واصف عريقات يكتب – ترامب ونتنياهو والساعات القليلة القادمة.. سيناريوهات محتملة..!
بقلم واصف عريقات * 3/1/2021
المعلومات المتداولة عن إجراءات استثنائية على صعيد الرئيس الامريكي ونائبه كالغاء زيارات او تحريك بوارج وحاملات طائرات وغواصات حربية وطائرات قاذفة استراتيجية او تصريحات منسوبة لمسؤولين في الولايات المتحدة الامريكية تفيد بان هناك خشية ان يقوم ترامب باعلان حالة الحرب وزج الجيش الامريكي في أعمال عسكرية خارج الولايات المتحدة الامريكية بغرض البقاء في الحكم وتفويت الفرصة على الرئيس المنتخب بايدن، وتحقيق رغبة نتنياهو بالقضاء على الاتفاق النووي مع ايران نهائيا. ويعزز هذه الخشية تقديرات اسرائيلية وراءها نتنياهو، حليف ترامب، وردت على لسان رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي أفيف كوخافي مفادها احتمال اقدام ايران على تنفيذ هجمات انتقامية ضد أهداف اسرائيلية بالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لاغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني انطلاقا من العراق او اليمن، ومنهم من أضاف سوريا ولبنان. ويتزامن ذلك مع استعراض قوة عسكرية امريكية اسرائيلية عسكرية بدعوى ردع ايران والحيلولة دون انفجار مواجهة عسكرية معها بحسب أوساط في الحكومة الاسرائيلية.
وبحسب الدستور الامريكي فان رئيس الولايات المتحدة هو القائد العام للقوات المسلحة الأمريكية، وبالتالي يمارس القيادة العملياتية العليا على جميع القوات العسكرية الوطنية للولايات المتحدة. وبهذه الصفة، يتمتع الرئيس بصلاحية شن العمليات العسكرية وتوجيهها والإشراف عليها، أو الأمر أو الإذن بنشر القوات (في الدول الأجنبية) وإطلاق الأسلحة النووية من جانب واحد ورسم السياسة العسكرية مع وزارة الدفاع والأمن الداخلي. ومع ذلك، تبقى الصلاحية الدستورية على إعلان الحرب مناطة بالكونغرس فقط.
من الناحية النظرية يمكن لترامب فعل ذلك، ولكن هذا يحتاج الى تقدير موقف عسكري على أعلى المستويات في “البنتاغون” يتضمن تعريف العدو والصديق والهدف وتفصيلات اخرى، وقد سبق بوش الاب ترامب في رغبته ضرب ايران لكن الدولة العميقة حالت دون التنفيذ، فهل ستوافق هذه الدولة رغبة ترامب اليوم وقد تضاعفت قوة ايران واستعدادها الذي يفقد امريكا واسرائيل عنصري الصدمة والرعب؟ امكانية ان يقفز ترامب على ذلك وينفذ رغبته واردة لكن سقفه في المناورة وتحقيق الإنجازات متدني.
والسيناريوهات لضرب ايران متعددة اولها ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية المسكونة بقوتها التدميرية بالتنسيق مع المؤسسات الامنية والاستخبارية الاسرائيلية بإطلاق آلاف الصواريخ الجوية والبحرية من طراز توما هوك وكروز) ومئات الطائرات التي ستكلف بمهمة منع اغلاق مضيق هرمز وضمان تدفق النفط وعبور ناقلات النفط والملاحة، وشل منظومات الدفاعات الايرانية وقصف المطارات وتعطيل الرادارات وتدميربطاريات الصواريخ البالستية ومنشآت انتاج النظائر المشعة والمختبرات ذات العلاقة بالأنشطة النووية وشركة “كايالا” للكهرباء ومنشآت تحويل اليورانيوم ومختبرات صنع الوقود ومحطات تخصيب اليورانيوم في “ناتانز” و”آراك” و”بوشهر” ومركز “اصفهان” للتكنولوجيا والمفاعلات الاختبارية الأخرى اضافة الى قواعد الحرس الثوري ومراكز السيطرة والقيادة والتحكم، وفي هذا السيناريو تأخذ العملية مداها من الوقت والأولوية لفعالية الضربات وتدمير الأهداف ومحاولة ايقاع الصدمة والرعب والمباغته للحد من امكانية استيعاب الصدمة ومنع ردود الأفعال الإيرانية.
السيناريو الثاني ضربات أمريكية اسرائيلية تتزامن مع انزالات كوماندوز على أهداف إيرانية حساسة بمساعدة خلايا نائمة في الداخل الإيراني كما حدث عند اغتيال العالم الايراني محسن زاده.
السيناريو الثالث تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات وخبراء ايرانيين واستدراج ايران للرد وربما غير ايرانيين لضمان استدراج الرد وتوسيع العدوان ومحاولة استدراج دول حلف الناتو للمشاركة.
في نفس الوقت يتحدث الأمريكيون والاسرائيليون عن قدرات وحالة تأهب قصوى في الجيش الإيراني تحسبا للعدوان، ويتوقعون ردا ايرانيا واسع متعدد الجبهات.
حتى لو ادرك ترامب انه لن يصل الى مبتغاه لكنه بما وصل اليه من حالة احباط ويأس يعتقد بانه ومن خلال العدوان يضمن تعزيز قبضته على الحزب الجمهوري بدعم من المسيحيين الإنجيليين وتحقيق نبوؤة سفر الرؤيا بالمواجهة مع ايران ويضمن دعم أديلسون الداعم المالي للحزب الجمهوري.
شفير الهاوية استخدم سابقا اكثر من مرة، فهل يجر ترامب امريكا واسرائيل والعالم هذه المرة الى الهاوية؟
* الكاتب خبير ومحلل عسكري فلسطيني .
waseferiqat@hotmail.com