ترجمات أجنبية

واشنطن بوست: يريد ترامب أن يلعب دور صانع السلام، وربما يكون لدى إسرائيل خطط أخرى

واشنطن بوست 13-2-2025، ديفيد إغناطيوس: يريد ترامب أن يلعب دور صانع السلام، وربما يكون لدى إسرائيل خطط أخرى

في خضم الضجيج داخل البيت الأبيض، فات العالم تصريحات ترامب في الأسبوع الماضي عندما هدد إيران بأنه سيقوم مع إسرائيل بضربها إن لم توافق على إلغاء مشروع أسلحتها النووية. ولكن ترامب الذي خاض حملته الانتخابية لولاية ثانية في البيت الأبيض على شعار إنهاء الحروب الأبدية، لا يريد أن يبدأ حربا جديدة في الشرق الأوسط.

ولكنه يتعرض لضغوط من إسرائيل التي ترى أن هناك فرصة لاستهداف إيران بعد فترة من الضعف الكبير وبخاصة في أعقاب إضعاف حلفائها في غزة ولبنان وهزيمتهم في سوريا والهجمات المدمرة التي شنتها إسرائيل على الدفاعات الإيرانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2024. وتريد إسرائيل انتهاز الفرصة، بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

لو لم توافق إيران على التخلي عن برامجها النووية، كما تخلت ليبيا في عهد معمر القذافي، فإن إسرائيل جاهزة لكي تضرب المنشآت النووية الإيرانية، بدعم أمريكي أو بدونه، حسب قول المسؤولين.

إدارة بايدن درست في أيامها الأخيرة، دعم مثل هذه الضربة، ولكنها قررت التوقف، حسب المسؤولين. وترك الأمر لترامب الذي وضعه على القائمة الأولى من أولوياته.

وكان ترامب واضحا وصريحا بشأن المواجهة مع إيران في المقابلة الأخيرة التي أجراها معه بريت باير من شبكة فوكس نيوز: “الجميع يعتقدون أن إسرائيل بدعم منا أو موافقتنا ستضربهم، ولكنني أفضل ألا يحدث هذا، وأحبذ اتفاقا مع إيران حيث نستطيع عقد صفقة، ونشرف ونفحص ونفتشها وبعد ذلك نفجرها أو نتأكد من عدم وجود برنامج نووي”.

وقد لخص نتنياهو دبلوماسية التهديد بالسلاح على هذا النحو: “هناك طريقان لوقفهم، بالقنابل أو بورقة مكتوبة، وأفضّل لو عقدنا صفقة”. ويأمل ترامب أن تدفع حالة الضعف إلى عقد مساومة: “أعتقد أن إيران في حالة من النرفزة الشديدة. وأعتقد أنهم خائفون ويفضلون عقد صفقة. وأفضّل لو عقدت هذه الصفقة معهم بدون قصفهم”.

وأضاف لباير أن الدفاعات الجوية لإيران بعد هجمات تشرين الأول/ أكتوبر “اختفت بشكل كبير”.

وقد ناقش نتنياهو مع ترامب عدة طرق محتملة من الدعم الأمريكي، تتراوح بين الدعم العسكري الحقيقي لضربة مثل تقديم المعلومات الاستخباراتية أو إعادة التزود بالوقود بالجو أو غير ذلك من المساعدات، إلى الدعم السياسي الأكثر محدودية لإنذار نهائي.

وقد زودت الولايات المتحدة إسرائيل بالفعل بذخائر خارقة للتحصينات من شأنها أن تلحق أضرارا بالغة بأجهزة الطرد المركزي الإيرانية وغيرها من معدات تخصيب اليورانيوم المدفونة في تحصينات جبلية في فوردو، بالقرب من مدينة قم.

وقد خلص محللو الاستخبارات الأمريكية في كانون الثاني/ يناير إلى احتمال توجيه إسرائيل ضربة للمنشآت النووية الإيرانية في النصف الأول من عام 2025، وذلك في حالة عدم وجود اتفاق بشأن المشروع الإيراني. واعتمد تقريرها على تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بريان هيوز الذي وصف موقف ترامب: ” ففي الوقت الذي يفضل فيه الحل التفاوضي والسلمي، فلن ينتظر طويلا إذا لم توافق إيران على صفقة، وقريبا”.

وناقشت إدارة بايدن وترامب المدة التي يمكن أن تؤخر فيها الضربة الإسرائيلية البرنامجَ النووي الإيراني. وقد أخبر مسؤولون أن الأمر قد يستغرق ستة أشهر على أفضل تقدير. لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن التأثيرات قد تستمر لمدة عام أو أكثر. وواحد من أسباب حرص إسرائيل على استهداف إيران، هو خشية المسؤولين من سباق طهران سرا لرفع مستوى التخصيب بنسبة 90% اللازم لصنع القنابل النووية. ترامب، صانع الصفقات تصور عقد صفقة كبيرة مع إيران منذ ولايته الأولى.

وعلى الرغم من أنه ألغى في عام 2018 الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه الرئيس باراك أوباما، إلا أنه زعم أنه يمكنه الحصول على صفقة أفضل وأكبر. لقد عمل مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناع إيران، تحت ضغط العقوبات بالموافقة.

وقال وزير الدفاع في حينه، مارك تي إسبر في أغسطس 2019: “نريد التحدث مع إيران والتحدث عن مسار دبلوماسي للمضي قدما”.

لكن هذا الجهد باء بالفشل. لقد كان نهج ترامب الصارم في التعامل مع المفاوضات التعطيل ثم التوصل إلى اتفاق، السمة الأساسية لهذه الأسابيع الأولى من ولايته الثانية. ولكن التهديد باتخاذ إجراء عملي ضد إيران يشكل محاولة فاشلة، حتى بالنسبة لترامب. فمن الواضح أنه لا يريد الحرب. ولكن صانع القرار النهائي هنا قد يكون نتنياهو، وليس ترامب.

Trump wants to play peacemaker. Israel may have other plans.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى