ترجمات أجنبية

واشنطن بوست – ماذا يعني اعتراف الولايات المتحدة بمذبحة الأرمن على أنها إبادة جماعية

واشنطن بوست – بقلم ميريام برجر – 24/4/2021

قالت ميريام برجر في تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إنه يجري إحياء ذكرى مذبحة ما يصل إلى 1.5 مليون أرمني على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى في 24 أبريل (نيسان) من كل عام. يشير الأرمن إلى حادثة القتل الجماعي باسم «الإبادة الجماعية للأرمن» – وهو مصطلح ترفضه تركيا وامتنعت الولايات المتحدة عن استخدامه حتى الآن.

لكن هذا يمكن أن يتغير اليوم السبت، بحسب التقرير؛ إذ من المتوقع أن يعترف الرئيس بايدن بها على أنها «إبادة جماعية» في إعلان يوم الذكرى السنوي. فما الذي يعنيه ذلك؟

1- لماذا تعارض تركيا لفظ «الإبادة الجماعية»؟

تعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 الإبادة الجماعية بأنها جريمة العمل «على التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية». ويقدر المؤرخون أن حوالي 1.5 مليون من المسيحيين الأرمن قتلوا خلال المذابح وحملات الترحيل التي نفذتها الإمبراطورية العثمانية في بداية عام 1915. ويستخدم الكثيرون كلمة إبادة جماعية لوصفها.

لكن تركيا سليلة الإمبراطورية العثمانية في العصر الحديث، ترفض هذا الادعاء. أكد القادة الأتراك المتعاقبون أنه بينما حدثت بعض الفظائع، فإن الوفيات والاضطهاد لم يكن بالدرجة التي تدعيها أرمينيا وأنصارها.

ومن جانبها تقول تركيا إن حوالي 300 ألف أرمني ماتوا خلال الحرب العالمية الأولى نتيجة للحرب الأهلية والاضطرابات الداخلية التي التهمت الإمبراطورية العثمانية أثناء انشقاقها. وبالإضافة إلى المسيحيين الأرمن، تقول تركيا إن العديد من الأتراك المسلمين ماتوا خلال هذه الفترة.

يعتبر الأرمن اليوم من بين أكثر شعوب العالم تشتتًا، وفقًا «لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)». وتعتبر عمليات القتل الجماعي منذ أكثر من قرن لحظة حاسمة بالنسبة لأرمينيا وشتاتها. لكن بالنسبة لتركيا، فإن مصطلح الإبادة الجماعية يهدد سرديتها عن تأسيس دولتها القومية الحديثة. وقد جرت محاكمة الكتاب الذين يستخدمون هذا المصطلح بموجب المادة 301 من قانون العقوبات التركي، التي تجرم «إهانة القومية التركية».

2- لماذا امتنعت الولايات المتحدة عن استخدام لفظ الإبادة الجماعية؟

لم يستخدم الرئيسان باراك أوباما ودونالد ترامب، من بين آخرين، الكلمة لتجنب إغضاب تركيا. فأنقرة حليف قديم للولايات المتحدة وعضو في الناتو. وكانت جزءًا من القتال ضد «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)». وقد حذرت أنقرة واشنطن مرارًا من أن تغيير موقفها سيهدد العلاقات الأمريكية التركية والمصالح المشتركة، مثل اتفاق يسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى قاعدة عسكرية في جنوب البلاد.

كثيرًا ما تشكو تركيا عندما تستخدم دول أخرى مصطلح الإبادة الجماعية – تنوه برجر. حوالي 20 دولة تفعل ذلك، من بينها روسيا وفرنسا وكندا، في حين أن حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين الآخرين بما في ذلك إسرائيل وبريطانيا لا يفعلون ذلك. في عام 2019 أصدر الكونجرس قرارًا يصف عمليات القتل بأنها إبادة جماعية. أثارت الخطوة غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورفضها ترامب رسميًا.

في المقابل تعهد أوباما بالاعتراف رسميًا بالإبادة الجماعية للأرمن عندما ترشح لأول مرة في عام 2008. ولكن بحلول نهاية السنوات الثماني التي قضاها في المنصب، لم يكن قد فعل ذلك. قالت سامانثا باورز، سفيرة أوباما لدى الأمم المتحدة والمرشحة الآن من قبل بايدن لقيادة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، خلال مقابلة عام 2018 إنها وآخرين في الإدارة «تعرضوا للتلاعب» من قبل أردوغان.

من جانبه قال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما، في نفس المقابلة في عام 2018: «كل عام كان هناك سبب لعدم القيام بذلك. مثلت تركيا أهمية حيوية لبعض القضايا التي كنا نتعامل معها، أو كانت هناك مباحثات بين تركيا والحكومة الأرمينية حول الماضي. بصراحة، الدرس المستفاد هو: للمضي قدمًا: لا تؤجل تنفيذ قراراتك، لأنه إذا لم فعلت ذلك، سيزداد الأمر صعوبة كل عام بطريقة ما».

3- ما النتائج المترتبة على هذا التغير في المواقف؟

لم يؤكد بايدن، الذي يُفترض أنه كان نائبًا لأوباما ومطلعًا على هذه المناقشات، ما إذا كان سيفعل ذلك – تشدد برجر. قالت السكرتيرة الصحافية جين ساكي يوم الأربعاء الماضي: إن الرئيس «سيكون لديه المزيد ليقوله عن يوم الذكرى يوم السبت».

كان بايدن قد وعد بالقيام بذلك أثناء حملته الانتخابية؛ إذ قال في بيان بمناسبة يوم ذكرى أرمينيا العام الماضي: «إذا تم انتخابي، فأنا أتعهد بدعم قرار يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، وسأضع حقوق الإنسان العالمية على رأس أولويات إدارتي».

الآن بعد أن أصبح رئيسًا، تأتي إشارة بايدن إلى أنه قد يتبع ذلك بعد أربع سنوات متوترة من العلاقات بين ترامب وأردوغان. ربما يكون قد حسب أيضًا أن اتخاذ موقف بشأن حدث تاريخي يمكن أن يكون طريقة سهلة نسبيًا للبدء في إعادة هيكلة نهجه للسياسة الخارجية وحقوق الإنسان.

4- كيف كان رد فعل أنصار كل من تركيا وأرمينيا؟

أدلى أردوغان برأيه يوم الخميس الماضي، قائلًا إن تركيا ستستمر في الدفاع عن تاريخها فيما وصفته وسائل الإعلام التركية بـ«أحداث عام 1915». كان العديد من النشطاء الأرمن الأمريكيين يضغطون على بايدن للوفاء بوعد حملته الانتخابية. ويوم الأربعاء أرسل أكثر من 100 عضو في الكونجرس خطابًا إلى بايدن يحثه على القيام بذلك.

جاء في خطاب أعضاء الكونجرس: «إننا ننضم إلى الجالية الأرمنية الأمريكية الفخورة وجميع أولئك الذين يدعمون الحقيقة والعدالة في مطالبتكم بالاعتراف على نحو واضح ومباشر بالإبادة الجماعية للأرمن».

** نشر هذا المقال تحت عنوان  :  

What it means for the United States to recognize massacre of Armenians as genocide

الكاتب  Miriam Berger

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى