ترجمات عبرية

هآرتس: يجب دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب، ومحاربة الانقلاب وكأنه لا توجد صفقة

هآرتس – اهود باراك – 4/2/2025 يجب دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب، ومحاربة الانقلاب وكأنه لا توجد صفقة

دونالد ترامب هو شخص غير متوقع، وهذا جزء من قوته. ربما بعد اسبوعين سنفكر بشكل مختلف. في هذه الاثناء يبدو أن السجاد الاحمر ومراسم التشريف لن تكون غائبة في زيارة نتنياهو. الرزمة ستكون دافئة وشاملة، لكن المضمون في الغرف المغلقة سيكون واضح وحاسم. استمرارا لحملة فيتكوفيف الذي فرض على نتنياهو تطبيق الاتفاق الذي كان في نهاية شهر أيار، والذي هرب منه ودفع ثمن ذلك حياة مخطوفين وجنود، يبدو أن ترامب سيطلب من نتنياهو استكمال صفقة المخطوفين. لن يكون بالامكان استئناف القتال بحجم كامل في غزة، بعد ذلك سيتم ادخال قوة عربية الى الصورة، بموافقة وتعاون السلطة الفلسطينية، وبدعم من الجامعة العربية والولايات المتحدة ومجلس الامن، وهكذا بالتدريج سيتم ايجاد بديل لحماس. قصة الترانسفير من غزة ستتبخر بسرعة. لن تتم المصادقة على الضم في غزة أو في يهودا والسامرة. اسرائيل ستحصل على معدات وسيتم اسماع تهديدات لايران، لكن ترامب سيعمل فيما بعد على التوصل الى اتفاق نووي محسن.

هذه صورة تختلف كليا عما يسوقه نتنياهو للجمهور، لكنه يمكن أن يضطر الى ابتلاع ذلك. من ناحية ايجابية توجد الصفقة مع السعودية، التي ستحصل على حلف دفاع ومفاعل وقود نووي برقابة امريكية، واسرائيل ستحصل على التطبيع مع السعودية وفي المقابل ستتعهد بـ “خريطة طرق” ضبابية، تتساوق مع “صفقة القرن” لترامب و”خطاب بار ايلان”. الولايات المتحدة ستحصل على 600 مليار دولار كاستثمارات سعودية ومنظومة اقليمية متعاطفة مع ترامب، وربما جائزة نوبل. بالنسبة لترامب هذا جزء من رزمة كبيرة، تشمل وقف الحرب في اوكرانيا والامتناع عن المواجهة المادية، خلافا للاقتصادية، مع الصين. 

التطبيع مع السعودية سيكون انجاز سياسي مهم. تصميم ترامب يمكن أن يودي بنتنياهو الى انعطافة سياسية كاملة، ودعم العملية بشروط معينة، حتى المبادرة الى اجراء الانتخابات في بداية الصيف القادم، قريبا من موعد التوقيع على اتفاق التطبيع. ولكن هذا الانجاز توجد فيه شوكة. فالانقلاب النظامي يستمر بشكل كثيف تحت غطاء الحرب ويمكن أن يؤدي الى جعل اسرائيل ديكتاتورية بحكم الواقع وبرعاية من العملية السياسية. الاحتجاج وحده يعطي الصمود لحراس العتبة ومن يدافعون عن الحرية. ولكن هناك صعوبة اصيلة في اثارة الاحتجاج عندما يقاتل اشخاص من كل شرائح المجتمع معا، وعندما تحدث عملية سياسية مهمة. نتنياهو لن يتردد في استغلال ذلك. 

سياسيا نتنياهو يوجد في ضائقة. كل وكلاء ايران انهاروا، لكن حماس ما زالت تسيطر في غزة بسبب عجزه استراتيجيا. يوجد امامه تحدي تحرير المخطوفين ومسألة استئناف الحرب في غزة وقانون الاعفاء من الخدمة والميزانية والضغط من اجل تشكيل لجنة تحقيق رسمية – كل ذلك يهدد بقاء الحكومة، ومن الجيد أن الامر هكذا.

احتمالية أنه رغم شجاعة وتضحية الجنود والمقاتلين والتجربة المؤلمة التي عاشها المجتمع منذ 7 اكتوبر، أن نفقد حريتنا وهويتنا كمجتمع حر بروحية وثيقة الاستقلال، هو أمر لا يمكن تخيله ويجب أن لا يحدث. 

الاستنتاجات: أولا، ترامب سيقوم بلي ذراع نتنياهو، لكن وقف السير بسرعة نحو الديكتاتورية هو من مسؤوليتنا. ترامب لن يفعل ذلك من اجلنا. ثانيا، يجب على المعارضة التعهد بتقديم “شبكة امان” من الخارج للصفقة مع السعودية. ولكن اذا قام بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب فانه محظور دخول بني غانتس الى الحكومة. الى جانب الدعم السياسي للصفقة يجب الاستعداد لاسقاط نتنياهو. يجب دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب، والمحاربة ضد الانقلاب وكأنه لا توجد صفقة. ثالثا، يجب الاستعداد لعصيان مدني واسع وغير عنيف لاسقاط الحكومة، قبل أن تسقطنا جميعنا في هاوية الديكتاتورية المسيحانية، الظلامية والفاسدة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى