هآرتس: يتحدثون عن السلام وليس عن الإبادة الجماعية

هآرتس 24/4/2025، حنين مجادلة: يتحدثون عن السلام وليس عن الإبادة الجماعية
قبل بضعة أسابيع حصلت على دعوة من أديبة وشاعرة وصحافية إسرائيلية، من اجل المشاركة في مختارات نصية حول موضوع السلام، تشمل نصوص أدبية لكُتاب، نشطاء ومفكرين، من المعسكر الإنساني، بالطبع على خلفية ما بعد 7 أكتوبر. أنا باركت هذه المبادرة، وقلت بأنني بالطبع مع السلام. مع ذلك، اعتقدت الآن أنه من الصحيح الآن التحدث عن الإبادة الجماعية يسبق في أهميته التحدث عن السلام – حتى لو كان من الواضح أن الموضوعين مرتبطان ببعضهما.
اجابتني: هذا صحيح، نحن لم نضمن مفهوم “الإبادة الجماعية” ولم نتطرق الى الحرب في نص الدعوة، وربما حقا كان هناك مكان لزيادة حدة اللغة. ولكن من الواضح أن الكلمة موضوعة على الطاوقة، وأنه يمكن التطرق اليها في متن النصوص.
بسبب عدم القدرة على النفاق أنا لم أشارك. تقدم سريع: مؤخرا بدأت تظهر منشورات حول لجنة السلام الشعبية القريبة بقيادة ائتلاف السلام. لجنة تم عقدها أيضا في السنة الماضية: حدث مدته يومين في القدس، جميع حركات السلام الصهيونية وجمعيات المجتمع المدني والمعسكر الإنساني وشركاءه. خطة اللجنة مهمة، ويوجد فيها عدد غير قليل من المحاضرات والدوائر، نوع من اللقاءات الممتعة التي تتطرق بالأساس الى ما بعد الحرب – كيف سنرمم انفسنا ونسير نحو السلام، وأيضا حدث صغير عن النكبة.
أنا لست من دعاة الحزب الشعبوي، ولا اريد اطلاق على هذا المؤتمر اسم مؤتمر الإبادة الجماعية أو مؤتمر الحرب. نحن بحاجة الى إعطاء الامل للناس. هذا واضح. ولكني لاحظت أن الكثير من الأشخاص الذين رفضوا، سواء لاسباب تكتيكية وغيرها مثل نفي الواقع وعدم التعاطف أو عدم القدرة على النظر الى “الجيران” وألمهم أو التعامل بشكل مباشر مع ما يحدث في قطاع غزة، تحدثوا باستمرار فقط عن المخطوفين، والذين عارضوا الحرب فقط لأنها “لا تعيد المخطوفين”، هم الآن من الأوائل الذين يعلنون بأنهم سيشاركون في مؤتمر السلام.
هذا السلام جميل جدا. فمن الذي لا يريد الحصول على واحد كهذا. هذا ليس بالامر السهل في دولة مثل إسرائيل، حيث تعتبر غالبية السكان فيها أن القتل الجماعي لاطفال غزة هو ضرر هامشي. وبالتأكيد هي لا تعترف بالشعب الفلسطيني وبحقه في الوجود.
أنا ادرك المكان الذي نعيش فيه، مع ذلك أتساءل عن منطق هذا المعسكر الذي يرفض مناقشة الاحتلال أو الإبادة، لكنه يقفز بكل القوة للتحدث عن السلام. هذا هو نفس منطق الذين أرادوا قبل 7 أكتوبر التحدث فقط عن “عنف المستوطنين” وليس عن الاحتلال والفصل العنصري، والتحدث فقط عن الاحتلال في العام 1967 وليس عن النكبة في 1948. هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يتحدثون بخوف مقدس عن حق دولة إسرائيل في الوجود عندما لا توجد فلسطين نفسها. المنطق الذي يغلف نفسه بالكلمات المعسولة عندما تسيل الدماء وينتشر الظلم.
حتى لو كنت لا اعارض مجرد عقد مؤتمر للسلام، إلا أنه لا يمكنني المشاركة فيه (ليس لأنه تمت دعوتي للمشاركة فيه). لأن السلام الذي لا يمر بالاعتراف الفظائع التي تحدث الآن، ليس إلا وهم سياسي مهديء يخدم الضمير الإسرائيلي ومصالحه الضيقة.