هآرتس: يجب عدم الذهاب مثل القطيع الى الذبح في حرب سلامة نتنياهو
هآرتس 19/9/2024، اوري مسغاف: يجب عدم الذهاب مثل القطيع الى الذبح في حرب سلامة نتنياهو
أنا أنظر الى صورة اغام نعيم من كيبوتس مشمروت، التي قتلت في رفح. اغام تبتسم لي في الشاشة، كتب أنها كانت ممرضة في اللواء 401. أنا أرى طفلة جميلة ترتدي النظارات وعمرها 20 سنة، مثل ابنتي. أنا احول نظري الى دانييل وعميت ودوتان، الذين قتلوا معها في المبنى الذي هدم فوقهم.
قبل اسبوع نظرت ايضا الى صورة توم ايش شالوم وصورة دانييل الوش، جنديا الاحتياط في 669، اللذان قتلا في تحطم مروحية “ينشوف”. هما كانا قريبين من سني، متزوجان وآباء لاولاد مثلي. عقلي يهرب الى شالوم حانوخ في 2003 وهو يقول: “عميقا في داخل الروح أنت لا تفهم بعد – لماذا يقتل الاولاد/ لماذا هذه الحرب/ ما هو سبب الحرب؟”.
في انهيار المبنى في رفح اصيب ستة جنود آخرين، اربعة من بينهم باصابة بالغة. في تحطم مروحية “ينشوف” أصيب ستة جميعهم باصابة بالغة. عنهم لا يتحدثون. ايضا هنا أنا اعود الى شالوم حانوخ في 1997 عندما كتب: “في المكان الذي اعيش فيه تمر مروحية/ هذا اشارة الى شيء سيء/ إما الى أبو كبير أو تل هشومير/ هي تحمل البشرى المريرة”.
المقابر وغرف الاستشفاء عندنا تمتليء منذ سنة بالفتيان، لكن ثمن الحرب لا يصل الى عامة الناس. القتلى يتم اظهارهم عند موتهم في صور وهم على قيد الحياة وجميلين ومبتسمين. بالطبع، لا يجدر اظهار جثثهم (احترام الميت). ايضا ليس صور مصابين يتم اعطاءهم التنفس الصناعي، أو مصابين محطمين مبتوري الاطراف وينزفون ومصابين بالكدمات وعميان بسبب انفجار العبوات (خصوصية الفرد). هكذا فانه لا يوجد تجسيد للخسارة والانكسار والدمار.
هاكم اقتراح لبرنامج واقعي: بدلا من “الاخ الاكبر” كاميرات مفتوحة طوال ايام الاسبوع لقتلى الاسبوع قبل الماضي. بدلا من “السباق نحو المليون” متابعة لمبتوري الاقدام الذين يتعلمون السير على العكازات في مستشفى شيبا. بدلا من “نرقص مع النجوم” الآباء الثكالى والارامل والايتام يقومون بمواجهة كل يوم غياب الزوج والابن والأب. الآن مرت سنة على حرب لا نهاية لها، بدون اهداف أو خطة أو جدوى. الهدف والخطة والفائدة الوحيدة هي استمرار الحرب من اجل الحفاظ على حكم نتنياهو. ولكن في موضوع الحرب، خلافا للمخطوفين، لا يوجد احتجاج. لا يوجد بديل أو نقاش.
ما هي نظرية الامن الحالية لدولة اسرائيل وجهاز الامن؟ أنا أرى فقط قوة ومزيد من القوة، رد ومزيد من الرد، سكون وجمود. عمليات هوليوودية تشعل الخيال والأنا والشهوة للحظة. بعد بضع ساعات يواصل الجنود الموت في العالم الحقيقي.
7 اكتوبر فرض علينا، ايضا الحاجة الى الرد. أنا شخصيا أيدت الرد العسكري الشديد مع دخول بري. ربما أخطأت. كانت هناك خيارات اخرى. بسذاجتي المجرمة تخيلت عملية مع منطق عملياتي واهداف قابلة للقياس وواقعية، في مدى محدد للزمن. ترميم الاعمدة الثلاثة الرئيسية في نظرية الامن التي اقامت عليها حكومات المعراخ ومباي الدولة (الردع، الانذار والحسم). الحرب في ذلك الحين حسب المباديء الفولاذية التاريخية، نقل القتال الى ارض العدو، انجاز واضح وتحقيقه في صالح التسويات السياسية. بالمناسبة، هذا ايضا تحقق في “السور الواقي”، وبدرجة اكبر مما تمت العادة على الاعتراف به، ايضا في حرب لبنان الثانية.
أين كنت اعيش، سنوات حكم نتنياهو والمستوطنين دمرت كل شيء هنا. حتى الأمن. ولكن حتى اسوأ من ذلك، الاتفاق الاساسي على أن الحرب هي أمر سيء، هي وضع غير طبيعي. هي ليست الطموح. ليست الحل الدائم. قبل سبعين سنة تساءل وزير الخارجية ورئيس الحكومة موشيه شريت: “ما هو حلمنا في هذه الارض؟ الحرب حتى نهاية الاجيال والعيش على حد السيف؟”. بحنجرة مختنقة أنا أدعو الجميع: هذه اصبحت منذ زمن حرب سلامة نتنياهو. يجب عدم الذهاب مثل القطيع الى الذبح.