ترجمات عبرية

هآرتس: وزير خارجية الاردن قال حقيقة من غير اللطيف سماعها بالنسبة لكثير من الاسرائيليين

هآرتس 1/10/2024، يوعنا غونين: وزير خارجية الاردن قال حقيقة من غير اللطيف سماعها بالنسبة لكثير من الاسرائيليين

خطاب سياسي يبعث على الأمل تم القاءه في يوم الجمعة في الامم المتحدة. هذا بالطبع لم يكن خطاب بنيامين نتنياهو – شخص قوته السامية هي في تصفية الدول والآمال – بل اقوال وزير خارجية الاردن، أيمن الصفدي، الذي تسلم الميكروفون بعد تصريحات ممثلي الدول العربية.

“رئيس حكومة اسرائيل جاء الى هنا اليوم وقال إن اسرائيل محاطة بمن يريدون تدميرها”، قال الصفدي. “نحن هنا اعضاء في لجنة تمثل 57 دولة عربية واسلامية، وأنا يمكنني القول لكم بشكل حازم: جميعنا مستعدون في هذه الاثناء لضمان أمن اسرائيل في سياق انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية”.

الصفدي اراد التذكير بأن نتنياهو وحكومته هم الذين يرفضون طرح أي حل سياسي، ويفضلون المراوحة في المكان في دائرة لانهائية من الدماء والثأر. “ما هي رواية اسرائيل باستثناء مواصلة القتال والقتل والتدمير؟”، تساءل الصفدي. “يجب أن تسألوا أي ممثل اسرائيلي عن خطتهم للسلام، ولن تسمعوا أي شيء… نحن سندمر غزة وسنشعل الضفة الغربية وسندمر لبنان. بعد ذلك ليس لديهم أي خطة. لدينا توجد خطة ولكن لا يوجد لنا شريك في اسرائيل للسلام”. 

ليس عبثا أن اختار الصفدي تكرار الاقوال المتغطرسة لاهود باراك بعد عقد مؤتمر كامب ديفيد، “لا يوجد شريك فلسطيني”. هذا التعبير اصبح الذريعة الأبدية لحكومات اسرائيل من اجل تعميق اضطهاد وقمع الشعب الفلسطيني، والتهرب من أي ظل لاحتمالية اجراء المفاوضات السياسية. 

هذه النظرية ترسخت في وعي الاسرائيليين، وقضت على كل امكانية، حتى لو تخيل مستقبل افضل، في ظل ظروف مظلمة تنمو النباتات السامة لليمين المتطرف وتزدهر. بعد ذلك نفس المقاربة أنبتت رعاية حماس، باعتبارها الذخر، على حساب السلطة الفلسطينية، والنتائج كانت كارثية. فالالتزام بحل الدولتين تحول من ضريبة كلامية الى موجه للسياسة. 

الصفدي قال حقيقة، التي من غير اللطيف سماعها بالنسبة لكثير من الاسرائيليين (احد الامور التي يكرهها الاسرائيليون هو أن العرب وبحق يريدون السلام). انظروا لحظة حولكم: هذه الدولة التي منذ عشرات السنين تحتل وتسلب، والتي تغرق الآن في حملة قتل وتدمير لانهائية، والتي ترفض اتفاق لوقف اطلاق النار حتى من اجل اعادة المخطوفين، والتي من يترأسها يختار الحرب الخالدة من اجل أن يبقى على الكرسي ومواطنيه يسيرون وراء جنونه – ألا تظهر لكم بأنها شريك مزيف.

الكهانية انتشرت في كل مكان، في المدارس ينشد الاولاد “لتحرق قريتكم”. وفي قناة الاخبار الرسمية يحتفلون بالموت من خلال رفع الانخاب المتوحشة. والمليشيات المسلحة تقتحم القرى من اجل ضرب سكانها وسرقة ممتلكاتهم. هناك ايضا مواطنون يعتقلون بسبب التعبير عن معارضة قتل الابرياء. ووزراء في الحكومة يحلمون بنشوة القاء قنبلة نووية والاستيطان في غزة وفي لبنان. غزة مدمرة وجائعة، عشرات الآلاف قتلوا ازاء هتافات فرح الجمهور، مئات الآلاف اصبحوا لاجئين، وفي كل مكان تم زرع فقط المزيد من الدمار والكراهية. 

بعد كل ذلك فانه ما زال لنتنياهو وجه يذهب به الى الامم المتحدة ويتحدث عن امور وهمية، دولة جميلة العائق الوحيد بينها وبين السلام العالمي هو نفس الشريك الغائب. 

مع ذلك، اقوال ايمن الصفدي قدمت ليس فقط الاثبات، بل ايضا الأمل. فقد كانت بمثابة تذكير بأنه خلافا لكل الروايات التي يروونها لنا، توجد حلول اخرى على الطاولة منذ سنوات، وهي فقط تحتاج الى موافقتنا على الجلوس حولها. في اسرائيل الحالية كل من يتجرأ على قول ذلك يحصل على وابل من الاستهزاء والكراهية. حتى زعماء اليسار يفضلون التحدث عن احتلال جنوب لبنان بدلا من التحدث عن السلام. من حسن الحظ أن وزير خارجية الاردن تحدث لفترة قصيرة جدا في الميكروفون. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى