ترجمات عبرية

هآرتس: يصعب على معارضي نتنياهو انتقاده، هم ايضا يعرفون أنه لا يوجد فرق بينهم وبينه

هآرتس 25/8/2024، جدعون ليفي: يصعب على معارضي نتنياهو انتقاده، هم ايضا يعرفون أنه لا يوجد فرق بينهم وبينه

ربما أننا لم نستخف بما فيه الكفاية بنمط حياته. على أي حال هو ربح كل الافتراءات بنزاهة. ولكن يجب الانتباه، كيف عدد كبير من منتقديه امتنعوا عن مهاجمته على قضية واحدة وهي ايديولوجيته. بالنسبة لجميع منتقديه فانه ليست لديه أي ايديولوجيا، بل مجرد رغبة في البقاء في الحكم وشهوة للسلطة. بالنسبة لهم فان من يقول “فقط ليس بيبي” هو شخص انتهازي فارغ. ولا توجد لديه أي رؤية، ولو أنه كانت لديه مثل هذه الرؤية فقد باعها منذ زمن فقط من اجل البقاء في الحكم. 

المحرر في “هآرتس” الوف بن يعتقد شيء مختلف. فحسب رأيه توجد لنتنياهو هدف اعلى وهو ليس بالتحديد البقاء في الحكم. نتنياهو حسب الوف بن يحارب على هدف اكبر بكثير وهو احتلال غزة بشكل دائم. ومن اجل تحقيق هذا الهدف فان رئيس الحكومة مستعد لدفع ثمن باهظ، بما في ذلك التخلي عن المخطوفين والمخاطرة بحرب اقليمية شريطة أن لا تسيطر اسرائيل على القطاع الى الأبد (“هآرتس”، 21/8). لا أحد قام بتحليل دوافع نتنياهو بهذه الطريقة. وسؤال ما الذي يحركه هو سؤال حاسم حتى الآن.

اجابة الوف بن لا تقلل الحاجة الى النضال ضد نتنياهو، لكنها تكشف ضعف معسكر معارضيه وفراغه الفكري. هذا المعسكر لا يقوم بمهاجمته بسبب ايديولوجيته، بل فقط بسبب نمط حياته الفاسد، ولأن هذا مريح أكثر بالنسبة له. ايضا حول فشل 7 تشرين الاول من السهل مهاجمة نتنياهو، بسبب مسؤوليته الكبيرة، لكن رؤيته يمتنع المعسكر عن انتقاده عليها، لأنه يعرف جيدا أنه لا يوجد وبحق أي فرق فكري بينه وبين خصومه، ولا توجد لديه أي خطة عمل منطقية للخروج من الحضيض الذي وصلت اليه اسرائيل. 

من بين جميع المرشحين بالقوة لاستبدال نتنياهو، يوآف غالنت وبني غانتس وغادي ايزنكوت ونفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان وجدعون ساعر ويوسي كوهين ويئير غولان، فانه لا يوجد أي واحد منهم مستعد لاطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين والانسحاب من كل القطاع. بكلمات اخرى، لا يوجد أي أحد مع وقف الحرب واطلاق سراح المخطوفين حقا. ولا يوجد أي أحد ينوي الانسحاب في أي وقت الى حدود حزيران 1967. وبسبب ذلك فانهم يمتنعون عن انتقاد خطته. جرائم واخفاقات حكومة نتنياهو، التي حولت اسرائيل ليس فقط الى متهمة بالابادة الجماعية، بل ايضا الى دولة عالم ثالث فاسدة ومتعفنة وغير قادرة على الاداء، هي امور تسبب اليأس. وما يسبب اليأس بدرجة لا تقل عن ذلك هو حقيقة أنه لا يوجد بين منتقديه الذين يثيرون الضجة من يقترح أي شيء آخر.

ايديولوجيا نتنياهو اكثر خطورة من نمط حياته المسرف في الملذات ومن فساده. خلافا لرأي منتقديه هو يتمسك بايديولوجيته خلال السنين، نتنياهو لم يؤمن في أي يوم بالاتفاق مع الفلسطينيين. وهو مؤمن متعصب بالعيش الى الأبد على حد السيف، ولم يتراجع في أي يوم عن ذلك، منذ الخدعة المكشوفة وشبه العلنية لـ “خطاب بار ايلان” فان نتنياهو فعل ونجح. فقد انزل عن الطاولة والى الابد اقامة الدولة الفلسطينية ومنع الانشغال بحل آخر. هو لم يؤمن في أي يوم بأي حل سياسي وبقي مخلصا لذلك. الآن جاء احتلال قطاع غزة، وتحويله الى احتلال دائم يضيف لبنة اخرى الى خطة “حل” القضية الفلسطينية بطرق عسكرية فقط. 

هذه الرؤية كانت يجب مهاجمة نتنياهو بلا رحمة بسببها قبل أي شيء آخر، وبما في ذلك نمط حياته. فهي التي تخفي بذور دمار الدولة، قبل “جناح صهيون” بكثير، وقبل يئير وسارة و”ملفات الآلاف”، والترميم غير المنتهي للمنزل في قيصاريا هو امر مقرف، ومثله معاملة العاملين في مقر رئيس الحكومة. ولكن خطة نتنياهو لتخليد الابرتهايد هي الخطر الاكبر الذي يأتي من رئيس الحكومة المكروه جدا، ولكن المعجب به جدا. على خلفية ذلك وعلى تخليد الابرتهايد فانه لا يمكن لأي زعيم لحزب صهيوني مهاجمة نتنياهو، من ايتمار بن غفير وحتى يئير غولان، جميعهم متفقون معه، وهذا هو اليأس الحقيقي وعدم الأمل الاكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى