ترجمات عبرية

هآرتس – 1% من العرب يعملون في الهايتيك، يعانون من فجوة في الاجور

هآرتس – بقلم  نتنئيل غانس  – 5/10/2021

” بحث جديد اجراه بنك اسرائيل اكد الى أي درجة التمثيل البائس للعرب في فرع الهايتيك ينبع من الفجوات في رأس المال البشري التي تراكمت في اطر التعليم. والصعوبات هي ليس فقط الدخول الى الفرع، بل ايضا نوعية التشغيل والاجور “.

تخيلوا دولة يوجد فيها فرع واحد يقود بابداع الاقتصاد، لكن خُمس مواطنيها تقريبا لا يشاركون فيه. قطاع الهايتيك هو عامل رئيسي في نمو الاقتصاد الاسرائيلي في العقود الاخيرة. وقد قلص بصورة كبيرة اضرار ازمة الكورونا للاقتصاد المحلي. ولكن اذا قمنا بفحص وضع دمج المجتمع العربي في هذا القطاع فستظهر امامنا صورة مقلقة جدا. فقط 1.2 في المئة من الاجيرين العرب تم تشغيلهم في فروع الهايتيك في 2019 مقابل 10.7 في المئة من الاجيرين اليهود. العامل الرئيسي للتمثيل المنخفض هو اجواء رأس المال البشري التي تراكمت في الاطر التعليمية المختلفة، من الطفولة وحتى الجامعة. 

البحث الذي اجراه جلعاد دي ملاخ، من قسم الابحاث في بنك اسرائيل، يفحص اندماج المجتمع العربي في الهايتيك، يصف خصائص العاملين العرب في الهايتيك ويحلل الفروق بينهم وبين العاملين اليهود. 

الطريق الطويلة الى الهدف

نسبة العرب من اجمالي الطلاب في المؤسسات الاكاديمية كانت 17 في المئة في 2018، وهي نسبة اقل من نسبتهم في السكان الشباب الذين هم في اعمار العمل (25 في المئة). 

نسبتهم في اوساط من يتعلمون مهنة الهايتيك كانت منخفضة اكثر. في 2012 كانت 8 في المئة فقط وارتفعت الى 12 في المئة في 2018. نسبة العرب في اوساط الحاصلين على القاب في مهنة الهايتيك في 2018 كانت 4 في المئة فقط، ونسبتهم في اوساط العاملين الشباب في الفرع هي 3 في المئة.  من هنا يمكن المعرفة بأن جزء رئيسي من الفجوة بين اليهود والعرب في التشغيل في فروع الهايتيك ينبع من الفجوة في الحصول على التعليم المناسب. 

عائق آخر امام العرب هو التسرب المتزايد لديهم من تعلم مهن الهايتيك. الابحاث اظهرت أنه في اوساط مواليد 1975 – 1985 فقط نصف الطلاب العرب الذين بدأوا بدراسة مهن الهايتيك حصلوا على اللقب في المجال، مقابل 68 في المئة في اوساط الطلاب اليهود. ربما أن الفجوة في التسرب تنبع ايضا من صعوبات الدراسة بالعبرية، التي ليست اللغة الأم وليست اللغة التي تعلموا بها في المدرسة. في بنك اسرائيل أكدوا على أن هذه الاستنتاجات اظهرت الحاجة الى برامج دعم ورقابة للطلاب العرب الذين يتعلمون مهن الهايتيك.

عقبة اخرى تحول بين العرب والاندماج في الهايتيك هي عدم الملاءمة بين مناطق سكنهم واماكن مراكز التشغيل. الاغلبية المطلقة لشركات الهايتيك في اسرائيل تتركز في الوسط، بالاساس في غوش دان. 62 في المئة من العاملين في الهايتيك في 2019 عملوا في تل ابيب وفي المركز. في المقابل 12 في المئة فقط من السكان العرب يعيشون في المركز، مقارنة بنصف السكان اليهود. في بنك اسرائيل اشاروا الى أنه ربما زيادة فرص العمل عن بعد منذ اندلاع الازمة يمكن أن تزيد قدرة الوصول لتشغيل نوعي في قطاع الهايتيك في منطقة الوسط للعرب الذين يعيشون في الضواحي. 

في النقاش العام حول هذا الموضوع ظهر تفسير آخر، وهو أنه تنقص العرب شبكات التواصل الاجتماعية التي توجد لدى اليهود. مثلا، من خدمة عسكرية مشتركة في وحدات تكنولوجية وشبكات لها اهمية كبيرة لفرص تشغيل. ايضا التجنيد الواسع بواسطة اسلوب “شخص يجلب شخص”، يصعب على العرب الاندماج في الهايتيك. وتمت الاشارة في البحث ايضا الى أن نقص القوة البشرية يمكن أن يزيد استعداد الشركات لتنويع وسائل التجنيد وامتحانات التصنيف من اجل زيادة الامكانية الكامنة للتجنيد. 

حتى عندما يصلون، المعركة لا تنتهي

رغم الصعوبات وعوائق الدخول، إلا أن جزء صغير من المجتمع العربي نجح في العمل في قطاع الهايتيك. عدد الاجيرين العرب في الهايتيك زاد تقريبا بثلاثة اضعاف بين الاعوام 2012 – 2019، من 2200 عربي الى 6100.

حسب بيانات مجلس التعليم العالي فانه بين الاعوام 2012 – 2018 تضاعف عدد الطلاب العرب الذين يتعلمون للقب الاول في مهن الهايتيك، وارتفعت نسبتهم الى 12 في المئة من اجمالي عدد الطلاب في هذه المهن. حسب بحث لذراع العمل فانه بسبب أنه في 2012 فقط 30 في المئة من العرب الذين تخرجوا من اقسام الهايتيك تم تشغيلهم في هذا المجال، فانه في 2017 تضاعفت هذه النسبة ووصلت الى 60 في المئة. ولكن صعوبات اندماج العاملين العرب لا تقتصر على الدخول الى العمل في قطاع الهايتيك، بل ايضا في نوع المهن والفروع والاجور. 

في الاعوام 2012 – 2017 فقط 59 في المئة من العرب العاملين في فروع الهايتيك عملوا في المهن الاساسية مثل البرمجة والهندسة، مقابل 71 في المئة من اليهود. 

معظم العرب الذين يتم تشغيلهم في فروع الهايتيك عملوا في فرع الصناعة (54 في المئة)، خلافا لليهود الذين يتم تشغيلهم في الهايتيك، والذين تم تشغيل معظمهم في فروع الخدمات التي تدر دخل اكبر وازدهار اكثر.

خدمات الهايتيك تشمل فروع البرمجة، في حين أن صناعة الهايتيك تركز على انتاج سلع مثل الحواسيب ومعدات مرافقة واجهزة الكترونية وادوية. فروع صناعة الهايتيك تحتاج الى عمال غلاف كثيرين، خاصة في مجال الانتاج. لذلك، نسبة العاملين في الاقسام الاساسية في هذه الفروع كانت 54 في المئة في العام 2019، مقابل 78 في المئة في خدمات الهايتيك.

57 في المئة من اليهود في فرع الهايتيك يعملون في خدمات الهايتيك و43 في المئة في صناعة الهايتيك؛ في اوساط العرب 54 في المئة يعملون في الصناعة و46 في المئة يعملون في الخدمات. التركيبة حسب الفروع لدى العرب في الهايتيك يمكن أن تمس بتمثيلهم في هذا الفرع في المستقبل. لأن التوجه في العقد الاخير هو الجمود في نمو الصناعة وتقليص اسهامها في انتاج الهايتيك وازدياد نصيب الخدمات.

وقد جاء في البحث أن ازمة الكورونا أدت الى تكيف سريع للمشغلين في الهايتيك مع العمل عن بعد. وهناك امكانية كامنة لايصال تشغيل نوعي في الهايتيك الى مناطق الضواحي التي يعيش فيها معظم العرب. استمرار اندماج العرب في فروع الهايتيك في وظائف تكنولوجية نوعية، هو عملية مهمة يجب دفعها قدما من اجل تسريع دمجهم في الاقتصاد وفي المجتمع. ومن اجل تمكين الهايتيك في اسرائيل من تحقيق كل الامكانية الكامنة في القوة البشرية المحلية. 

البنك يوصي بزيادة التفضيل التصحيحي لساعات التعلم طبقا لمبدأ الاجور المتنوعة، وبلورة ادوات لجذب معلمين نوعيين بهدف زيادة نجاعة تخصيص الموارد لتعلم المواضيع الاساسية ودعم اندماج الطلاب في مناهج الحاسوب التي يوجد فيها نقص. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى