ترجمات عبرية

هارتس : حديث المسؤولية، ووقائع تكذّب حكومة نتنياهو

هارتس : تسفي برئيل : 11-01-2024

اسرائيل كاتس هو وزير مسؤول. في مقابلة اجراها مع القناة 14 «كشف» أن اسرائيل هي المسؤولة عن تصفية وسام طويل، قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله. «نحن نتحمل المسؤولية عن العملية. فهذا جزء من حربنا»، هكذا شارك الوزير الجمهور بهذه المعلومة السرية، لأنه حتى أمس اعتقدنا أن كائنات فضائية هي التي نفذت العملية أو أن طويل توفي بسكتة قلبية اثناء الركض في الصباح على الكورنيش في بيروت.
مع كل ذلك، من المنعش سماع كلمة «مسؤولية» عندما تخرج من فم وزير رفيع، وزير الخارجية، وليس من فم شخص من الذين يحملون هذا اللقب ويتولون وزارات زائدة. لأنه حتى الآن تعلمنا أنه عندما يتعلق الامر بالحكومة فان المسؤولية تكون مفهوماً غريباً، وحتى مداناً، وبالتأكيد من غير الجدير استخدامها في زمن الحرب. ربما بعد الحرب، عندما سينتهي كل شيء ذات يوم وندمر «حماس» ونبعد حزب الله عن الحدود الشمالية وعشرات آلاف المواطنين الذين تم اخلاؤهم من بيوتهم يعودون اليها ويتوقف المخطوفون عن الموت في الاسر، ربما عندها سنبدأ بمعالجة موضوع «المسؤولية».
مهم بشكل خاص الصياغة القصيرة، الدقيقة والصحيحة، عمل فكري يمكن أن يشهد على مهارة الدبلوماسي رقم واحد في البلاد. «نحن نتحمل المسؤولية، لأن هذا جزء من حربنا». المسؤولية حسب كاتس تبدأ فقط مع الحرب. الفشل في القيادة والخبث الذي حرك الانقلاب النظامي والسم الذي تم حقنه ضد القادة والطيارين والعلماء والناس العاديين الذين عارضوه؛ المفهوم المشوه الذي أنام اجهزة الامن وأوهم دولة كاملة بأن أمنها مضمون فقط بفضل «الحكومة المسؤولة» التي توجد في يد زعيم «من نوع آخر»، كل ذلك الحكومة ليست مسؤولة عنه. وهي لا تتحدث معنا عن السياق الذي مهد الارض للاعمال الفظيعة، لأنه ما الصلة بين ذلك الوقت والآن.
اذا كان الامر هكذا فهاكم عدة امور التي هي «جزء من حربنا»، لكنها مشمولة في فئة المسؤوليات التي لا يتحمل الوزير كاتس وأصدقائه المسؤولية عنها.
فخر الانتاج العلمي الذي عرف أين يوجد بالضبط طويل (العثور على صالح العاروري وتصفيته الناجحة لا يمكن حتى الآن التفاخر بذلك، لأن اسرائيل واسرائيل كاتس حتى الآن لم يتحملوا المسؤولية عن التنفيذ)، يبهت امام حقيقة أن هذه الاستخبارات بالضبط لا تنجح في العثور على مكان 130 مخطوفاً، الذين ما زالوا مدفونين احياء في انفاق حماس وبيوت قتلة في قطاع غزة. حياتهم في خطر ونحن لا نعرف عدد الذين ماتوا دون معرفتنا وكم عدد الذين يحتضرون وكم عدد الذين يلفظون أنفاسهم الاخيرة. حقيقة أنهم حصلوا بتأخير معين على ادراجهم في قائمة اهداف الحرب، لا تساعدهم. لكن على الاقل حصلوا على مفهوم سيسجل على اسمهم.
الحكومة تقول لنا بأنها تفعل كل ما في استطاعتها للدفع قدما باطلاق سراح المخطوفين، والمتحدثون بلسانها اوضحوا بأنه فقط الضغط العسكري – القصف والتهجير لـ 1.5 مليون غزي من بيوتهم وتدمير البنى التحتية والانفاق، هو الذي سيقرب اطلاق سراحهم. هذا تصور، ومثل أي تصور آخر غير مؤكد فهو يحتاج فقط الى الايمان.
لذلك هاكم تصور آخر، ربما هو واعد اكثر، وقف اطلاق النار هو الذي سيدفع قدما باطلاق سراح المخطوفين، لكن باعادة صياغة اقوال وزير الدفاع يوآف غالنت، «لن يقول لنا كل مخطوف من بئيري متى سننتقل الى المرحلة القادمة». غالنت هو الوزير الذي وعد بابعاد حزب الله عن الحدود الشمالية، وأن هذا ايضا «جزء من حربنا»، واذا لم يكن ذلك بعملية سياسية فسيكون «بطرق اخرى»، أي حربا ضد لبنان، وخلال ذلك كي يتمكن سكان الشمال من العودة الى بيوتهم. فقط يجدر التذكر بأن وعده لسكان سدروت عندما قال إنه خلال «بضعة اسابيع وليس اشهر» سيمكنهم العودة الى بيوتهم، هذا كان قبل شهر تقريباً. صحيح أن غالنت لم يذكر عدد الاسابيع، وكيف ومتى ستنضج الظروف لعودتهم. ايضا هنا لا يوجد لنا أي خيار، يجب علينا التصديق. ولكن يجب علينا معرفة من وماذا نصدق. هذه هي مسؤوليتنا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى