هآرتس / يتزايد الخوف بأننا نكرر 1971
هآرتس – بقلم دان مرغليت – 11/10/2018
طوال حوالي سنتين بلوروا في معهد أبحاث الأمن القومي وثيقة استهدفت تحريك العملية السياسية في الساحة الاسرائيلية – الفلسطينية النائمة. رئيس المعهد الجنرال الاحتياط عاموس يدلين شرح بأن الوثيقة تسعى للوصول إلى اسرائيل “يهودية ديموقراطية آمنة وأخلاقية”. هذه محاولة للجسر بين شروط العتبة التي وضعتها اسرائيل والفلسطينيين ووصف يدلين ذلك كـ “نموذج ثالث”- ما بين عدم الاستعداد لإقامة دولتين لشعبين الآن وبين الخوف من تأسيس دولة ثنائية القومية. يدلين شبه الخطة التي تم تحريرها على يد أودي ديكل وكيم لافي بتطبيق الملاحة (ويز): سوف ينطلق مع حوار اسرائيلي فلسطيني بمساعدة الولايات المتحدة والدول العربية، وسيكون بالإمكان إدخل تعديلات عليه حسب التطورات على الأرض وفي الاتصالات.
احتمالية التوصل إلى الأهداف الأربعة يشابه تربيع الدائرة الذي سبق وأدرك علماء الرياضيات في اليونان القديمة انه غير قابل للتطبيق – ليس مع محمود عباس في رام الله، ويحيى السنوار في غزة، وبنيامين نتنياهو في القدس. الـ “ليس هناك شريك” لإيهود باراك ما زالت سارية المفعول حتى الآن. ليست هنالك مبادرة أكثر فعالية من هذه الخطة، على الأقل تضع في أيدي اسرائيل تبريراً لأن تشرح في الغرب تملص بنيامين نتنياهو من أية تسوية.
الخطة تأخذ بالحسبان أن يكون هنالك حاجة لعملية وحيدة الجانب، وهي قائمة على افتراض أن جدار الفصل سيكون هو الحدود الدائمة لاسرائيل. في الماضي كان هنالك معارضة على إنشاء الجدار سواء من اليمين أو اليسار لأنهم لم يريدوا تقسيم يهودا والسامرة ولكن ليس هنالك حدود أكثر نجاعة من هذه الخطة والتي في البداية وُجد لها 4 داعمين فقط: ايهود باراك ودان مريدور وحاييم رامون، ورئيس الشاباك آفي ديختر.
الخطة المقترحة والتي يقدر يدلين بأنه يمكن تطبيقها فقط بعد انتخابات الكنيست هي معتدلة ولا تصطدم مع جهات متطرفة. في الكتل الاستيطانية والتي ستظل بأيدي اسرائيل سيسمح بالبناء الآن، في حين أن تلكالمستوطنات الموجودة شرق الجدار سيتم إخلاؤها فقط في المرحلة الأخيرة، عندما ستناقش مسألة مستقبل القدس (بروحية خطة بيل كلينتون). حق العودة – يوك (لا). ترتيبات أمنية مشددة، من أجل عدم العودة على فشل الانفكاك في غزة.
الفلسطينيون لن يوافقوا بالتأكيد على دولة والتي في المرحلة الأولى من سيادتها ستنتشر على 65 في المئة فقط من الأرض. مع ذلك فإن كاتبي الخطة يأملون أن الدول العربية الخائفة من إيران ستوافق على ذلك بالصمت، بافتراض أن الأمر يتعلق بخطوة أولى فقط.
فعلياً، ليس هنالك افتتاحية سياسية فعلية من هذ الخطة، ولسوء الحظ الموافقة الوحيدة بين الطرفين هي تعطيل كل اتفاق مرحلي كهذا. يدلين أطلع نتنياهو على الوثيقة، وهذا أجاب بأن الجنرال الاحتياطي يفهم في الاستراتيجية وليس في السياسة. الحكومة مرتاحة بالرضى الواسع عن النفس، وبالادعاء الذي يقضي بأن رئيس الحكومة خلق كما يبدو لاسرائيل ظروفاً سياسية جيدة ليس لها مثيل، وليس هنالك ضرورة للتنازل للفلسطينيين .بيد أن هذا الهدوء هو هدوء موهوم.
قبل 49 عاماً أرسلت من قبل غيرشوم شوكن للقدس لأعمل ككاتب سياسي لهآرتس. زملائي حينئذٍ الصحفيون الذين كانوا مشهورين وسبقهم اسمهم مثل حغاي إيشد ويوسف حريف وأريه تسيموكي، أري راث وغبريئيل شتيرن لم يعودوا من بين الأحياء. بقيت شاهدا أخيرا في خلية المراسلين السياسيين الذي يتذكر عدم اكتراث غولدا مائير وزملائها. 1970، 1971، 1972، فقد ألقت إلى سلة القمامة الدولية كل خطة سياسية للتسوية في الجبهة المصرية. بالإمكان أن تنفجر من قائمة اللاءات – غونار يارينغ، موشيه ديّان، هوفوا بواني، نيكولاي شاوتشسكو، وليام روجرز ومن يعد يتذكر؟
في ذلك الحين مثلما هو الحال الآن كل شيء كان هادئاً وصامتاً. حتى ليلة بوق الإنذار في يوم الغفران ذاك. ولكن “سادتي، التاريخ كرر نفسه” كما قال حاييم حيفر، ولكن يتزايد الخوف من معادلة سياسية – جبرية جديدة قديمة: 2018 = 1971.