شؤون اقليمية

هجوم إلكتروني إيراني بدون رد: في إسرائيل هوجمت أهداف عسكرية وفي الولايات المتحدة أهداف مالية وفي الخليج أهداف نفطية وغاز

ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 14/10/2012.

 المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم السبت 13/10/2012.

قبل أسبوع وفي يوم السبت 6 أكتوبر هوجمت إسرائيل من قبل طائرة إيرانية كانت تتضمن مكونات من طائرة شبح نجحت في تضليل الاستخبارات والدفاع الجوي الإسرائيلي وأظهرت أن الحدود الجوية ومنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية مخترقة.

في يوم الخميس 11 أكتوبر وفي تلويحه بهذا النجاح الإستراتيجي، الذي يتجاهله رئيس الحكومة الإسرائيلية وكأنه لم يحدث ولما كان هذا يتناقض مع رؤيته بإمكانية وبضرورة مساعدة أسوار أمنية أرضية لإغلاق عمليات التوغل إلى إسرائيل، تعهد زعيم حزب الله بعمليات توغل ومفاجآت أخرى.

خلال السنوات الست الأخيرة أي منذ حرب 2006 اعتادوا في إسرائيل على أن تصريحات نصر الله  تحظى بموثوقية ومصداقية أكثر مما تحظى به تلك الصادرة عن رؤساء الحكومات الإسرائيلية.

في يوم السبت 13 أكتوبر كتب موقع الإنترنت التابع لحرس الثورة الإيراني بأن تصريحات قائد حرس الثورة الجنرال علي جعفري يوم الجمعة وبحضور المرشد الأعلى آية الله علي خامينائي أثناء زيارة لمنطقة خراسان عن ردع إستراتيجي فإنه كان يقصد الطائرات الإيرانية الني أطلقتها إيران وحزب الله باتجاه إسرائيل والتي اقتربت من المفاعل النووي في ديمونه.

في تصريحاته أعلن جعفري أن قوة الصواريخ والأسطول الإيراني وضعتا في حالة تأهب من أجل الردع الإستراتيجي، وكان هذا بمثابة إعلان حرب إلكترونية عسكرية إيرانية مكشوفة ومباشرة ضد إسرائيل، كما أنها انطوت أيضا على عنصر بارز من الاحتقار الإيراني والذي يشير إلى أن طهران تقيم إسرائيل بأنها لن ترد على توغل الطائرات الصغيرة المسيرة الإيرانية داخل مجالها، بالضبط مثلما لا ترد على وضع آلاف الجنود من كتائب القدس الإيرانيين في سوريا ولبنان في مواجهة حدودها.

في نفس اليوم اكتشف المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس بول ريان ما حاول السلوك السياسي والعسكري الأمريكي والإسرائيلي إخفاءه منذ سنوات عن طريق التلاعب بالألفاظ والأرقام المضللة عن قصد بأن لدى إيران مواد انشطارية كافية لإنتاج خمس قنابل نووية.

ريان حصل على معلومات من طاقم مكون من عناصر خدمت سابقا في الاستخبارات الأمريكية والذي أعد هذه المادة للمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني من أجل المواجهات الرئاسية.

على رأس هذا الطاقم يقف جون بولتون الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة والذي كما يبدو سيعين مستشارا للأمن القومي الأمريكي إذا ما فاز رومني.

بعبارة أخرى إذا انتخب رومني للرئاسة فإن سياسته حيال إيران ستبدأ من النقطة التي تتوافر لديها مادة انشطارية كافية لبناء مستودع من القنابل النووية.

لكن مثل هذا الأمر لا يشكل ضمانة لا للهجوم الأمريكي على البرنامج النووي الإيراني ولا الدعم الأمريكي لهجوم إسرائيلي، الشيء الوحيد الذي يضمنه مثل الكشف عن هذه المعلومات هو أننا نعرف الآن أن وقف البرنامج النووي الإيراني لا يتطلب الهجوم على عشرات المنشآت النووية وإنما ينبغي مهاجمة وتدمير المادة الانشطارية التي بحوزة إيران والتي يمكن بواسطتها بناء خمس قنابل نووية والتي استغرق تخصيبها وتخزينها عشرون سنة.

كما أن الإيرانيون يدركون هذا المنطق الإستراتيجي العسكري لذا يمكن الاعتقاد أن مثل هذه الكمية من المواد الانشطارية يمكن إدخالها ضمن صندوق من الرصاص ليس أكبر حجما من طاولة طعام متوسطة الموجودة في أي مطبخ أمريكي وإسرائيلي، وليست مخبأة حتى في منشأة فوردو التي تقع تحت الأرض وإنما في أية شقة أو في أي عش نائم في مكان ما في هذه الدولة العملاقة التي تمتد على مساحة 1.6 مليون كلم مربع.

بعبارة أخرى لا حاجة إلى مئات القاذفات والقنابل الخارقة للأعماق مثلما يعلنون خلال السنوات الأخيرة وإنما هناك حاجة لاستخبارات دقيقة وصاروخ واحد يدمر هذا الصندوق الرصاصي.

في يوم الخميس 11 أكتوبر وبعد أسبوعين هوجمت منظومات الحواسيب وإدارة شركات النفط والغاز الكبرى في دول الخليج وعلى الأخص العربية السعودية وقطر وبنوك أمريكية كبرى.

وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا تطرق إلى ذلك في خطبه بشأن الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة حيث هدد بالوصول إلى الأطراف التي شنتها.

بانيتا لم يدل بتفاصيل حول الجهات المقصودة لكن وكما هو معتاد في الولايات المتحدة التفاصيل بشأن هذه التصريحات الحادة تأتي بعد ذلك على شكل عمليات تسريب في الصحف الأمريكية.

في يوم الجمعة والسبت 12 و13 أكتوبر كانت وسائل الإعلام الأمريكية تحفل بالتقارير التي تتحدث عن أن إدارة أوباما تخشى أن تكون إيران الدولة الأولى التي ستشن هجوما إرهابيا إلكترونيا ضد الولايات المتحدة هذا بعد أن حدث مثل هذا الهجوم على أرض الواقع.

صحيفة وول ستريت جورنال كشفت عن تفاصيل حول مجموعة من حوالي 100 من خبراء الحرب الإلكترونية الإيرانية الذين يقفون خلف هذه الهجمات على صناعة النفط والخليج والبنوك الأمريكية.

بعبارة أخرى طهران توجه رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها إذا استمرت في فرض العقوبات على صادراتها النفطية وإذا ما استمرت في فرض العقوبات المالية على إيران فإن الصادرات النفطية من الخليج إلى الغرب وشبكة المصارف والأموال الأمريكية ستتعرض للضرر.

إذن تصريحات بانيتا هي بمثابة إنذار أخير قبل أن توجه الولايات المتحدة ضربة إلكترونية مضادة إلى إيران.

هذه التصريحات من قبل بانيتا جاءت بعد أسبوع تقريبا من قيام بانيتا وبدون توقف من التحذير من انتشار الحرب في سوريا إلى الدول الأخرى في الشرق الأوسط ومن احتمال استخدام السلاح الكيماوي السوري، إلى أن وصل بانيتا للحديث عن الحرب الإلكترونية والحرب في سوريا التي امتدت إلى تركيا.

ما هي التواريخ القادمة للتدهور البطيء لكنه مستمر نحو حرب شرق أوسطية شاملة؟

في يوم الثلاثاء 16 أكتوبر ستجري المواجهة التلفزيونية الحاسمة بين باراك أوباما وميت رومني والتي ستتركز على ثلاث مسائل أساسية في السياسة الخارجية والأمنية الأمريكية.

هناك احتمال أن تحاول أحد الأطراف التالية قبل هذه المواجهة أو بعدها وعن طريق عملية عسكرية أو إرهابية أن تترك بصماتها على المواجهة الرئاسية هذه الجهات هي تنظيم القاعدة سوريا إيران وحزب الله.

مثل هذه العملية لا ينبغي أن تكون مباشرة ضد هدف أمريكي كما حدث خلال الأسبوع الأخير، بل يمكن أن تحدث ضد إسرائيل أيضا أو تركيا أو الأردن أو السعودية أو قطر ويمكن أن تكون إذن عملية انتقامية أمريكية سرية ضد إيران.

حقيقة واحدة لا يمكن تغييرها وهي أن إيران بدأت هذا الأسبوع بهجوم إلكتروني حيث تهاجم أهدافا عسكرية في إسرائيل وأهداف مالية في الولايات المتحدة وأهداف نفطية في السعودية.

هذا صحيح حتى الآن الولايات المتحدة لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا السعودية ردت حتى الآن، لذا ينبغي أن نتوقع أنه في غياب عدم الرد على الهجمات الإيرانية فإن هذه الهجمات ستتصاعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى