هآرتس 14/11/2012 اسم الخطة لهدم مبان عربية في صالح حديقة وطنية في القدس: لن يعرفوا ولن يفهموا../
من نير حسون
أعطت سلطة الطبيعة والحدائق لحملة هدم المباني التابعة للفلسطينيين في نطاق الحديقة الوطنية “سفوح جبل المشارف” في شرقي القدس اسم “لن يعرفوا ولن يفهموا 2012”. هذا ما يتضح من وثيقة الاعداد للحملة، التي وصلت الى يد “هآرتس” وتفصل الاستعدادات لتنظيف الحديقة من النفايات وهدم المباني.
وتتضمن الخطة حجم القوات والمعدات الهندسية اللازمة للاعمال وتعرب عن تخوفها من أعمال اخلال بالنظام من جانب السكان الفلسطينيين.
وكانت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس أقرت قبل سنة خطة اقامة حديقة وطنية جديدة في منطقة جبل المشارف، ولكنها جمدت بأمر من المحكمة بسبب التماسات رفعها السكان ضد الخطة.
ويدعي فلسطينيون ويساريون في المدينة بان هدف الحديقة الوطنية الجديدة، مثل الحدائق والمتنزهات الاخرى في شرقي القدس هو منع تطور الحيين الفلسطينيين المجاورين، العيساوية والطور. وهم يشيرون الى انه من الصعب على المرء ان يرى في منطقة الحديقة قيما طبيعية ومشهدا يبرر الاعلان عن المنطقة كحديقة وطنية جديدة.
ويدعي الفلسطينيون أيضا بأن الحديقة تنخرط في خطة أوسع ترمي الى خلق تواصل اقليمي اسرائيلي بين منطقة E1، حيث يخطط لبناء مستوطنة جديدة، وبين القدس.
وعلى الرغم من قرار المحكمة وعدم استكمال اجراءات الاعلان عن المنطقة كحديقة، أجرت سلطة الطبيعة والحدائق في السنة الاخيرة عدة حملات لهدم منشآت زراعية تعود الى الفلسطينيين وكذا سد الطرق الترابية. ولن تستكمل بعد اجراءات الاعلان عن الحديقة الوطنية، ولهذا فان السلطة تستخدم قانون المعونة البلدية كي تعمل في منطقة الحديقة. وصباح أمس أيضا هدمت بلدية القدس مبنى آخر في منطقة الحديقة المخطط لها.
تعبير “لن يعرفوا ولن يفهموا” الذي اختاره رجال سلطة الطبيعة والحدائق كأسم للحملة يذكر مرتين في التوراة: في سفر يشعياهو وفي سفر الترانيم. وفي الحالتين يعرب عن انتقاد لعبدة الاصنام وللناس الذين لا يعترفون برب اسرائيل.
“للاسم الذي تم اختياره للحملة لا يوجد سوى معنى واحد: أن الفلسطينيين لن يعرفوا من أين جاءهم هذا ولن يفهموا كيف حصل لهم”، قال عضو مجلس بلدية القدس مئير مرغليت من ميرتس، “لا سبيل آخر لقراءة هذا ولا يمكن تزيينه بالمجاملات. هذا ليس صدفة وهو يعكس عقلية هؤلاء الناس”.
واضاف مرغليت بان اختيار هذا الاسم هو “دليل آخر على أن هذه هيئة ليست الطبيعة هي التي تهمها، بل قمع الفلسطينيين في القدس بكل سبيل ممكن”.
واعترفت أوساط سلطة الطبيعة والحدائق بان هذا لم يكن “اختيارا ناجحا للكلمات” واعتذروا عن المس بالمشاعر. “اسم الخطة، الذي أطلقه مراقب ميداني في السلطة عبر عن الصعوبة المتواصلة في تنفيذ أعمال فرض القانون في المنطقة”، كما علم، “اختيار الكلمات لا يعكس المزاج في سلطة الطبيعة والحدائق”.
أما وزير حماية البيئة، جلعاد أردان، المسؤول عن السلطة، فقد أسندها في رده وتجاهل الاشكاليات التي في الاسم الذي اختير للحملة. وقال: “المنطقة تقررت كمنطقة مفتوحة جديرة بالحفظ كحديقة وطنية في الخطة الاصلية للقدس منذ عشرات السنين. وهذا ضمن امور اخرى بسبب المكتشفات الاثرية، النبات النادر وقيم التراث التي توجد فيها. لن نسمح بتحويل هذه المنطقة المميزة الى موقع نفايات منفلت العقال والبناء غير القانوني. سنواصل العمل بكل الوسائل لفرض النظام بقدر ما يتطلب الامر للحفاظ على الاراضي المفتوحة المميزة في وجه السيطرة عليها”.