واشنطن بوست: “بيتر هيغسيث” مرشح “ترامب” لوزارة الدفاع معادي للإسلام
واشنطن بوست 14-11-2024، : ميسي رايان وايفان هيل: “بيتر هيغسيث” مرشح “ترامب” لوزارة الدفاع معادي للإسلام
مراجعة مواقف بيتر هيغسيث مرشح ترامب لتولي منصب وزارة الدفاع الامريكية، اشارت الى إنه عارض دمج النساء والمتحولين جنسيا في الجيش. وقال الجندي السابق والذي عمل قبل اختياره معلقا في شبكة “فوكس نيوز” إن الإسلام هو قوة عنف ويخطط للسيطرة على أمريكا ويجب أن يواجه “بحملة صليبية”.
هذه الآراء ستظهر للعلن عندما يبدأ المشرعون بمناقشة ترشيحه وإجراءات الموافقات على توليه منصبا سيشرف فيه على 3 ملايين عنصر عسكري ومدني وترسانة نووية ويتولي قيادة البنتاغون ومتابعة شبكة من القواعد العسكرية المنتشرة حول العالم. كما وسيقود أكثر الجيوش تنوعا في البلاد، والتي تضم رجالا ونساء من مجموعة من الأعراق والأجناس المتنوعة الميلاد والأديان.
ولم يرد المرشح هيغسيث لتقديم تعليق، وبحلول مساء الإثنين لم يصدر منه أي تعليق على ترشيح ترامب له، إلا أن ترشيح الرئيس المنتخب لهيغسيث، 44 عاما، وهو الوجه التلفزيوني المعروف يشير إلى نية الإدارة القادمة زيادة حملاتها ضد ما يصفونه بـ “اليقظة” في الجيش، والتي يرون أنها مسؤولة عن مشاكل التجنيد وضعف الروح المعنوية وإخفاقات أمريكا في ساحة المعركة. كما يؤكد ذلك على إمكانية أن تحمل ولاية ترامب الثانية سياسات، بما في ذلك حظر السفر الذي فرضه الرئيس آنذاك، والتي اعتبرها العديد من المسلمين الأمريكيين معادية لدينهم.
ما نشره هيغسيث في الفترة الأخيرة يحتوي على نقد حاد للخطوات التي اتخذت في العقد الماضي لإزالة الحواجز بين الذكور والإناث في الجيش وتقديم الرعاية الصحية للمتحولين جنسيا من الجنود والاهتمام بمعالجة التمييز العنصري في صفوف الجيش، وبدون أن يقدم أية أدلة على أن هذه الخطوات أدت لإضعاف الجيش. وبالمقابل ناقش الديمقراطيون أن الجيش بحاجة لأن يعكس الأمة بشكل عام، حتى يكون نشطا وقويا. كما ويجب فسح المجال والفرص للجميع بدون اعتبار للعرق والتفريق بين الذكر والأنثى أو التكيف الجنسي.
وفي كتابه الأخير، الذي نشر هذا الصيف قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024، دعا هيغسيث، الرئيس بصفته القائد الأعلى القادم لأمريكا إلى تحويل تركيز الجيش – بدءا بإعادة تسمية وزارة الدفاع بوزارة الحرب وهو الاسم الذي كان يطلق عليها قبل عام 1947. وقال في كتابه “الحرب على المحاربين”: “المشكلة هي أن الجيش الأكثر تعاطفا ونسويا ليس الأكثر كفاءة”، وأضاف: “إنه جيش أقل كفاءة وهو ما يعرض الجميع للخطر. وهذا، مرة أخرى، أمر سيئ حقا في مجال القتل”.
وندد هيغسيث في فقرة أخرى بما يراه رفض الليبراليين “الوقائع البسيطة” التي تؤثر على الجيش، بما في ذلك القوة والقسوة الذكورية. وفي الوقت الذي مدح فيه الأدوار التاريخية غير القتالية للمرأة، إلا أنه انتقد قرار إدارة باراك أوباما عام 2015، فتح المجال أمام النساء للدخول في جميع المجالات القتالية. ويستشهد هيغسيث بالاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء، بما في ذلك كتلة حجم عضلات الرجال والتي تجعل النساء غير مناسبات للحرب وما يتطلبه القتال. وقال: “الرجال أقوى بيولوجيا وأسرع وأضخم. وأتجرأ للقول بأنهم متفوقون جسديا”.
كما وانتقد قرار قادة البنتاغون للتكامل في الوحدات القتالية والذي أثار جدلا داخل المؤسسة العسكرية وعارضه بعض الضباط، ويقضي أن المرأة تستطيع اختيار أي وحدة عسكرية للقتال، حالة توفرت فيها الشروط المناسبة. ويعلق هيغسيث أن هذه الخطوة ستؤدي إلى خسائر فادحة إذا خاضت هذه الوحدات معارك. وكتب: “الآباء يدفعوننا إلى المخاطرة. الأمهات يضعن عجلات التدريب على دراجاتنا” و”نحن بحاجة إلى الأمهات، ولكن ليس في الجيش وبالتأكيد، ليس في وحدات القتال”.
وانتقد هيغسيث قرار الرئيس الحالي جو بايدن تنويع القيادات العسكرية البارزة واعتبره خطوة ستؤدي لتآكل الفعالية الكلية للجيش. وكان ناقدا بالتحديد لقرار بايدن عام 2023 تعيين ليز فرانشيتي لتكون أول رئيسة هيئة أركان للبحرية، متجاوزا موقف البنتاغون الذي أوصى بتعيين قيادي ذكر. وكتب هيغسيث ساخرا: “لو عانت عمليات البحرية فعندها سنرفع رؤوسنا عاليا”. ودعا أيضا في كتابه الصادر عام 2024 ترامب لطرد رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال تشارلس كيو براون جي أر. واتهمه كرئيس لأركان القوات الجوية بالمسؤولية عن خفض معايير الجاهزية. ويستشهد بمذكرة وقعها براون، وهو أمريكي من أصل أفريقي، في ذلك المنصب سعيا إلى زيادة التنوع بين المرشحين الضباط، والتي قال هيغسيث إنها “عنصرية” و”غير قانونية”.
وفي بودكاست الأسبوع الماضي، حث هيغسيث الرئيس المنتخب ترامب على طرد براون وغيره من الضباط المشاركين في مبادرات التنوع. وكتب فقرة عنه قائلا: “إن مأساة هؤلاء الناس الغاضبين الذين يعانون من ضعف عاطفي، والذين يعتمدون على العرق، تكمن في أنهم لديهم هدف يرددونه وسيظلون يرددونه”، وقال: “خذ الأمر إلى بنك العنصريين: سيتم ترقية القوات السوداء وعلى كافة المستويات، ببساطة على أساس عرقهم. وسيكون بعضهم مؤهلا والبعض الآخر لن يكون مؤهلا”. وفي الوقت الذي لا يعارض فيه هيغسيث قرار 2010 لإلغاء سياسة “لا تسأل، لا تعترض”، والذي سمح للمثليين بالخدمة علنا، فإنه يرى في القرار نقطة طريق واحدة على الطريق إلى ما يراه جيشا تسيطر عليه حركة اليقظة. وعبر هيغسيث عن اعتقاده بأن الليبراليين يسلطون الضوء على “الاختلافات بدلا من صياغة هوية مشتركة”.
ويزعم أنه إذا ترك الجنود الذين يخدمون بالزي الرسمي بمفردهم، فإنهم سيتعايشون بشكل جيد. وكتب: “الرجال الأقوياء والأذكياء والمخلصون يأتون في جميع الأشكال والأحجام والألوان. لا يهتم الرجال بلون بشرتك، طالما أنك تقوم بالمهمة”. واعترض هيغسيث بشكل خاص على الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لمعالجة مشكلة متخيلة تتعلق بالتطرف المحلي في صفوف الجيش بعد اقتحام حشد من أنصار ترامب، بما في ذلك مجموعة من المحاربين القدامى، لمبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير 2021، في محاولة عنيفة وفاشلة لمنع التصديق على فوز بايدن في انتخابات 2020.
ويستشهد بـ “التوقف” ليوم واحد في أعقاب الهجوم لمناقشة قضية التطرف داخل الصفوف العسكرية. وقال: “إن هذا التأنيب الذاتي الذي يتم بشكل تمثيلي بين الرجال والنساء العاديين في المؤسسة العسكرية يشير إلى أن القادة يهتمون كثيرا بوسائل الإعلام أكثر من المشاكل والأشخاص الفعليين”، وأضاف أن “الأسوأ من ذلك، أنهم من خلال الترويج لكذبة العنصرية في المؤسسة العسكرية، وهو ما فعلوه عن عمد، يلطخون سمعة المؤسسة التي يزعمون أنهم يقودونها”. وتشير كتابات سابقة من المنشورات التي شارك فيها هيغسيث خلال أيام دراسته الجامعية إلى أنه كان يحمل آراء اجتماعية أكثر قسوة.
وفي أثناء حملة ترامب للعودة إلى منصبه، استمال فريقه الناخبين المسلمين، الذين كانوا غاضبين من إدارة بايدن بسبب تعاملها مع الحرب في غزة.
وفي كتابه الصادر عام 2020 بعنوان “الحملة الصليبية الأمريكية”، هاجم هيغسيث معدلات المواليد بين المسلمين وما وصفه بالتسلل إلى المجتمعات الأمريكية من قبل اللاجئين والمهاجرين الذين يتهمهم باستغلال الدعم الحكومي. وكتب أن الإسلام “ليس دين سلام، ولم يكن كذلك أبدا” وزعم أن “جميع الدول الإسلامية الحديثة إما رسمية أو بحكم الأمر الواقع مناطق محظورة على المسيحيين واليهود الملتزمين”. وكتب أن الإسلام “اختطفه بالكامل الإسلاميون”.
كما وزعم الكتاب دون أساس أن الإسلاميين يشكلون 25٪ من سكان العالم المسلمين ولديهم مهمة لإجبار بقية العالم على الخضوع أو القتل. ويقول إنه بدعم من اليساريين الذين ينادون بالحدود المفتوحة يخطط الإسلاميون “لغزو” أوروبا وأمريكا ديموغرافيا وثقافيا وسياسيا والتحالف مع العلمانية لهدم “مؤسسات أمتنا اليهودية المسيحية”. وقال إنهم “سيزرعون في الغرب أكبر عدد ممكن من المسلمين”، ومن ثم “بفضل معدلات المواليد المرتفعة للغاية لديهم مقارنة بالسكان الأصليين وثقافتهم المنعزلة استراتيجيا ــ فإن أبناء وبنات هؤلاء المهاجرين واللاجئين يتكاثرون بأعداد أكبر من المواطنين الأصليين”.
وفي كتابه “الحملة الصليبية الأمريكية”، سلط هيغسيث الضوء على المسؤولين المسلمين المنتخبين ببريطانيا وارتفاع عدد السكان المسلمين الأوروبيين على مدى العقود الثلاثة الماضية، ليزعم أن الولايات المتحدة ستنتهي إلى مستقبل مماثل في غياب التدخل. ورغم عزلتها بسبب المسافة و”نسيجها المسيحي التقليدي”، فإن الولايات المتحدة، كما يكتب هيغسيث، تتعرض لغزو ثقافي “ليس فقط على شواطئنا، بل وفي مجتمعك ومدارسك”.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، يذكر كتابه أن 26 مرشحا مسلما فازوا بمناصب منتخبة في البلاد، وأن “اسم محمد أصبح الآن من بين أكثر عشرة أسماء الأولاد في أمريكا”. وقال: “تشبه لحظتنا الحالية إلى حد كبير القرن الحادي عشر. نحن لا نريد القتال، ولكن مثل إخوتنا المسيحيين قبل ألف عام، يجب علينا أن نفعل ذلك. تسليح نفسك – مجازيا وفكريا وجسديا. معركتنا ليست بالبنادق بعد”.
Trump Pentagon pick dismissed military diversity drive, demonized Islam
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook