ترجمات عبرية

هآرتس: يقلقون على المخطوفين، لكنهم عديمي الرحمة تجاه الغزيين

هآرتس – جدعون ليفي – 31/8/2025 يقلقون على المخطوفين، لكنهم عديمي الرحمة تجاه الغزيين

اسرائيل تقودها حكومة متوحشة ورئيس حكومة عديم الرحمة، الذين لم يكن مثلهم هنا في السابق. حياة الناس – الغزيون، الجنود والمخطوفين – لا تهم هذه الحكومة. سكان غزة تقوم بذبحهم، والجنود والمخطوفين تفرط بهم بنفس الدرجة من المساواة. امامها قامت معارضة صغيرة من خارج البرلمان، انسانية وشجاعة، التي بالنسبة لها حياة الانسان هي حياة انسان وسامية بنفس الدرجة. بين هذه الحفنة من الناس وبين حكومة الشر يقف معسكر الوسط: معظمه يناضل ضد فقدان الانسانية والتضليل الذي تقوم به الحكومة، يصدمون من كل فيلم، ويقض مضاجع الكثيرين منهم بسبب مصير المخطوفين المجوعين والجنود القتلى، لكن اذا تم الابلاغ عن مذبحة فظيعة في مستشفى – فانهم يتثاءبون بعدم اهتمام.

هم افضل من الحكومة ومن مؤيديها. هم انسانيون ومتضامنون، لكن فقط نصف انسانيين ومتضامنين. لا يوجد كائن كهذا، نصف اخلاقي. مثلما ان الاخلاق المزدوجة لا تعتبر اخلاق فان نصف الاخلاق ليست اخلاق، بل العكس، هذا ما هم عليه. هم يخافون على حياة 20 شخص، ويتجاهلون حقيقة ان دولتهم تقتل بالمتوسط كل ست ساعات عشرين شخص من الابرياء. بالنسبة لهم الانسانية تتوقف عند حدود القومية. هم يقيمون الدنيا من اجل كل اسرائيلي، ويزيحون نظرهم بعدم اهتمام ازاء فلسطيني مصيره اكثر وحشية بكثير احيانا. هم يغضبون بسبب قسوة قلب بنيامين نتنياهو، لكن قسوة قلوبهم ليست اقل منه. فتجاه الآخر الفلسطيني هم يظهرون نفس القسوة والشر.

هذه الظاهرة يصعب فهمها، هي تصل الى ذروة الحضيض في الحرب الحالية. لكن كيف يمكن ان نصدم من رؤية افيتار دافيد الجائع والتثاؤب، وربما ايضا الفرح ازاء صيد البشر الذين يقفون في الطابور من اجل الحصول على الطعام؟ كيف يمكن ان نصدم من مصير عائلة بيباس، ولا نظهر أي اهتمام بالالف طفل رضيع والـ 19 ألف طفل الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي والـ 40 ألف طفل يتيم؟ كيف يمكننا عدم النوم في الليل بسبب الانفاق، ولا نهتم بما يحدث في سديه تيمان وفي مجدوا، الافعال المخجلة التي نقوم بها؟ كيف يمكن ذلك؟ كيف يمكننا المطالبة بزيارة الصليب الاحمر للمخطوفين ومعرفة ان اسرائيل تمنع هذه الزيارات عن آلاف المخطوفين الفلسطينيين؟.

هذه الاخلاق هي اخلاق قبائل الهوتنتوت. من الانساني والمفهوم ضمنا ان تهتم أولا بابناء شعبك، لكن اظهار عدم الرحمة المطلقة تجاه ابناء شعب آخر، يذبح بوحشية ويتم تدمير بلاده امام ناظريه بايدينا، تحول الكثير من الطيبين في كابلان وميدان المخطوفين الى اشخاص عديمي الانسانية هم انفسهم. بالنسبة لهم، حتى ان بعضهم يقول ذلك علنا، اسرائيل يجب عليها فعل كل ما في استطاعتها لتحرير المخطوفين، وبعد ذلك يمكنها استئناف الحرب والابادة الجماعية والتطهير العرقي، الاساس هو تحرير المخطوفين. هذه ليست اخلاق أو انسانية، هذه قومية متطرفة حقيرة.

ان ترى الناس – اطفال، ذوي احتياجات خاصة، شيوخ، نساء وعاجزين آخرين – وكأنهم لا شيء، اشخاص قتلهم وتجويعهم مشروع، وممتلكاتهم ليست ممتلكات وليس لهم كرامة، هذا يعني ان تكون نتنياهو وبن غفير وسموتريتش. امام الشر المطلق يجب وضع انسانية مطلقة، هذا تقريبا غير موجود في اسرائيل. الملجأ الاخلاقي لتعليق شريط اصفر على السيارة واظهار القلق على المخطوفين كما يبدو، لا يعتبر ملجأ واخلاق. ايضا شخص قومي متطرف، وفارغ مثل الموغ بوكر، الذي يعرف انه “لا يوجد ابرياء في غزة”، يريد تحرير المخطوفين، هذا لا يجعله شخص قومي متطرف أقل أو أقل حقارة حتى ولا للحظة.

القوة الاخلاقية للاحتجاج جزئية بسبب اخلاقيتها الجزئية. لو أنه كان اخلاقيا لكان سيضع على رأس اهتماماته النضال ضد الابادة الجماعية، الى جانب النضال من اجل تحرير المخطوفين. نضاله لم يكن ليضعف وصلاحيته الاخلاقية كانت ستعزز فقط. حتى من الارقام لا يمكننا الهرب: 20 مخطوف على قيد الحياة واكثر من 2 مليون فلسطيني، حياتهم هي جهنم. القلب لا يمكن ان يكون مع هؤلاء ومع اولئك ايضا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى