هآرتس / يسدون الطريق في وجه الجمهور

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 29/5/2018
اتخذت محكمة لوائية فيدرالية في نيويورك الاسبوع الماضي قرارا بعيد الاثر: الرئيس الامريكي دونالد ترامب لا يمكنه أن يسد الطريق في وجه المتصفحين في حسابه على التويتر. فقد قالت القاضية نوعامي رايس بوكويلد ان اصحاب المناصب الذين يستخدمون حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال بالجمهور ويختارون سد الطريق في وجه جزء من المواطنين، ينتهكون عمليا التعديل الاول للدستور الامريكي، الرامي الى حماية حرية التعبير. ان رؤيا طلائع الشبكة تحققت، والان يبدو أن حتى الجهاز القضائي يعترف بذلك: الانترنت بشكل عام والشبكات الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر بشكل خاص، اصبحت بالفعل المحفل المركزي للخطاب السياسي، والمواطنون العاديون يمكنهم ان يعبروا فيها عن مواقفهم وينالوا قدرة وصول مباشرة ومتساوية لاصحاب المكانة او للشكوى من السياسيين والشركات.
ولكن الحلم في ثورة تسوي هرم القوة لم يأخذ بالحسبان قدرة من يقف على رأسه على استخدام قوته في الشبكة ايضا، من خلال الوسائل التي تسمح بها المنصة نفسها: حرف النقاش واسكات النقد. القرار الذي صدر هذا الاسبوع هو خطوة ايجابية وهامة لاصلاح الامور، تذكر اصحاب المكانة بانه لا يمكن كم أفواه المواطنين بضغطة زر. المشكلة هي ان السياسيين في الولايات المتحدة يواصلون التفكير بانه يمكنهم ان يتصرفوا في التويتر وفي الفيسبوك وكأنه منزلهم الخاص. اما الملتمسون ضد ترامب، وبينهم الجراح د. يوجين جو، فقد قالوا لـ “نيوز ويك” يوم الاحد بانهم لا يزالون عرضة لسد الطريق في وجوههم.
الوضع في اسرائيل خطير بقدر لا يقل: فالسياسيون الاسرائيليون يحبون اسكات خصومهم، وهم يستخفون بالمواطنين ويتجاهلون حرية التعبير في الشبكات الاجتماعية. وفي الاسبوع الماضي فقط بلغ العديد من المتصفحين بان وزير الدفاع افيغدور ليبرمان سد طريق التويتر في وجوههم في اعقاب النقد، وهو ليس الوحيد. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وزير التعليم، نفتالي بينيت، وزراء وسياسيون كثيرون، بينهم يئير لبيد وستاف شبير يسدون الطريق في وجه الزوار في صفحاتهم. فضلا عن ذلك، احيانا، مثلما كشف تحقيق “هآرتس” والجامعة المفتوحة في السنة الماضية، فان صفحة نتنياهو في الفيسبوك تخفي ايضا انتقاد بعض المتصفحين عن عيون الناس، باستثناء المتصفح الذي كتبه.
ليبرمان، نتنياهو وآخرون لا يمكنهم ان يدعوا الجهل في هذا الموضوع، بعد أن قرر قبل سنة مراقب الدولة ومأمور شكاوى الجمهور يوسف شبيرا بان “عدم اعطاء الامكانية للانسان للرد في صفحة فيسبوك رسمية لشخصية عامة، او شطب رد فعله، هما مثابة فعل يمس بحرية التعبير لذاك الانسان”. على المستشار القانوني افيحاي مندلبليت ان يطبق المباديء التي قررها شبيرا وبروح القرار الامريكي الزام السياسيين بالالتزام بها.