ترجمات عبرية

هآرتس: وقفنا في حاجز في الضفة الغربية 6 ساعات، عرفنا ماذا يعني أن تكون أدنى من البشر

هآرتس 23/1/2025، جدعون ليفيوقفنا في حاجز في الضفة الغربية 6 ساعات، عرفنا ماذا يعني أن تكون أدنى من البشر

في هذا الاسبوع كنت أدنى من بني البشر، فقط لمساء طويل واحد، لكن أدنى من البشر. في يوم الاثنين ذهبت الى رام الله مع اليكس ليباك لاجراء مقابلة مع خالدة جرار، عضوة البرلمان التي تم تحريرها في نفس الليلة في صفقة التبادل. وفي الصباح كنا في الخليل من اجل قصة اخرى، وعند دخولنا الى هناك شاهدنا اختناقات مرورية ضخمة. اعتقدنا أن هذا صدفيا. بعد الظهيرة ذهبنا الى رام الله. بعد اجراء المقابلة مع جرار في الاستقبال الجماهيري الذي اقاموه لها عدنا الى تل ابيب. السفر من البلدة القديمة في رام الله وحتى حاجز قلندية كان يستغرق بالوتيرة العادية 5 كم في الساعة في افضل الحالات. بعد ساعة وصلنا الى قلندية وتوجهنا شرقا نحو حاجز حزما، الذي يبعد 3 – 4 كم. بعد ساعة أو ساعة ونصف سنكون في تل ابيب. بعد رحلة قصيرة توقفت الحركة فجأة. نحن اعتقدنا أننا سنتأخر قليلا، هذا ليس أمر فظيع. الساعة كانت السادسة مساء. الازمة المرورية طالت بسرعة. هذا كان وقت العودة من العمل. في الست ساعات التالية حكم علينا بالوقوف في الطابور الطويل للسيارات الفلسطينية – في هذا الشارع لا يوجد مستوطنون – والانتظار. وصلنا الى البيت في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.

الساعات الاولى مرت بطريقة معينة. جدار الفصل الذي انتصب في وسط الشارع في اعقاب حادث طرق في العام 2012، الذي قتل فيه ستة من الاطفال الفلسطينيين ومعلمة، وعشرات أصيبوا في حافلة، وضعنا في شعب مرجانية. لا توجد أي طريق للعودة، ولا يمكن الرجوع الى الوراء، لا توجد سيارة اسعاف أو سائق شعر بالسوء، أو آباء يسارعون الى اولادهم، أو المسافرون في سيارة الجيب المزينة بالورود لعرسان، التي سافر فيها الزوجان في الطريق الى حفل الزفاف.

في الافق لمعت اضواء صفراء لسيارة عسكرية. في اسفل الشارع وقف جنود على حاجز غير بعيد عن مستوطنة جيفع بنيامين، الذي بشكل عام لا يكون مأهول بالجنود، هو ليس حاجز لدخول اسرائيل، ولم يسمحوا لأي سيارة بالمرور. ربما بعد ساعتين أو ثلاث ساعات قرروا السماح بالمرور. 

الاجراء هو: سائق أي سيارة تمر في الحاجز يتم أمره باطفاء محرك السيارة والاضواء، بعد ذلك يتقدم جندي لفحص بطاقات الهوية. يأخذها ويفحص في الحاسوب. احيانا يطلب من المسافرين النزول من السيارة. مرة واحدة اطلق الجنود الغاز المسيل للدموع عندما اجتازت سيارة تجارية فجأة وبسرعة كبيرة الحاجز وبدون اضواء الجنود لم يحركوا أي ساكن، ربما أنهم لم ينتبهوا، ونحن نجونا من اطلاق النار واغلاق الحاجز. 

نحن اجرينا حساب ووجدنا أنه بالمتوسط السيارة تستغرق خمس دقائق، وتوقف بين كل سيارة واخرى ربما من اجل السماح للجنود للعب بالهواتف المحمولة. قبل بضع سنوات شاهدنا سيارة اسعاف فلسطينية انتظرت نصف ساعة في الحاجز في الوقت الذي كان فيه الجنود يلعبون الطاولة. الوقت تغير، الآن يلعبون في الهواتف المحمولة. عشرات السيارات كانت امامنا ومئات السيارات خلفنا. ست ساعات وقفنا، اكثر من الوقت الذي يستغرقه السفر بالطائرة الى لندن.

اذا كان الغضب الذي تولد في ذلك المساء عند هذه النقطة للتفتيش لا يجعل أي سائق يقوم بتنفيذ هجوم، فانه عندها الفلسطينيون يعتبرون من الشعوب الاكثر ضبطا للنفس والاكثر تسامحا وغير العنيفين. عندما جاء دورنا في النهاية، والجنود يوجهون الاوامر لنا ايضا خرجت فجأة جندية من الموقع وقامت بطي الحاجز وأمرت اصدقاءها بالمغادرة. بالتأكيد هم يقولون لانفسهم بأن “هذه خدمة مهمة”. الوقت كان تقريبا بعد منتصف الليل.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى