هآرتس 6/3/2012 ابن 19 رشق حجارة، جندي اسرائيلي أطلق على رأسه قنبلة غاز وأصابه بجراح ميؤوس منها../
من جاكي خوري وآخرين
محمد تيسير ابو عواد، ابن 19، من بلدة بيرزيت المجاورة لرام الله أصيب أمس بجراح ميؤوس منها جراء قنبلة غاز في رأسه. وكان أطلق القنبلة جندي من الجيش الاسرائيلي، بعد أن رشق ابو عواد وبعض من ابناء عائلته الحجارة على استحكام الحراسة للجيش على مقربة من حاجز عطارة، شمالي رام الله. مدير المستشفى في رام الله، الذي اخلي اليه عواد، افاد بان الشاب يعاني من كسر في الجمجمة ونزيف في الدماغ ويكافح في سبيل حياته، اما في الجيش الاسرائيلي فرفضوا تأكيد رواية ابو عواد، والتي افادت بان القنبلة اطلقت في تصويب مباشر، خلافا للاوامر، وأوضحوا بان الحدث قيد التحقيق.
ووصل ابو عواد وعائلته الى الحاجز المجاور لبيرزيت لاحياء سنتين على وفاة خمسة من ابناء العائلة في حادثة طرق بين السيارة التي أستقلوها وسيارة عسكرية. ولم ينفِ أبناء العائلة أمس انهم اصطدموا بالقوات، جنود من كتائب النجدة والانقاذ في قيادة الجبهة الداخلية، ممن يُبعث بهم بين الحين والاخر لنشاط عملياتي في الضفة.
ايهاب أبو عواد، ابن عم الجريح، كان معه وروى أمس لـ “هآرتس” انه لاحظ جنديا يركع على ركتبه ويطلق نحوهم قنبلة من مسافة نحو 30 مترا. وقال ابو عواد: “وصلنا الى هناك كي نطلق رسالة بان احدا لم يقدم الى المحاكمة في أعقاب الحادثة الرهيبة، ولم يتوجه الينا أحد أو يقدم الينا الحساب”.
وروى الى أنه حين جاء الى المكان “كانت هناك سيارة جيب واحدة وفي داخلها بضعة جنود. بدأنا نرشق الحجارة وعندها جاءت سيارة جيب اخرى. بعد بضع دقائق رأينا أن السيارتين ابتعدتا، ولكن مجموعة من الجنود اختبأت خلف العشب. وفجأة احد الجنود الذي اختبأ انحنى واطلق قنبلة مباشرة نحو محمد. حاول أن ينحني ولكن القنبلة اصابت رأسه”.
وروى أبو عواد بانه فور الاصابة غادر الجنود المكان، ولم يقدموا الاسعاف للجريح: “بدأنا نبحث عن سيارة تنقله الى المستشفى في رام الله، وفي النهاية وجدنا سيارة عمومية. اتخذناها وفي الطريق رأينا سيارة اسعاف، أخلته الى المستشفى. وشرح لنا الاطباء بان الـ 48 ساعة القادمة هي حرجة”.
في الجيش الاسرائيلي قالوا أمس ان الجنود تخوفوا من أن تتطور المظاهرة العنيفة الى مواجهة جماهيرية، وتعرض للخطر المسافرين على الطريق المجاورة. بسبب هذا التخوف ترك الجنود موقع الحراسة العالي واقتربوا من راشقي الحجارة. وشهد الجنود بانهم اطلقوا نحوهم وسائل لتفريق المظاهرات. وعلى حد قولهم، تفرقت المظاهرة دون أن يلاحظوا بان احد الفلسطينيين اصيب.
قنابل الغاز هي الوسيلة الاساس لتفريق المظاهرات والمواجهات في الضفة. ويتطلب اطلاق قنابل الغاز اقرار من قائد السرية. في وضع يشعر فيه الجنود بانهم في خطر على الحياة، يجري اتباع نظام اعتقال المشبوه قبل فتح النار الحية. وحقيقة أن الجنود لم يشرعوا في نظام اعتقال المشبوه ولم يطلقوا نارا حية تؤكد التقدير بانهم لم يشعروا بخطر على الحياة، وسعوا فقط الى تفريق راشقي الحجارة.
قائد كتيبة يخدم جنود في الضفة قال: “حين تكون مظاهرة هدفها التظاهر، رفع علم أو شيء مشروع آخر، لا يكون تدخل عنيف من قواتنا. ولكن عندما يبدأ الحدث بالتعقد، ويكون رشق للحجارة تعرض للخطر القوة بهذا الشكل أو ذاك، او المس بالنظام الامني، مطلوب من الجنود العمل حسب الاوامر”.
لا يدور الحديث عن حدث أول يصاب فيه متظاهرون في الضفة بقنابل غاز. فقبل نحو شهر اصيبت مواطنة فلسطينية في مؤخرة رأسها بنار قنبلة غاز في تصويب مباشر، في مظاهرة في النبي صالح. في البداية نفت قوات الامن امر الاصابة ولكن بعد ذلك عرض المتظاهرون فيلما أكد روايته. قبل شهرين من ذلك قتل في النبي صالح المتظاهر مصطفى التميمي، هو أيضا بنار قنبلة غاز، في حدث وصف بانه “شاذ”. قبل نحو ثلاث سنوات قتل باسم ابراهيم ابو رحمة بقنبلة غاز اطلقت واصابت صدره، في مظاهرة في بلعين. في بداية السنة الماضية قتلت شقيقته، جواهر ابو رحمة، كانت حاضرة في تفريق المظاهرة في بلعين. وابناء عائلتها ادعوا بانه توفيت في المستشفى بعد أن تعرضت لحقنة فتاكة من الغاز. محافل في الجيش ادعت بانها كانت مريضة سرطان وتعاني من أمراض اخرى ولم تكن متواجدة على الاطلاق في المظاهرة.