ترجمات أجنبية

واشنطن بوست: والشرق الأوسط على حافة الهاوية مرة أخرى

واشنطن بوست 2-8-2024، ايشان ثارور: والشرق الأوسط على حافة الهاوية مرة أخرى

الحكمة التقليدية التي تتحدث عن عدم اهتمام الأطراف المتحاربة في الشرق الأوسط بتوسيع الحرب قد انهارت وسط عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في هذا الأسبوع من بيروت إلى طهران. ففي الأسبوع الماضي كان هناك تفاؤل حذر من إمكانية انتصار الدبلوماسية. فبعد مغادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي واشنطن في أعقاب زيارته المثيرة للجدل، لاحقته الوشوشات بأن هناك إمكانية لاتفاقية وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى لدى حماس في غزة.

لكن هذا الأسبوع قلب كل الأمور، مع استمرار القصف الإسرائيلي على لبنان ومقتل 12 شابا في بلدة مجدل شمس في الجولان بصاروخ زعمت إسرائيل أن حزب الله اللبناني أطلقه. رد الإسرائيليون بقتل القائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر وسبعة آخرين. وشجب القادة اللبنانيون الهجوم على العاصمة ودعوا لضبط النفس. لكن اليوم التالي جلب تطورا صاعقا، فقد تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فقد تم وضع القنبلة قبل أشهر في الغرفة التي أقام بها هنية وانفجرت به وبحارسه. ولم تعلن إسرائيل المسؤولية عن العملية، لكنها حملت كل بصمات الموساد الإسرائيلي، وألقت إيران وحركة حماس المسؤولية على إسرائيل. ومن جهته، أخبر نتنياهو الصحافيين يوم الخميس أن إسرائيل وجهت ضربة ساحقة لحماس وحزب الله وألمح إلى إعلان إسرائيل عن مقتل زعيم الظل لحماس محمد الضيف الذي قالت إسرائيل إنه قتل قبل ثلاثة أسابيع في غزة. وتحضر المنطقة نفسها للتحرك القادم.

أكدت التطورات الأخيرة استعداد إسرائيل للتحرك ضد أعدائها وتوجيه ضربات في أرض معادية. وبالمقابل عدم رغبة إيران وحلفائها الاستماع لأمريكا والدول الأخرى ووقف دوامة العنف. وحتى قبل أسابيع لم يكن أي من المتحاربين في المنطقة يريد حربا واسعة، لكن ما جرى أخيرا يدفعنا لإعادة النظر في هذه الحسابات، حسب فراس مقصد، الزميل في معهد الشرق الأوسط، مضيفا إلى “إجماع واسع” داخل إسرائيل لتغيير ميزان القوة على طول حدودها الشمالية مع لبنان.

لكن أعداء إسرائيل المفترضين يشعرون بأن عليهم الرد. فبعد مقتل هنية، تعهد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي بمعاقبة إسرائيل بشدة وأن الانتقام في هذه الحالة بات “واجبا”. وفي خطاب للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله قال إنه وحلفاءه “يتباحثون بشأن رد حقيقي وليس ردا رسميا”، في إشارة للرد الإيراني على تدمير القنصلية في دمشق بداية شهر نيسان/أبريل. وتحدث نصر الله عن مرحلة جديدة تختلف عن السابق. وقال إن على إسرائيل انتظار الأمة الشريفة.

وتقول سيما شاين، مسؤولة برنامج إيران في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي “بلا شك فإننا تقدمنا خطوة نحو تصعيد للحرب الشاملة”. و”نحن في وضع تم فيه خرق عدة خطوط حمر”. وما سيتبع سيكون أشد من الرد الإيراني في نيسان/أبريل.

ودعا أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية أثناء رحلة إلى منغوليا لكسر دوامة العنف وإلى ضرورة تحقيق صفقة وقف إطلاق للنار بين حماس وإسرائيل و”حتى نصل إلى هناك على كل الأطراف اتخاذ الخطوة والتوقف عن التصعيد. وعليهم تقديم أسباب لتأخير أو رفض الاتفاق”. ونقل عن المحرر الدولي في بي بي سي جيرمي باوين قوله إن وقف إطلاق النار قد يكون الخطوة المهمة للابتعاد عن حافة الحرب. وربما أصبح هذا من ذي قبل بعد مقتل هنية، المفاوض الرئيس لحركة حماس في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل التي توسطت بها مصر والولايات المتحدة وقطر. وكان التفاوض مع هنية أفضل من الوصول إلى زعيم حماس في غزة يحيى السنوار.

ونقل معين رباني، الزميل غير المقيم في مركز النزاع والدراسات الإنسانية قوله إن التاريخ يكشف أن إسرائيل فعالة في الاغتيالات لكنها تترك أثرا محدودا على حركة حماس و”لن أساوي بين قتل القادة ومحو حركة، فهذان أمران مختلفان. وأثبتت إسرائيل فعالية في الأمر الأول ولكنها لم تنجح في الثاني”.

 

The Middle East is on the brink, again

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى