ترجمات عبرية

هآرتس : وشكرا لعدم طيرانكم في ال عال

هآرتسافتتاحية – 28/6/2018

رحلة ال عال التي انطلقت الاسبوع الماضي من نيويورك الى تل ابيب توقفت على مدى اكثر من ساعة لانبعض المسافرين، من الرجال الاصوليين، رفضوا الجلوس الى جانب النساء. وقد حاولت المضيفات حل المشكلة علىمدى دقائق طويلة، وفي النهاية وجدنا حلا: نقلت النساء الى اماكن جلوس اخرى.

كان يمكن لهذا أن ينتهي كحادثة اعتيادية اخرى، تستسلم فيها شركة تجارية مرة اخرى لنزواتمستهلكين اصوليين. غير أن هذه الحادثة اثارت رد فعل مفاجيء في بداية الاسبوعمدير عام شركة التكنولوجياالعليانايس، باراك عيلام، اعلن بانه هو وموظفو الشركة سيقاطعون شركة ال عال ولن يسافروا مرة اخرى فيطائراتها.  وقال عيلام ان “”نايسلا تعقد الصفقات مع شركات تميز ضد العرق، الجنس او الدين. “نايسلنتسافر مع شركة ال عال، طالما لم تغير هذه شكل سلوكها وأفعالها التي تميز ضد النساء“.

لقد اعتادت شركة ال عال على شكاوى المسافرين الغاضبين، بل وتعرف كيف تعوض وتسكت الصاخبينمنهم. ولكن عيلام ليس مستهلكا عاديا. فالحديث يدور عن زبون كبير، هو وموظفو الشركة التي يقف على رأسهامسافرون في رحلات كثيرة مع ال عال، وليس فقط في قسم المسافرين بل وايضا في قسم الاعمال الباهظ والاكثرربحية.

لقد أجبر احتجاج عيلام هذا مدير عال ال عال غونين اوسشكين لان يأمر بتأكيد الانظمة المتبعة فيالشركة وان يقرر بانهلاحقا، المسافر الذي يرفض الجلوس الى جانب مسافر آخر ينزل فورا من الطائرة“.

ان تدخل عيلام في هذه الحالة ليس أمرا يتميز به المجال التجاري بشكل عام ولا مجال التكنولوجيا العليابشكل خاص. فالكثيرون منهم وان كانوا يتباهون بالمساهمة والمسؤولية الاجتماعية، الا انهم لا يفعلون هذا عنطريق المواجهة مع شركات اخرى خوفا من أن يكونوا هم ايضا في المستقبل هدفا لمثل هذه المقاطعة.

ولكن في شركات تكنولوجية عليا مثلنايستجدهم معفيين من هذا التخوف إذ ان هذه شركة تعمل فيالسوق الدولية وليست متعلقة بزبائن اسرائيليين او بالانظمة الادارية المحلية. ولهذا يمكن لهذه الشركة أن تتخذخطوة مسؤولية اجتماعية وتقاطع ال عال.

لقد كانت ال عال وشركات اخرى بحاجة الى رسالة من هذا النوع: الى أحد ما يوضح لعامليها ومدرائهابان لديهم مستهلكين هامين لا تقل اهميتهم، وانهم هم ايضا يجب أن يحترموا. ان مقاطعةنايسهي اشارة هامةلاسرة الاعمال التجارية، ولا سيما لشركات التكنولوجيا العليا.، للخروج من فقاعتها والعمل في صالح قيم اجتماعيةهامة، حتى عندما يحتاج الامر الى كفاح ومواجهة، وعدم الاكتفاء بمبادرات اجتماعية.

ان اصلاح الحواسيب وطراشة الصفوف هي بالفعل مساهمة للمجتمع، ولكن المسؤولية الاجتماعيةالحقيقية هي اصلاح أمراض المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى