ترجمات عبرية

واللا العبري / المظاهرة “الاسرائيلية” للعرب ضد قانون القومية

موقع واللا العبري الاخباري – 12/8/2018

لقد ذهبت لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في إسرائيل، أمس، للنوم راضية، بعد انتهاء التظاهرات ضد قانون القومية التي خرجت في تل أبيب. اعتقد الكثيرون بأنهم يبالغون بعدد عشرات الآلاف الذي وعدوا به، وفي الشرطة أشاروا إلى أنهم طالبوا برخصة لـ 5000 مشارك فقط، لكن في نهاية المطاف وصل حوالي 20-30 ألف شخص، هذا يعني أن نصفهم وصلوا بوسائل مستقلة وليس باستخدام الـ (200-300) التي تم استئجارها لجلب المتظاهرين من حوالي 70 مركز سكاني من الجمهور العربي.

لكن الأرقام نفسها تقول جزءًا فقط من قصة النجاح، فقد نجحت لجنة المتابعة العليا لأول مرة على الأرجح بتحقيق مظاهرة إسرائيلية واسعة النطاق، بقيادة الزعامة العربية، إنجاز كبير أدهش المنظمين نفسهم كما يبدو، وذلك لأن القيادة نجحت بحشد آلاف الاسرائيليين اليهود للحدث، أغلبهم صهاينة وحتى وطنيين، ومن جانب آخر فقد أحضرت أيضًا رجال الحركة الاسلامية الذين شوهد أغلبهم بين الجمهور. صحيح أن العدوانيين من “أبناء القوى” أو “الحراك الشبابي” لم يُروا في المنطقة، لكن على النقيض فقد وصل يهود كثر من اليسار والوسط، ومن بينهم ما لا يقل عن 2000: الجنرال عمرام متسناع رئيس بلدية حيفا سابقًا، عضو الكنيست ورئيس حزب العمل، وكذلك الجنرال عامي أيالون رئيس “الشاباك” سابقًا، وزير وعضو الكنيست عن حزب “العمل”.

لكن من جاءوا من قرى الجليل، وادي عارة، المثلث أو النقب لم يحظوا ربما من أهل تل أبيب بالاحتضان الذي لقيه الدروز، الذين وصلوا للميدان مساء السبت الماضي، لكن في أنحاء الميدان تم استقبال العرب من قبل شركائهم اليهود بالاحتجاج ضد القانون بحرارة حمستهم.

كان الانضباط بارزًا داخل المعسكر العربي نفسه، وتم رفع أعلام فلسطين في ميدان رابين. في البداية طالب المنظمون من طرف لجنة المتابعة العليا بإنزال الأعلام، لكن الأمر أثار مزيدًا من الجدل، وفي نهاية المطاف كانت الرسالة أنه حتى لو كانت هذه تعليمات عامة فإن القيادة لن تفرض تعليماتها على مبادرات شخصية لأي من المتظاهرين. كان كل شيء بارزًا على خلفية حقيقة انه خلافًا لمظاهرة الدروز الأسبوع الماضي؛ غابت أعلام إسرائيل عن الحدث تقريبًا.

اليمين لم يكن متواجدًا في المكان، ربما اختار ذلك لتجنب المواجهة آنذاك، ربما بسبب المفاجأة من أن الحدث لن يكون بتلك الأهمية. لكن التقارير الإعلامية وقعت كثمار ناضجة في أحضان قادة اليمين، ولم تتأخر ردودهم؛ وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس قال “لقد تم رفع أعلام فلسطين في ميدان رابين في تل أبيب، في مظاهرة ضد القانون القومي، أحمد الطيبي وأيمن عودة وأصدقاؤهم يتظاهرون ضد القومية اليهودية ومع القومية العربية الفلسطينية”، مضيفًا “ليس الكلام الذي يشمله القانون أغضبهم، بل قيام إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.

رئيس الكنيست يولي ادلشتاين أشار عبر حسابه في “تويتر” إلى أنه “ثبت هذا المساء مجددًا أن النضال الذي يقوده أعضاء الكنيست العرب هو ليس ضد قانون القومية، بل ضد قيام إسرائيل”. وأعرب ادلشتاين عن أسفه بالقول “مجددًا يتم جر الجمهور العربي الإسرائيلي لمظاهرة تحريضية بشعة”.

عضو الكنيست أورن حزان قال بأنه “تم احتلال تل أبيب وحلقت أعلام العدو الفلسطيني في قلبها”، وأضاف “يكفي أن نلقي نظرة واحدة على الميدان المليء بالكراهية من أجل أن نحصل على إجابة. من هم بالميدان ليسوا منا، هم فقط يسعون لأخذ ما هو يخصنا نحن فقط”، وأشار إلى أن “رفع أعلام الإرهاب هو ليس سوى مساس بسيادة وتحريض شديد ضد إسرائيل”.

في حركة “لو أردتم” قالوا بأن هذه مظاهرة “للقضاء على دولة إسرائيل”، وأنها “تحت ستار مظاهرة للمساواة وضد قانون القومية، وثق نشطاء الحركة الوجه الحقيقي للمظاهرة”.

رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو أيضًا غرد قائلًا “لا يوجد أدلة أفضل على ضرورة قانون القومية”، وفي ضوء نشر صور من المسيرة يظهر فيها المشاركون يرفعون أعلام فلسطين، وكتب “سنواصل رفع علم إسرائيل بفخر، وسنغني هتكفاه بفخر كبير”.

الإصرار في “الليكود” على أنه فقط “على جثتها” سيتم زحزحتها بالقانون هو نفس مفهوم أن هذه الحكومة وقانون القومية مرتبط كل منهما بالآخر بحبل سرة. من وجهة نظر معسكر نتنياهو، مثلما ينعكس من تغريداته أيضًا، نضال العرب واليسار ضد قانون القومية هو فقط وسيلة أخرى ضمن محاولات اسقاط الحكومة، وليس هدفًا قائمًا بحد ذاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى