ترجمات عبرية

هآرتس –  يمكن مواصلة خداع أنفسنا، لكننا تجاوزنا المنسوب لحكم ابرتهايد

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 29/4/2021

” إن “بتسيلم” و”هيومن رايتس ووتش” هي طائر السنونو الذي بشر بقدوم الخريف، أو كما يقال بقدوم الربيع الذي سيأتي فقط عندما يعرفون في تل ابيب بأننا نعيش في دولة ابرتهايد وفي واشنطن يستخلصون العبر التي يجب استخلاصها “.

       في هذه الاثناء في العالم: هيومن رايتس ووتش، احدى منظمات حقوق الانسان المهمة، قررت أن اسرائيل قد تجاوزت المنسوب: جرائم ضد الانسانية ونظام ابرتهايد. يمكن بالطبع أن نواصل المناكفة الى ما لا نهاية حول بنيامين نتنياهو، ونحذر بشفقة من المس الفظيع بالديمقراطية الاسرائيلية المعروفة وسلطة قانونها؛ يمكن أن نواصل خداع انفسنا والتسلي والكذب بقدر ما نستطيع. ولكن عندما تتراكم التقارير، في كانون الثاني كانت “بتسيلم” الاسرائيلية، والآن “هيومن رايتس ووتش” الامريكية، لا يعود بالامكان الادعاء بأن البصقة على وجهنا هي مطر. البصقة هي بصقة، وهي سميكة جدا. هي تلزم الاسرائيليين اصحاب الضمير بالتفكير حول الدولة التي يعيشون فيها، وتلزم الحكومات بسؤال نفسها هل ستواصل  احتضان دولة هذا هو نظامها.

       وزارة الخارجية الاسرائيلية يمكن أن تحتج على التقرير الذي نشر أول أمس بقدر ما تريد، وأن تقول بأنها منظمة مناوئة لاسرائيل ولاسامية وأن هذه اكاذيب؛ وأن تسأل: ماذا بشأن سوريا، وتنسى أن سوريا لا يتم التعامل معها مثل اسرائيل. وسائل الاعلام الاسرائيلية يمكنها مواصلة التقليل من اهمية التقرير وتجاهل وجوده، كل ذلك من اجل أن تريح مستهلكيها. ولكن في نهاية المطاف هناك شيء معين يجري أمام عيوننا المغمضة. ووهم أن الاحتلال هو مؤقت تبدد، ومعه سيتحطم السحر المزيف لاسرائيل كدولة ديمقراطية.

       لم تعد هناك أي طريقة لمناقضة التشخيص: ابرتهايد. فقط رجال دعاية الكذب يمكنهم القول بأن اسرائيل هي دولة ديمقراطية في الوقت الذي يعيش فيها ملايين الاشخاص منذ عشرات السنين تحت واحد من الانظمة العسكرية المستبدة في العالم. ايضا لا توجد أي طريقة لالغاء حقيقة أن المكونات الثلاثة للابرتهايد حسب ميثاق روما والمذكورة في التقرير توجد في اسرائيل: الحفاظ على سيطرة مجموعة عرقية واحدة على مجموعة اخرى، قمع منهجي لهذه المجموعة واعمال غير انسانية.

       ما الذي بالضبط لا يوجد في نظام التفوق اليهودي في ارض اسرائيل؟ ألا يوجد قمع منهجي؟ ألا يوجد حفاظ على السيطرة؟ ألا يوجد اعمال غير انسانية؟ في كل ليلة، حتى لو لم يكن هناك من يبلغ عن ذلك، وحتى لو لم يكن هناك من يرغب في أن يعرف، كل ليلة يتم ارتكاب اعمال غير انسانية. ومن يمكنه الادعاء بعد الآن بأن الاحتلال استهدف فقط الدفاع، وأن نهايته تلوح في الافق، دون الانفجار من الضحك؟ اذا كان هذا هو أمر غير مؤقت وغير مساواتي، فماذا هو اذا لم يكن ابرتهايد؟ نحن لسنا بحاجة الى بتسيلم أو هيومن رايتس ووتش كي نعرف.

       العالم بحاجة اليهم. شخص معين مضطر الى ايقاظه من سباته الاخلاقي وانقاذه من منطقة الراحة التي فيها اسرائيل هي العزيزة التي لا يمسها أحد بسوء أبدا، حيث أنها هي الحصن المتقدم للغرب امام البرابرة المسلمين.

       امريكا جو بايدن بدأت في اظهار علامات ابتعاد عن اسرائيل، لكن هذا يمكن أن يتبين أنه ابتعاد عن بنيامين نتنياهو فقط. وعندما يذهب الشيطان فان امريكا ستعود الى احتضان اسرائيل وقيادتها الى “عملية سلمية” اخرى عديمة الجدوى. اوروبا الغربية، التي حكوماتها تستنجد طالبة ضوء اخضر من امريكا من اجل تطبيق ما تطالب به اجزاء كبيرة من الرأي العام لديها – الحفاظ على القانون الدولي ومعاقبة من يخرقونه – هي الآن ما زالت أسيرة مشاعر الذنب وخاضعة للتعريف الدولي الجديد للاسامية مثلما عرفها اللوبي الصهيوني الذي يقوم بتجريم أي انتقاد للاحتلال.

       لكن عندما تقرر منظمات دولية مهمة ما هو معروف منذ زمن، أن هذا ابرتهايد، فانهم في واشنطن وبرلين وباريس ولندن لا يمكنهم مواصلة اغماض العيون. شخص ما سيضطر الى أن يسأل ايضا هناك: هل مسموح التعامل مع دولة الابرتهايد الثانية بنفس الوسائل مثلما تعاملنا مع سابقتها؟ لماذا في الحقيقة لا؟ هل لأن البيض هنا هم يهود؟ هل لأنها هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط؟ هل لأنه كانت هناك كارثة؟ أم لأن الاسرائيليين يحاربون الآن من اجل الدفاع عن “الديمقراطية لليهود” الخاصة بهم؟ ما هي العلاقة.

        بتسيلم وهيومن ووتش هم طائر السنونو الذي يبشر بقدوم الخريف، أو مثلما يقال بقدوم الربيع. هذا سيأتي عندما سيعرفون في تل ابيب بأننا نعيش في دولة ابرتهايد، وفي واشنطن يستخلصون العبر الحتمية التي لا يمكن الامتناع عن استخلاصها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى