ترجمات عبرية

هآرتس: يئير غولان يقترح: احتلال آخر

هآرتس 13/5/2024، عودة بشارات: يئير غولان يقترح: احتلال آخر

حزن شديد هبط علي في يوم الجمعة بعد قراءة اقوال يئير غولان، المرشح لرئاسة حزب العمل. هو يقول لناحوم برنياع في “يديعوت احرونوت”: “لا يمكنني فهم لماذا بعد اسبوع على بداية الحرب لم نقم باحتلال خط سلسلة الجبال في جنوب لبنان، الخط الذي انسحب منه باراك في العام 2000، وذلك يشمل المواجهة مع الامريكيين، صحيح”.

للاسف، غولان لم يضع اشارة اعجاب على تغريدة بن غفير في “اكس”، التي كتب فيها “بايدن يحب حماس”. الحياة تخيب الآمال. الشخص الذي القى علينا نظرية “العمليات”، يقترح علينا المزيد من الاحتلال، الذي هو أب العمليات. 

بعد هجوم حماس الاجرامي في 7 تشرين الاول، عندما اعلنت اصوات تصم الأذن عن الاستيقاظ، اعتقدت أن ذلك سيحدث عندما يستيقظون في الاتجاه الصحيح. كثيرون جيدون قالوا إن غولان هو البشرى. لقد نسوا ماضيه من فترة “اجراء الجار”. الاساس، قالوا، هو الخطاب الذي قارن فيه بين ما حدث في المانيا النازية في الثلاثينيات وبين ما يحدث هنا الآن. 

صحيح، خطاب “العمليات” اعطى غولان مكانة الشخص عميق التفكير. ونحن اعتقدنا أن الامر سينعكس على افعاله. لقد اخطأنا. توجد لدى الانسان عمليتان متوازيتان. الاولى، العملية التي تحدث في الرأس وهي تعلم واستخلاص الدروس. الثانية، العملية التي تحدث في البطن، مكان وجود الغريزة، هناك في البطن التعلم واستخلاص الدروس هي امور تافهة. يتبين أن غريزة غولان هي التي تغلبت.

ما الذي ارتكبته في التجسد السابق؟ قالت احدى الشخصيات في كتاب ين هوا بعنوان “تاجر الدم”. مثله ايضا أنا اتساءل ما الذي اخطأ فيه اليسار الصهيوني في اسرائيل، الذي يضربه الله مرة تلو الاخرى بقادة لا يتعلمون. الرئيس الجديد يدعو الى احتلال آخر. وفي الجواب على سؤال ثمن اعادة المخطوفين يجيب وكأنه اصبح جزء من كابنت الحرب: “أنا امتنعت عن الاستمرار في تجنب الانشغال بالثمن في وسائل الاعلام”. هل هذا سر عسكري؟.

لكن هذا هو الافتراض الاساسي في اسرائيل، حيث فقط الجنرالات الذين لديهم الاوسمة يفهمون في العمليات، والآخرون الذين لسوء حظهم بقوا في الزي المدني، هم جاهلون. أنا أخمن أنه لو كان هناك، قرب مهندسي الحرب في غزة، لكان اقترح اقتراح يشبه الاقتراح الذي اقترحه اسحق رابين على اريئيل شارون في 1982: تعزيز الحصار على بيروت.

للاسف، غولان ليس البشرى، هو تجسيد لخيبة الأمل. اميل حبيبي كتب ذات مرة بأنه لن يخرج الاجاص من الباذنجان، فقط الباذنجان يخرج من الباذنجان. لذلك، حزب العمل بكل صيغه هو مرهون للعسكريين فيه. وخلافا للقوة فانه لا يوجد لديهم ما يعرضونه.

يوسي فيرتر كتب أنه في افلام شبكته هو يعرض نفسه كنائب لرئيس الاركان وكجنرال احتياط. لا يوجد أي ذكر بأنه عضو كنيست ونائب وزير (المالية) في حكومة التغيير (“هآرتس”، 10/5). حتى شمعون بيرس لم يكن عسكري، وقد ارتدى في حينه المعطف العسكري وخرج للاقتحام في لبنان، وهكذا قدم السلطة على طبق من فضة لبنيامين نتنياهو. 

“يجب القول لهم: الى حين تحرير المخطوفين، بالنسبة لنا موتوا جوعا، هذا مشروع”، هذا ما قاله غولان بعد بضعة ايام على 7 تشرين الاول. من يؤيدونه قالوا بأن هذا الشخص كانت لديه مشاعر مشحونة بعد المشاهد الفظيعة في غلاف غزة. ولكن لنترك الماضي ونركز على الحاضر. أنا اؤكد لكم بأنه لو كان غولان عضو في المجلس الامني لكان سينضم الى غادي ايزنكوت وبني غانتس ويؤيد اقتحام رفح. ربما الغريزة المتطورة لديه كانت ستريد ايضا احتلال الطرف المصري لمعبر رفح، ولتذهب امريكا الى الجحيم.

ما العمل؟ الباذنجان لا يفاجيء. هو بقي باذنجان. حزب العمل لا يتوقف عن تخييب الآمال ولو حتى للحظة واحدة. يبدو أن انبعاث خيبة الأمل في اوساط محبي السلام هو أمر موجود في جيناتهم. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى