وول ستريت جورنال: استيلاء السنوار على السلطة يعزز العلاقات بين حماس وإيران
وول ستريت جورنال 7-8-2024، سمر سعيد، وروري جونز: استيلاء السنوار على السلطة يعزز العلاقات بين حماس وإيران
أدى تعيين حماس لمهندس هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، يحيى السنوار، كزعيم لها إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية للجماعة المسلحة مع إيران، مما يشير إلى وجود جبهة موحدة بين طهران ومحور الميليشيات التابع لها في صراع مع إسرائيل والولايات المتحدة.
إيران دعمت حماس لسنوات ماليا وعسكريا، لكن العلاقة بين إيران الشيعية والحركة الفلسطينية السنية ظلت محلا للتوترات. فقد ابتعدت إيران عن حماس بسبب دعم الأخيرة الثورة السورية، ولم تنضم للقتال بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر كما كانت تعوّل حماس.
وفي داخل حماس، كانت هناك انقسامات حول درجة الثقة بطهران. وقد وضع السنوار حدا لهذا النقاش في الساعات التي أعقبت مقتل هنية. وعندما اجتمع قادة الحركة للتداول في اختيار رئيس جديد للمكتب السياسي، قاطع السنوار المداولات برسالة مفادها: “يجب أن يكون الزعيم الجديد رجلا مقربا من إيران”، وذلك بحسب مسؤولين عرب وفي حماس على معرفة بالأمر.
وبحلول يوم الثلاثاء، أعلنت حماس عن زعيمها الجديد. وقد أدى القرار لاستبعاد قادة في حماس يقودون المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، بمن فيهم خالد مشعل، الذي تدعمه القوى السنية مثل تركيا وقطر. ومن هنا، فانتصار السنوار على مشعل، يؤكد “التأثير الإيراني المتزايد في العالم السني”.
قال هيو لوفات، الزميل في السياسات بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، والذي سمع أن حماس وصلت إلى طريق مسدود بشأن القرار: “من الواضح أن هذا يضع على رأس الجماعة شخصا يبدو أنه قريب جدا من إيران”.
قرار قادة حماس البارزين دعمَ السنوار، يعني أن الحركة تدعم استراتيجيته لشن حرب ضد إسرائيل إلى جانب المجموعات المسلحة الأخرى الموالية لإيران.
السنوار يريد دولة فلسطينية، ويشترك مع الهدف الإيراني المتمثل بتدمير إسرائيل.
وبحسب المحلل الفلسطيني في غزة، يونس الزريعي، فـ“السنوار هو رجل عسكري” و”العلاقات العسكرية في المنطقة مرتبطة بإيران فقط”.
وفي داخل حماس، أشار صعود السنوار إلى تغير مهم في علاقاتها مع إيران. وتعاملت إسرائيل مع انتخاب السنوار بأنه تغير مهم في علاقات الحركة مع إيران، حيث علق وزير الخارجية يسرائيل كاتس: “يجب أن يرسل انتخاب يحيى السنوار كزعيم لحماس رسالة واضحة للعالم بأن القضية الفلسطينية تسيطر عليها كليا إيران وحماس”.
إن صعود السنوار إلى قيادة حماس يأتي في وقت تقف فيه المنطقة على الحافة بعد مقتل هنية واغتيال إسرائيل الرجلَ الثاني في حزب الله، فؤاد شكر، حيث تعهدت إيران والحزب بالرد على اغتيال القائدين، مضيفة أن السنوار يدير الحرب في غزة منذ 10 أشهر ويريد حربا إقليمية لتحقيق دولة فلسطينية.
صعود السنوار يعقّد من الجهود الأمريكية للتوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. ورغم تصنيف الولايات المتحدة لحماس كحركة إرهابية، إلا أن فيها متشددين ومعتدلين، ويُعرف عن السنوار اتخاذ مواقف متشددة جدا لدفع إسرائيل على التنازل.
في المقابل، لن يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه في اليمين المتطرف على صفقة وقف إطلاق النار، خاصة أنهم يريدون تفكيك قدرات حماس العسكرية والسياسية، وقتل السنوار المتهم بتدبير هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ولأن السنوار هو المطلوب الأول على قائمة القتل الإسرائيلية، فلا يُعرف كيف سيدير الحركة والمفاوضات لوقف إطلاق النار. وكان الرجل من أشد الداعين لإصلاح العلاقات مع إيران بعد الربيع العربي، حيث خرج من السجن الذي كان يقضي فيه حكما بعدة مؤبدات في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شالي عام 2011. وحينها كانت العلاقات بين حماس وإيران متوترة.
ففي الوقت الذي دعمت فيه إيران وحزب الله بشار الأسد في سوريا، إلا أن حماس التي كانت تتخذ من دمشق مقرا لها، دعمت الثورة، حيث نقلت مقرها فيما بعد إلى الدوحة.
وفي عام 2012، انتُخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحماس، وكُلف بمتابعة الجناح العسكري. وبعد 5 أعوام، أصبح زعيم الحركة في غزة، حيث بدأ محاولات لإصلاح العلاقات مع إيران.
وبعد حرب 2021 التي استمرت 11 يوما، قال السنوار للصحافيين: “هناك شيء يجب أن يقال”، حيث شكر إيران على الدعم المالي والعسكري والخبرات في قتال إسرائيل. وأضاف: “لم يكونوا معنا على الأرض، ولكنهم وقفوا معنا”.
السنوار يبدو قد أخطأ في تقدير الدعم الذي يمكن لإيران والجماعات الموالية لها تقديمه لحماس عندما خطط للهجمات على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر. ولكنه استمر بالتواصل مع حلفائه في الجماعات الموالية لإيران، فقد صوّر مرة في رسالة، المعركةَ في غزة بأنها مثل معركة كربلاء التي قُتل فيها الحسين، حفيد النبي محمد، والتي تعتبر لحظة مهمة في التاريخ الشيعي.
اختيار السنوار قابله قلق في غزة التي يريد سكانها نهاية الحرب. ونقلت عن لينا فواز (37 عاما) من مدينة غزة قولها: “كلنا يعرف أن السنوار ديكتاتور وربما لم يكن مهتما بوقف الحرب. لا أعتقد أنه خيار جيد، مع أنني لا أرى من سيكون غيره”.
إلا أن هناك من رحب بانتخابه لأنه رجل يواجه إسرائيل، وزادت شعبيته نظرا لإدارته الحرب، رغم أنه أبطأ أحيانا مفاوضات وقف إطلاق النار.
وبحسب غسان الخطيب، المحاضر بجامعة بيرزيت، فصعود السنوار كزعيم “قوبل بين الفلسطينيين بطريقة إيجابية”، فهو من كان يتخذ القرارات، و”لكننا لا نعرف كيف ستنتهي هذه الحرب، ولا نعرف إن كانوا سينجون” منها.
Sinwar Power Grab Cements Hamas-Iran Ties