذة في التزايد والتعزز، نظرا لانها تعبر عن رد مضاد لتطرف حكومة بنيامين نتنياهو وسياسته. الكسندريا اوكسيو كورتز من نيويورك مثلا والتي تعتبر كنجم صاعد في سماء الجناح الاشتراكي للحزب الديمقراطي، اشتهرت في إسرائيل عندما كتبت في تغريدة لها بان نشاطات الجيش الإسرائيلي امام المتظاهرين على جدار قطاع غزة هي “مذبحة”. عضوة الكونغرس الهام  عمر من مينيسوتا، ادعت بانه في إسرائيل يوجد “نظام أبرتهايد” وهنالك امثلة أخرى. هذه التصريحات تعبر عن الصعوبة لليسار التقدمي للتمييز ما بين حكومة إسرائيل ودولة إسرائيل. في ظل الحكومة الحالية يعتبر حل الدولتين كاعطاء الشرعية لتوسيع المستوطنات وتعميق السيطرة على الفلسطينيين في المنطقة. الامر الذي يجد له دعما ثانويا من النشاطات الذي يقوم بها الائتلاف الحكومي مثل قانون القومية وقانون التسوية ومنع المحكمة العليا من التعامل مع قضايا التخطيط والبناء في الضفة الغربية وباقي قوانين الضم وكذلك من التصريحات التي تسمع من وزراء الحكومة صباح مساء بانه لن تقام دولة فلسطينية.

الحكومة تضع أمامنا وقائع، بمتضاها أفكار الدولة الواحدة من اليسار والضم الزاحف من اليمين تبقي الأغلبية العظمى ليهود الولايات المتحدة في واقع متحدي. واقع يضطرون فيه في اليسار واليمين الى النضال من اجل قيم كانت منذ أمد قصير متفق عليها، ولكن اليوم أصبحت مهددة بحركة كماشة من قبل رؤى متطرفة من كلا الجانبين. من المحظور ان ننسى انه بالنسبة للاغلبية الحاسمة للجمهور اليهودي الأمريكي، فان الدعوة لتشجيع حل الدولة الواحدة يوازي نهاية الدولة اليهودي الوحيدة في العالم. بالمقابل، الدعوة لضم المناطق توازي في نظرهم فقدان صورة الدولة التي يحبونها والذين يتمنون سلامتها.

امام القوى الاخذة في التعزز والتي تحاول تحويل الغضب على السياسات الإسرائيلية الى نزع الشرعية عن إسرائيل كلها يقف افراد ومنظمات تصر على المحافظة على التمييز ما بين الدعم غير المتحفظ لدولة إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وبين انتقاد سياسات حكومتها. هذه المجموعة تعتقد بان الطريق الأفضل لمواجهة هذه الظاهرة هو نقاش مفتوح قائم على المعلومات. هم يقفون وحيدين في المعركة امام حكومة إسرائيلية لا تفهم بان مؤيدي السلام الامريكيون هم الأصدقاء الجيدين لدولة إسرائيل. بدون فهم ان هذا القضم الذي يتم حتى على يدها، بالتمييز ما بين دعم إسرائيل وبين دعم المستوطنات والاحتلال، يمس ليس فقط بالعلاقات مع الأصدقاء بل في النهاية سيمس بدولة إسرائيل، والتي ستجد نفسها تواجه تعزز رؤى متطرفة تهدد وجودها ذاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى