هآرتس: وعد دولة اسرائيل تم نقضه، أيدي الحكومة اصبحت ملطخة بالدماء
هآرتس 7/5/2024، زهافا غلئون: وعد دولة اسرائيل تم نقضه، أيدي الحكومة اصبحت ملطخة بالدماء
لقد رويت عدة مرات قصة والديّ. تحدثت عن والدي الذي هرب في اللحظة الاخيرة من ليطا، بعد أن شاهد كيف يحرق النازيون أبناء جاليته في الكنيس في مريامبول، التي فيها في 30 آب 1941 اقتاد النازيون 8 آلاف يهودي الى الاخاديد التي تم حفرها واطلقوا النار عليهم. في حينه هو توقف عن الايمان. وتحدثت عن أمي التي كان عمرها 14 سنة عندما بدأت الحرب، التي خلالها تجولت وهي تمسك بيد يد أختها الصماء، وبيدها الاخرى تحمل رسالة الدكتوراة لشقيقها. لا أريد التعمق في هذه القصة مرة اخرى، ليس في يوم الكارثة هذا.
لقد مرت سنوات كثيرة، وكثير من الاسرائيليين لا يعرفون على الاطلاق عن قصص اللجوء والتحطم الذي اصاب الاجداد. بعضهم يعرفون انصاف قصص، يوجد فراغ فيها. الكثيرون لم يتجرأوا على السؤال في الوقت المناسب خوفا من حك الندبة وايجاد الجرح النازف تحتها.
هذا الجيل استيقظ ذات يوم والعالم انقلب عليه. الارض التي عاش عليها هبت لابتلاعه. العالم اصبح وحش، ومن لم ينجح في الهرب لم يجد من يدافع عنه. من هنا ولد الوعد الذي وعدت به اسرائيل اللاجئين الذين جاءوا الى بابها – نحن سنكون هناك الواحد من اجل الآخر دائما.
هذا الوعد تم نقضه. ويواصل هكذا يوميا. لقد تم نقضه في 7 اكتوبر عندما قامت منظمة ارهابية صغيرة وفقيرة باختراق بلدات اسرائيلية وقتلت وسرقت واغتصبت وعذبت، ولم يكن هناك أي أحد لانقاذ الذين تم قتلهم وتعذيبهم. وقد تم نقضه قبل 7 اكتوبر عندما توسل سكان الغلاف وطلبوا الحماية والتسليح ومجموعات الحماية وايجاد حل، وكيف شاهدوا أن كل ذلك تتم التضحية به من اجل كل شيء أقمناه في المناطق.
هذا الوعد يتم نقضه الآن في الوقت الذي فيه الدولة التي تخلت عن المخطوفين تقوم بالتخلي عنهم مرة اخرى باسم غزو رفح، الذي لن يحقق أي شيء، لا الأمن ولا الهدوء ولا الحل، فقط قتلى والمزيد من التنفس الاصطناعي لهذه الحكومة التي تلطخت ايديها بالدماء.
أجد صعوبة في وصف حجم غضبي. لا يمكنني تخيل ما الذي يمر على عائلات المخطوفين، التي مصير اعزاءها مرهون بيد قتلة حماس والاعتبارات السياسية للمثلث نتنياهو، بن غفير وسموتريتش. نتنياهو ينشغل الآن بالقاء خطابات الكارثة، والذي اطلق على نفسه ذات مرة “حارس أمن اسرائيل” بدون خجل. الحديث يدور عن مهزلة اخرى للتاريخ، لأن اسرائيل هي التي تدفع ثمن الدفاع عنه. ثمن تهربه من رعب القانون، ثمن التحالف الذي عقده مع المتطرفين والاكثر خطورة في المجتمع الاسرائيلي.
سموتريتش وبن غفير لا يعتقدان أننا سننتصر على حماس. هما يتخيلان العودة الى غوش قطيف. ربما يحلمان بحدوث نكبة ولذلك فانهما مستعدان للتضحية بكل المخطوفين مقابل الثمن القليل من الاغتصاب والتعذيب الذي يمر فيه في انفاق حماس، اولاد وكبار سن وجنود، لأننا لم نكن هناك من اجلهم. نحن لن نعود الى غوش قطيف ولن تكون نكبة اخرى. ولكن نعم سيكون المزيد من القتلى، فلسطينيين واسرائيليين، الذين ستتم التضحية بهم على مذبح هذا الوهم. وفي نهاية الجولة سنجد انفسنا في نفس المكان مع نفس السياسيين الذين سيواصلون الحديث بوقاحة عن “التصور”، وسيشرحون أنهم “لم يسمحوا لهم” وسيقولون “هذا لن يتكرر أبدا”.
من اجل أن لا يتكرر ذلك أبدا يجب عليهم الذهاب. كل يوم يمر يجعل هذا الامر اكثر اهمية. لدي طلب واحد من مواطني اسرائيل – الحكومة هي التي اختارت. هي اختارت اسرائيليين في أسر حماس في ظروف فظيعة من اجل اوهام ومصالح سياسية. الحكومة تخلت عنهم – تعالوا لا نتخلى عنهم نحن ايضا. لذلك، المظاهرات مهمة جدا. بعد 7 اكتوبر حيث الدولة لم تقم بعملها، نحن قمنا بعملنا، المواطنون. الآن يجب علينا فعل ذلك مرة اخرى. عدم هز الرأس بأسى وعدم الثرثرة. يجب علينا المحاربة على حياة هؤلاء الناس. هذه هي مسؤوليتنا وهي اكثر اهمية من ألف وعد عبثي مثل وعد “هذا لن يتكرر أبدا”.