هآرتس: يجب على ترامب الاختيار، إما انهاء الحرب أو حلم سموتريتش

هآرتس 21/5/2025، حاييم لفنسون: يجب على ترامب الاختيار، إما انهاء الحرب أو حلم سموتريتش
في الايام القريبة القادمة يجب على الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، وستيف ويتكوف، يده اليمنى، اتخاذ قرار استراتيجي. هل يجب مواجهة بشكل علني نتنياهو وفرض وقف لاطلاق النار عليه وانهاء الحرب أو التنازل والسماح لسموتريتش بتنفيذ خطته، تدمير غزة. المرجل السياسي على وشك الامتلاء ويبدو أن أن الوقت ينفد.
صحيح أنه حتى أمس ظهرا المفاوضات في الدوحة كانت فاشلة، مواقف الطرفين لم تتغير، حماس تريد صفقة لتحرير جميع المخطوفين مقابل سجناء، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل القطاع وانهاء الحرب. اسرائيل، كما قال نتنياهو امام العدسات من اجل تفجير المفاوضات، تريد الحصول الآن على عدد من المخطوفين ومواصلة الحرب بعد ذلك لأن حماس ليست غبية، ولا توجد لها أي مصلحة في الخطة الجزئية، والسقوط في شرك نتنياهو الواضح.
للحظة اثناء المفاوضات ساد في الدوحة شعور بالتغيير، هذا جاء بعد ان وافق طاقم المفاوضات الاسرائيلي على التحدث عن انهاء الحرب. ولكن هذه كانت اقوال فارغة. توجد لاسرائيل عدة طلبات تضعها كشرط، وهي غير مستعدة لمناقشة تفاصيلها: نزع السلاح من القطاع ونفي قادة حماس. كم هو عددهم؟ الى أين؟ ما معنى نزع السلاح من قطاع غزة؟ ماذا بشأن الاجهزة الامنية؟. اسرائيل غير مستعدة لمناقشة ذلك. من المؤكد أن المخطوفين لا يهمون نتنياهو كثيرا. ومثلما قيل في هذا الاسبوع في قناة الدعاية 14 فان هذه مأساة خاصة لعشرين شخص، وليست مسألة وطنية، ليست شيء دراماتيكي مثل مظاهرة على مدخل صالون الحلاقة.
يوجد للوسطاء القطريين مصلحة كبيرة في انهاء الحرب. هم يضغطون على حماس من اجل الموافقة على صفقة جزئية، مقابل تصريح علني لترامب بأن الامر يتعلق بمرحلة ما قبل انهاء الحرب. في حماس لا يوافقون على ذلك ويطلبون وعد خطي من امريكا يقدم لقطر، يكون مرفق بخطوات عقابية على اسرائيل اذا خرقت هذا الوعد. صحيح أنه حتى الآن، الامريكيون لا يريدون اعطاء مثل هذه الورقة، بل فقط وعد شفوي. أمس في لقاء المنتدى الاقتصادي في الدوحة بالتعاون مع “بلومبرغ”، اتهم رئيس الحكومة القطرية محمد آل ثاني اسرائيل وقال انها تصعب على المفاوضات لاعتبارات سياسية.
سواء عاد الوفد الاسرائيلي أو لم يعد، فانه في نهاية المطاف هذا قرار للامريكيين. في الشهر الماضي تغيرت النغمة في البيت الابيض تجاه اسرائيل. ترامب استنفد الحرب، التي تعيق خططه الضخمة في الخليج، واحتمال حصوله على جائزة نوبل للسلام. في محادثات مع عائلات المخطوفين وفي احاطات للسناتورات وفي الحوار مع النظراء في الخليج، يعود رجال البيت الابيض مرة تلو الاخرى ويكررون الرغبة في انهاء الحرب. مع ذلك، ترامب لم يتخذ حتى الآن الخطوة الضرورية لانهائها، وهو يجلس على الجدار على أمل أن يتوصل الطرفين الى تفاهمات لوحدهما.
في دول الخليج يضغطون على ترامب كي يطرح علنا صيغة انهاء الحرب التي يقترحها، بصورة تقيد حماس واسرائيل ايضا. هذه الصيغة توجد لها تفاصيل، لكن الجميع متفقون بأن حماس لا يمكن أن تبقى في الحكم في غزة. وهكذا، ستتم تلبية طلب اسرائيل الرئيسي، وهي يمكن أن تعتبر نفسها منتصرة في هذه الجولة. وزير الخارجية الاماراتي الذي اجرى مقابلة في الاسبوع الماضي مع “فوكس نيوز” أكد على أن هذا هو موقف دولة الامارات، التي تنسق هذا الامر مع دول عربية اخرى، وأن حماس لن تحصل على الدعم لأي موقف آخر.
في حين ان ترامب ينشغل بماذا سيفعل لاخراج عربة المفاوضات من الوحل فانه يتم نسج ضد اسرائيل تحالف بين كندا وبريطانيا وفرنسا، التي تنسق من اجل القيام بخطوات لانهاء الحرب. لا يوجد لهذه الدول القوة التي توجد للولايات المتحدة، لكن توجد لها قوة اقتصادية وقدرة على جر دول اخرى الى جبهة موحدة. تصريحات بتسلئيل سموتريتش حول تدمير كل غزة ودفع السكان نحو الجنوب وتجويعهم الى درجة الحصول على رغيف خبز ووجبة ساخنة في اليوم الى حين طردهم من غزة، كل ذلك اشعل الدول الاوروبية التي ادركت أن هذا هو الموعد الاخير لوقف التطهير العرقي الاكبر في عصرنا.
من يدفعون نحو الخط المتشدد هم البريطانيون بالذات. رئيس الحكومة كير ستارمر لا ينوي الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية والتشاجر في تويتر، بل هو ينوي فرض أي عقوبة محتملة على الاقتصاد الاسرائيلي وعلى اشخاص في اسرائيل وما شابه، من اجل التوصل الى انهاء الحرب.
اسرائيل توجد لوحدها في هذه المعركة. لا يوجد لها اصدقاء باستثناء فيكتور اوربان. فقط بقي الله الذي في السماء، ورؤية ما ينوي ترامب أن يفعله في الايام القريبة القادمة.