«واشنطن بوست» تكشف وثائق تثبت دفع قطر أكثر من مليار دولار لإرهابيين..الصفقة شملت جبهة النصرة وحزب الله وقاسم سليمانى والحرس الثورى وتركيا
واشنطن بوست ٢٨-٤-٢٠١٨م
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فضائح جديدة حول تورط قطر فى دعم وتمويل الإرهاب، حيث نشرت أمس تقريرا مفصلا لمراسلات مسربة تظهر دفع الدوحة مبالغ طائلة، تقدر بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، لأجل الإفراج عن عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة تم اختطافهم في العراق ٢٠١٥.
وأوضحت الصحيفة تذمر زايد بن سعيد الخيارين السفير القطري فى العراق من سعي الميليشيات المتطرفة إلى سلب أموال قطر، فى حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها، وكتب السفير الذى كان يقود المباحثات وقتها قائلا: “كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية موافقة قطر في أبريل الماضى على دفع٢٧٥ مليون دولار على الأقل، من أجل الإفراج عن ٩ أفراد من الأسرة الحاكمة و١٦مواطنا قطريا آخرين ، تعرضوا للاختطاف أثناء رحلة صيد في العراق.
وقالت “واشنطن بوست” إنها تأكدت من دفع الدوحة أموالا للإرهابيين، بناء على رسائل بين المسئولين القطريين. وأظهرت المراسلات، أن صفقة تحرير الرهائن، تضمنت دفع ١٥٠ مليون دولار نقدا للأشخاص والجماعات الذين لعبوا دور الوساطة لتحرير الرهائن، وهم أشخاص تدرجهم الولايات المتحدة منذ مدة طويلة على قوائم الإرهاب. وأشارت الصحيفة إلى أن أطراف الوساطة في الملف القطري شملت كلا من الحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله، إضافة إلى جماعة عسكرية متورطة في هجمات دامية ضد القوات الأمريكية في العراق.
وأضافت “واشنطن بوست” أن دفع تلك الأموال لم يكن سوى جزء من صفقة أكبر شملت حكومات العراق وإيران وتركيا، فضلا عن ميليشيات حزب الله اللبنانية وفصيلين اثنين من المعارضة السورية، بما فى ذلك جبهة النصرة. ونوهت الصحيفة إلى أنه وجراء دخول أطراف عدة على الخط، ارتفع المبلغ المطلوب للإفراج عن الرهائن إلى مليار دولار، تشمل صفقة الإفراج عن جنود إيرانيين في سوريا، وصفقة تهجير البلدات الأربع في سوريا.
وأضافت أن قطر أقرت في وقت سابق بأن عدة دول ساعدتها لأجل تحرير الرهائن لكنها نفت أن تكون قد دفعت أموالا لجماعات إرهابية في سبيل إتمام الصفقة، وقالت إن مشعل بن حمد آل ثاني مندوب قطر لدى واشنطن بعث الشهر الماضي برسالة أدان فيها حديث صحيفة “نيويورك تايمز” عن الموضوع، مشددا على عدم دفع قطر أي فدية في هذا الشأن.
وفي المقابل، أظهرت الوثائق التي حصلت عليها صحيفة”واشنطن بوست”الأمريكية أن المال تم دفعه بالفعل للإرهابيين، وأظهرت أن مسئولين قطريين وقعوا على دفع مبالغ تتراوح بين ٥ و٥٠ مليون دولار لمسئولين عراقيين وإيرانيين وميليشيات، فضلا عن ٥٠ مليون دولار لشخص أشير إليه بقاسم، أي قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، وهو أحد أبرز اللاعبين في صفقة الإفراج عن الرهائن، كما أظهرت المراسلات أيضا أن قطر دفعت ١٥٠ مليون دولار لكتائب حزب الله العراق، بالإضافة إلى ١٠ ملايين دولار لوسيط اسمه أبو محمد السعدي.
وكتب السفير القطري لدى العراق، زايد بن سعيد الخيارين في رسالة موجهة إلى كتائب حزب الله “ستصلكم أموالنا حين نستلم أهلنا – في إشارة إلى المخطوفين”. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول مطلع على خبايا المراسلات، دون ذكر اسمه، أن الأرقام المذكورة في الرسائل ليست دقيقة بشكل تام إذ جرى تعديلها حتى تكون مضللة بشأن ما جرى دفعه، لكن الثابت ــ حسب قوله ــ إن مئات الملايين من الدولارات تم شحنها إلى بغداد في أبريل٢٠١٧.