هأرتس: طالما أن بني غانتس يستمر في الوصول الى العمل
هأرتس – تسفي برئيل – 24/4/2024
أكثر مما تشير الى بيانات حقيقية، استطلاعات الرأي تشير الى توجه، هكذا ايضا هو الاستطلاع الذي نشر عشية عيد الفصح في القناة 13، الذي بحسبه ائتلاف الكارثة يضم اليه ثلاثة مقاعد اضافة الى التي عرضت في الاستطلاع السابق الذي أجري قبل ثلاثة اسابيع.
يمكن بالطبع الاستناد بشكل مريح الى الخلف وترديد أن السقوط بعيد وأن “التحالف مرتدع”، وها هو المعسكر الرسمي لبني غانتس ما زال لديه 30 مقعد، تقريبا مثلما في الاستطلاع السابق، ويشكل الحزب الاكبر.
لكن في اسرائيل حزب واحد لا يمكنه تشكيل الحكومة، وعندما يدل التوجه على أن المعارضة تفقد قوتها فان الوعي يتسرب بأن الاتجاه الذي تسير فيه الدولة هو نفس الشيء، وأن سوق المقاعد الذي يديره غانتس، الذي يمكن أن يشكل البديل ويبث الأمل ويبني واقع سياسي جديد، بدأت في أن تفرغ. ولا يقل عن ذلك تهديدا هو المعطى الذي بحسبه قائمة موحدة يديرها نفتالي بينيت ويوسي كوهين وجدعون ساعر، يمكن أن تحصل على 32 مقعد، جزء منها سيأتي على حساب المعسكر الرسمي؛ الى من سينضم هؤلاء عندما ستجرى الانتخابات؟.
صحيح أن الخوف من انسحاب غانتس يشوبه درجة كبيرة من النفاق، لأن غانتس في الحقيقة يسوق قدرته على الصد وتلطيف طبيعة نشاطات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة وفي لبنان، ويُسمع ايضا نغمة لطيفة اكثر في أذن الادارة الامريكية، لكنه شريك كامل في عدم وجود خطة استراتيجية لانهاء الحرب. ايضا غانتس، مثل نتنياهو، لا يعتبر السلطة الفلسطينية جسم يمكنه وجدير لادارة القطاع بعد انتهاء الحرب، و”حل الدولتين” غير مشمول في قائمته. يبدو أنه قد وضع مسدس مدخن على طاولة الحكومة في موضوع قانون التجنيد، لكن حتى الآن لم يتم قول الكلمة الاخيرة حوله، وهو ما زال كالعادة يقترح تعرج مرن يمكن أن ينقذ الحكومة.
غانتس يعلن بأنه يجب فعل كل شيء من اجل تحرير المخطوفين، لكن عندما يؤيد، وحتى يدعم، احتلال رفح فهو يلغي العملية الوحيدة، وقف القتال، التي يمكن أن تؤدي الى اطلاق سراحهم. طالما أن غانتس استمر في الوصول الى العمل فانه ليس فقط ورقة التين بالنسبة لنتنياهو، الذي توقف عن أن يحسب أي حساب له، بل يؤخر ويضر ايضا باحتمالية ابعاده عن الحكم ويرسخ بالفعل استمرار وجود الحكومة ويعطي ائتلاف التدمير المشين مستقبل آمن وسعيد.
من البداية هذه كانت شراكة مسمومة. كما يبدو كانت تهدف الى تشكيل حكومة انقاذ وطنية تستند الى شعار “معا”. الهدف كان ادارة حرب يوجد لها اهداف منطقية وفي نهايتها توجد خطة سياسية. ولكن برئاسة نتنياهو وبرعاية من غانتس فان هذه الحرب اصبحت خلال اسابيع حرب عبثية لا يوجد لها اتجاه وكل هدفها هو التدمير والقتل والانتقام. غزة اصبحت في الواقع انقاض، ولكن دولة اسرائيل تحطمت. انضمام غانتس للحكومة ليس فقط لا يفيد المخطوفين، بل هو ايضا لا يرسل أي بصيص من الضوء لعشرات سكان الشمال الذين ما زالوا في الفنادق، والى سكان غلاف غزة الذين لا يعرفون كيف ومتى يمكنهم اعادة ترميم حياتهم، حيث في المقابل هم يشاهدون كيف أن عشرات البؤر الاستيطانية المتوحشة في الضفة ستحصل على المكانة القانونية والميزانيات الضخمة.
من المريح القاء كل التهمة على سموتريتش، نموذج الفشل، أو على المهرج الذي يرتدي قناع وزير الامن الوطني. قوتهما في الحقيقة هي في تهديدهما باسقاطالحكومة. ولكن طالما أن المعسكر الرسمي شريك في هذه العصابة فان مسؤوليته لا تقل عن مسؤوليتهما. مهمة غانتس لم تعد تمثل “تليين” الحكومة، حيث أن قدرته على تحقيق ذلك لاقت فشلا ذريعا. لقد خصصت لضمان تحقيق الأمل في بلورة بديل يمكنه ترميم الارض المحروقة. المقاعد التي تتسرب من هذا البديل هي صافرة انذار حقيقية تصم الآذان، ويجب على غانتس فقط أن يستل السدادات.