هجوم جوي وبحري كبير يشنه جيش الدفاع على قطاع غزة بعد أن رفضت حماس الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار.
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 18/11/2012.
قوات جوية وبحرية كبيرة تابعة لجيش الدفاع بدأت فجر يوم الأحد 18 نوفمبر بهجوم كبير على أهداف في قطاع غزة بعد أن انهارت الاتصالات التي جرت طوال يوم السبت بين واشنطن والقدس والقاهرة وغزة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وبينما مصر وتركيا وحماس تلمح إلى وجود أساس للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق فقد قررت القيادة الإسرائيلية بأنه لا وجود لمثل هذا الأساس وأن إسرائيل تدفع للقبول بوقف إطلاق النار حسب شروط حركة حماس.
وبعد المشاورات بين نتنياهو باراك ليبرمان قرروا الرد بتصعيد الهجمات باستثناء الهجوم البري.
وهنا نعرض لتطورات الأحداث في يوم السبت والأحد فجرا وكيف حدث أن الجهود لوقف إطلاق النار انتهت بجولة جديدة من المعارك.
المخابرات العامة المصرية أخرجت يوم السبت 17 نوفمبر وسرا رئيس حكومة عزة إسماعيل هنية بواسطة قافلة وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إلى العريش في شمال سيناء من أجل إجراء اتصالات مباشرة مع القاهرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
مصادرنا الاستخباراتية تشير إلى أن أحد المشاكل الرئيسية للرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي طيب أردوغان الذي وصل إلى القاهرة يوم السبت بهدف تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كان أن قادة حماس الذين نزلوا إلى تحت الأرض خوفا من عمليات اغتيال مركزة قطعوا جميع الهواتف ووسائل الاتصال الإلكترونية التابعة لهم بهدف منع أية متابعة إسرائيلية لتحركاتهم وهذا ما منع تطور المحادثات.
ولما كان هنية قد رفض إجراء اتصال مع القاهرة من مبنى الوفد العسكري المصري في غزة فقد تقرر في النهاية إخراجه إلى العريش.
وليست هناك معلومات فيما إذا كان هنية مازال حتى يوم الأحد 18 نوفمبر موجودا في العريش أو أن الاستخبارات المصرية أعادته إلى غزة.
رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أحضر معه في الطائرة إلى القاهرة لغرض المفاوضات رجل الذراع العسكري لحركة حماس صالح العاروري الذي كان رجل الاتصال بينه وبين زعامة حركة حماس في غزة فيما يتعلق بموضوع وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
العاروري كان معتقلا حتى 18 أكتوبر 2011 وعلى مدى 11 سنة في سجن إسرائيلي وقد أفرج عنه في نطاق الصفقة للإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، ولما رفضت إسرائيل أن يفرج عن العاروري ليبقى في الضفة الغربية أو غزة اتفق في نهاية الأمر على أن يتوجه إلى تركيا.
مصادرنا الاستخباراتية تشير أنه حصل في تركيا وبعد وصوله على الفور استقبل من رئيس جهاز المخابرات المركزية التركي هاكان فيدان وهو الرجل الذي يحظى بثقة طيب أردوغان.
ومن خلال استغلال علاقته ورعاية المؤسسة الاستخبارات التركية انضم صالح العاروري إلى القيادة العملياتية لشبكات حماس في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية.
بعبارة أخرى أردوغان أحضره إلى القاهرة لأنه يحظى بثقة زعامة حماس في غزة.
العاروري ظل طوال يوم السبت على اتصال مع هنية.
في مساء يوم السبت وفي مؤتمر صحفي مع أردوغان قال الرئيس المصري محمد مرسي أنه توجد عدة علامات يمكن أن تسهم في وقت إطلاق النار في القريب العاجل للحرب في غزة، وأضاف مرسي أنه ليست هناك ضمانات لذلك.
مصادرنا تشير أن لهاتين العبارتين اللتان ردهما مرسي وهما “لا توجد ضمانات” معنيين متباينين:
أولا أنه لا توجد فعلا ضمانات لوقف إطلاق النار لكن من الناحية الثانية الأمر يتعلق بالضبط بالنقطة الرئيسية التي تدور المفاوضات حولها والتي يعمل كل من مرسي وأردوغان على تحقيقها.
الولايات المتحدة وإسرائيل تصران على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار ينبغي أن يتم بين واشنطن والقاهرة وأنقرة (هذا إذا ما أرادت ذلك أنقرة) وإسرائيل، أي أن حماس لن تكون طرفا في الاتفاق.
الاتفاقات التي ستلزم حركة حماس ستكون بينها وبين القاهرة.
كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يديرون المفاوضات حول وقف إطلاق النار أي نتنياهو وباراك وليبرمان يصرون على أن تكون الولايات المتحدة ضامنة لتنفيذ الاتفاق إذا ما تم التوصل إليه.
مصادرنا تشير إلى أنه ردا على الطلب الإسرائيلي توجه رئيس الحكومة التركية أردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطلب منه أن يكون ضامنا لاتفاق وقف إطلاق النار إلى جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
في الليل نفت إسرائيل معلومات روجتها مصادر في القاهرة بأن مبعوث إسرائيلي موجود الآن في الطريق إلى القاهرة من أجل مناقشة الاتفاق الذي يتم بلورته.
مصادرنا تشير إلى أنه يوم الأحد صباحا قرر كل من نتنياهو-باراك-ليبرمان بأنهم لن يستدرجوا إلى المصيدة التي نصبها عند أقدامهم مرسي وأردوغان، وأمروا سلاح الجو وسلاح البحرية باستئناف الهجمات على الأهداف في غزة.
هؤلاء الثلاثة قرروا أنه في هذه المرحلة فإن جيش الدفاع الإسرائيلي لن يشن هجوما بريا وفقا لضمانات قدمها نتنياهو إلى الرئيس أوباما أثناء مكالمة هاتفية صباح يوم السبت.
نتنياهو أكد لأوباما أنه سيحجم في هذه الأثناء عن شن الهجوم البري طالما أن هناك فرص لتحقيق وقف إطلاق النار.
مصدر غربي رفيع المستوى في القاهرة والذي يلم إلماما جيدا بتفاصيل المحادثات التي تدور صرح يوم الأحد 18 نوفمبر لمصادرنا أن لا الرئيس أوباما ولا الرئيس بوتين قررا دعم مثل هذا الاتفاق الذي تطرحه مصر وتركيا، ولا المدى الذي يرغب فيه كلاهما في أن يكون متداخلين في هذا الجانب.
المصدر الغربي صرح أن هناك عجينة مختمرة لكن لم يتم إدخالها حتى الآن إلى الفرن من أجل أن تعد منها الكعكة.
حسب المصدر فإن الأمر سيستغرق عدة أيام من المعارك إلى أن يتضح فيما إذا كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.