ترجمات عبرية

هآرتس: وقف الحرب هو الملاذ الاخير لاسرائيل

هآرتس 26/5/2024، جدعون ليفي: وقف الحرب هو الملاذ الاخير لاسرائيل

يوجد فقط مخرج واحد امام اسرائيل؛ هي لن تقوم باختياره. الطريقة الوحيدة من اجل تخليص نفسها من عقدة النقص التي وصلت اليها هي القول نعم لقرار محكمة العدل الدولية الذي صدر أول أمس. هكذا تتصرف دولة القانون. وهكذا يجب أن تتصرف الدولة التي تطمح الى الانضمام لعائلة الشعوب. رئيس الحكومة كان يجب عليه تأكيد ذلك في مساء السبت، “نحن سنمتثل للقرار”. ابواب جهنم التي تهدد بأن تفتح على اسرائيل كانت ستغلق ولو لفترة قصيرة. اسرائيل التي ستمتثل للمحكمة ستكون دولة قانون ويجب احترامها. قول نعم للامر كان سينقذها ليس فقط من استمرار سفك الدماء العبثي في رفح، بل هو ايضا كان سيوقف كرة الثلج الدولية التي تتدحرج بسرعة نحوها. 

وقف القتال في رفح، وكل الحرب، هو الملاذ الاخير لاسرائيل، ربما من اجل العودة الى مكانتها الدولية التي كانت قبل الحرب، التي لم تكن كبيرة ولكنها كانت اكبر بكثير مما هي الآن. اذا تجاهلت اسرائيل الأمر، ما هو الاكثر أمنا من ذلك، فهي ستعلن عن نفسها كدولة مصابة بالصرع. التخلص من هذا الموقف سيستغرق سنوات والثمن سيكون باهظا جدا ولا يمكن تحمله على كل اسرائيلي حتى بشكل شخصي. 

لكن اسرائيل هي اسرائيل. هي تبحث عن نصيحة حول كيفية تجاهل الامر وتجنيد الولايات المتحدة لتشويه القانون الدولي. يصعب التفكير بغباء اكثر من ذلك. يجب بالطبع الأمل، من اجل امريكا واسرائيل ايضا، بأن الولايات المتحدة في هذه المرة ستضع حد اقصى لاستعدادها للذهاب ضد كل العالم وضد القانون الدولي من اجل الدولة المارقة التي ترعاها. 

توجد خطوات فورية يجب على اسرائيل اتخاذها قبل الوصول الى الهاوية، وقف الحرب وتغيير الحكومة. المحكمتان العليتان في العالم قامتا بأمرها باتخاذ هذه الخطوات. المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية قدم طلب لاصدار مذكرات اعتقال دولية ضد رئيس الوزراء ووزير الدفاع. محكمة العدل الدولية دعت الى وقف القتال في رفح. اذا صدرت مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وغالنت فهي ستعمل على استبدال الحكومة في اسرائيل اذا كانت تريد البقاء. وقف القتال في رفح سيؤدي الى وقف كل الحرب، وفي نفس الوقت تحرير المخطوفين. اسرائيل لن توافق على هذه القرارات. هي قرارات منطقية وسليمة وعادلة جدا من اجلها.

منذ الانسحاب المذعور من شبه جزيرة سيناء في 1956، اسرائيل لم توافق في أي يوم على أي قرار للمجتمع الدولي. ما شأنها بالعالم وقراراته؟ هي محصنة ومحمية من قبل امريكا، التوراة وديمونة، منذ ذلك الحين تصرفت وكأنه مسموح لها الاستخفاف بكل العالم. هذا انتهى في اليوم الذي قامت فيه بغزو قطاع غزة بوحشية وبشكل منفلت العقال. 

فور انهاء القاضي نواف سلام قراءة قرار المحكمة حتى قامت اسرائيل بزيادة هجماتها في رفح، وهي المدينة التي هرب منها تقريبا مليون شخص الى المواصي، والتي بقي فيها مستشفى واحد مع ثمانية أسرة. عندما كان القاضي سلام يقرأ القرار فقد اتصل معي، بعد سنوات للمرة الاولى، سفيان أبو زايدة، وهو الوزير الفلسطيني السابق لشؤون الاسرى، الذي هرب من غزة الى القاهرة: ثمانية من أبناء عائلته قتلوا قبل يومين في جباليا. مروة، ابنة شقيقه، هي الوحيدة التي كانت غير نائمة عندما سقط صاروخ على منزل العائلة. هي شاهدت كل شيء مثلما في فيلم رعب. قالت لسفيان في القاهرة. الصاروخ قتل ابنة شقيقه ايمان، التي كانت تحمل بنتها ابنة السبعة اشهر، التي هي ايضا قتلت. ابنها ابن الاربع سنوات طار الى شقة الجيران وقتل. مروة ايضا رأت كيف أن الصاروخ يمزق جثتي اولادها التوائم أيسر وآسر (4 سنوات)، ويقطع يد ابنها ناصر (7 سنوات). ايضا والدة مروة وشقيقها قتلا امامها بالصاروخ. زوجها فقدته في بداية الحرب. فقد قتل اثناء مشاركته في جنازة ابنة شقيقه.

هذا ما طلبت وقفه محكمة العدل الدولية أول أمس. هذه هي الفرصة الاخيرة لاسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى