هآرتس: يجب عدم الاستقالة وعدم اليأس، هم سيخسرون
هآرتس 12/8/2024، رفيف دروكر: يجب عدم الاستقالة وعدم اليأس، هم سيخسرون
كل يوم خميس توجد جلسة ثابتة لنواب المستشارة القانونية للحكومة. هم يقرأون جدول الاعمال المخطط له لجلسة الحكومة القادمة وتبريرات الوزراء للقرارات المختلفة، ويقررون اذا كانت توجد حاجة الى التدخل القانوني. في هذه الحكومة الجلسة تعقد بعمى. ليس دائما يتم في يوم الخميس نشر جدول اعمال الجلسة. وعندما ينشر فهو على الاغلب يكون ناقص. الاقتراحات تأتي في اللحظة الاخيرة واحيانا اثناء الجلسة كي لا يتمكن أي أحد من الفحص.
سكرتير الحكومة، يوسي فوكس – الذي كان في السابق محلل قانوني في القناة 14 واعتاد على تقديم تحليلات مقتبسة من منتديات مقدرة عندما كانوا يريدون تلطيف الاجواء والضحك قليلا، الآن لا يرى نفسه فقط وريث لسكرتير الحكومة يوسي بيلين وسكرتير الحكومة دان مريدور، بل هو يعتبر نفسه الوريث المباشر لاهارون براك ومئير شمغار، أي المستشار القانوني للحكومة.
رئيس الحكومة نتنياهو صادق على تصفية اسماعيل هنية في طهران، وهي العملية التي أي شخص عاقل يدرك بأنها ستؤدي الى الحرب، لكنه لم يطرح هذه العملية لمصادقة الحكومة عليها (الكابنت) كما هو مطلوب حسب القانون. اهارون براك من علي اكسبرس ينظف خلفه، ويشرح لماذا هذا يعتبر قانوني.
محاولة تحويل اسرائيل الى ديمقراطية كونية تستمر. الوزراء ينظرون بحسد الى ايتمار بن غفير، الذي نجح في الحفاظ على غطاء آلية الديمقراطية – الشرطة والقائم بأعمال المفوض العام وقادة المناطق والزي الرسمي – لكن المضمون أصبح يذكر بقوات الشرطة في انظمة اخرى. خلايا نشيطة من الشرطة تركض نحو كل بطانية في حديقة عامة من اجل ابعاد الاشخاص الذين يحاولون تناول الجحنون قرب منزل مسؤول منتخب، بينما يتم التعامل مع مئات المشاغبين في سديه تيمان وبيت ليد، الذين اقتحموا القواعد العسكرية، باللامبالاة من قبل رجال الشرطة.
رغم ذلك من الجدير القاء نظرة على هذا الصراع: احتجاج مدني يثير الالهام، غير مسبوق في تاريخ الدولة، اوقف حكومة مفترسة لديها اغلبية ثابتة. انظروا الى المؤتمر الصحفي المتغطرس لعدو الديمقراطية ياريف لفين في شهر كانون الثاني 2023. فقد عرض الانقلاب النظامي فقط كمرحلة أولى. لم يحدث أي شيء من ذلك. المواطنون أوقفوا بارادتهم الاشخاص الذين يمسكون بقوة بالدولة.
الجانب الثاني، ايضا تعلم الدرس: هو لن يسارع الى الاقتراب من لجنة تعيين القضاة، ولن يتجرأ على طرح من جديد في الكنيست الغاء ذريعة المعقولية، وفقرة الاستقواء مع الـ 61 مقعد عادت لتكون بند رمادي في كلية الحقوق. ورغم الدعوات التي سمعت أمس إلا أن الانقلاب النظامي لن يعود. الامر اكثر عمقا من ذلك. فتحالف اليمين البيبي والحريديين تعلم درس حول محدودية القوة. فقد ادركوا ثمن تجسيد حلمهم المسيحاني. لن تكون اموال لمخصصاتهم، ولن يكون جيش لحمايتهم، هم لن يكونوا جزء من أسرة الشعوب، المعسكر الليبرالي ربما لا توجد له اغلبية في الكنيست، ولكن بدونه ستكون لنا دولة من دول العالم الثاني، وربما من العالم الثالث.
في بداية الحرب قدرت بأنه في هذه المرحلة سيكون مليون شخص في الشوارع. أنا اخطأت. ولكن المهم هو أن اجواء اليأس لم تسيطر. يجب ذكر كم كان شامل النصر في النضال السابق. فالمحكمة العليا تقوت وقامت بالغاء قوانين أساس، الاغلبية الليبرالية في لجنة تعيين القضاة زادت، والبيبيون لم ينجحوا في السيطرة على أي وسيلة اعلام، سواء “صوت الجيش” أو “هيئة البث”، حتى لو أن المحاولات مستمرة، أو على “القناة 13”.
في نهاية المطاف الهستيريا ستنتهي. والاضرار التي حدثت الآن قابلة للاصلاح. يمكن اقالة المفوض العام لخدمات الدولة ويمكن تعيين قيادة عليا جديدة للشرطة. في غضون ذلك يجب تعزيز المقاتلين على المتاريس: المستشارة القانونية وطاقمها المدهش، رئيس قسم التحقيقات البعيد عن أن يكون مثير للانطباع ولكنه شخص نزيه تراجع عن نية تقديم استقالته كي لا تسقط الشرطة في يد بن غفير، وحتى في قسم التحقيقات مع رجال الشرطة اكتشفت علامة على الحياة للمرة الاولى في الاسابيع الاخيرة. من المهم عدم الاستقالة وعدم اليأس، هم سيخسرون.