ترجمات عبرية

هآرتس: وزير السادية، وليس وزير التك تك

هآرتس – عودة بشارات – 10/11/2025 وزير السادية، وليس وزير التك تك

يدللون وزير الامن الداخلي، ايتمار بن غفير، كما يبدو من اجل احراجه واثارة موجة ضحك على سلوكه، ويطلقون عليه لقب وزير التك تك. هذا مضحك جدا. ولكن التك تك يثير في النفوس مشاعر الشباب. انه تطبيق للشباب. تطبيق بسيط مليء بالافلام المضحكة والالعاب والتقليد والاغنيات. ما الصلة بين الوزير الذي يتفاخر بانه يدمر الكثير من بيوت العرب من مواطني الدولة وبين روح الشباب؟ ما الصلة بين الوزير الذي يوزع بنفسه اوامر هدم البيوت التي هي مثل ضربة الموت لعائلات معوزة في المجتمع العربي، خاصة في النقب، وبين التك تك الذي يثير السرور؟. 

يوجد لقب طريف آخر لهذا الوزير اللطيف. يطلق عليه “ملك الارغفة”، من اجل الاهانة واضحاك الناس. الرغيف كما نعرف يجعلنا نشعر بالبيت والدفء. رائحة الرغيف تثير الشهية لتناول الشاورما الشهية مع السلطة أو اسياخ لحم الخروف مع السلطة والطحينة، ولا ننسى الفلافل الرائع. مع العلاقة بين السجناء الفلسطينيين الذين يعانون، حسب تقارير منظمات فلسطينية، من التجويع المتعمد على يد الوزير بن غفير وبين الارغفة المثيرة للشهية ودفء البيت والشبع ايضا؟.

ان موقف السياسيين والاعلاميين وصناع الرأي العام في اسرائيل من هذا السادي هو موقف سادي ومضحك. كم هو لطيف هذا الشخص بوجهه الطفولي، هو يقوم بتجويع السجناء الفلسطينيين، يجب ان تضحكوا، هو يقوم بتكبيلهم لساعات كثيرة الى درجة ضمور بعض اطرافهم، ويهددهم بعقوبة الاعدام التي تنتظرهم على الباب. هذا الشخص مضحك حقا. 

هنا في دولة اسرائيل، اضافة الى هدم البيوت التي هي خطته الرئيسية، هو يتفاخر ايضا بأنه يخفض صوت المآذن، صفقوا. هو يهين رؤساء عرب، نشطاء عرب، هم اصبحوا هدف للتحقيق معهم، وهناك من تحدثوا عن تعذيب، وبعد بضعة اسابيع على الكابوس هم يخرجون الى الحرية، لانه لا يوجد أي شيء ضدهم باستثناء أنهم موضوع لسادية الوزير والمنظمة التي يترأسها. 

ليس فقط العرب. بن غفير ايضا يقيد معارضيه اليهود، الذين فقط اطلقوا هتافات ضد سلوك الحكومة. ويوجد آخرون، الذين يتركهم في السجن لفترة طويلة في ظروف قاسية فقط لانهم تجرأوا على التظاهر امام منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. 

حسنا، بن غفير ليس وزير ارغفة الخبز، هو وزير التجويع، وزير السادية في اسرائيل. المعارضة لا تفعل أي شيء. احيانا بعضها يكون مؤيد متحمس لمشاريعه الفظيعة. بن غفير يستمتع باساءة معاملة من هم تحت حمايته. وهو يفتقر الى أي رادع اخلاقي. “الانسانية” بالنسبة له هي كلمة بذيئة وليست جزء من تركيبة شخصيته. 

في الاوقات الجميلة التي كانت هنا، عندما كنا نتحدث عن التعذيب الشديد في الانظمة العربية، كان هناك من يقولون ان التعذيب يوجد ايضا في دولة اسرائيل. كنت اتفق مع وجود التعذيب هنا، لكني اعتقدت ان هذا التعذيب ليس بمستوى التعذيب في الانظمة العربية المتعطشة للدماء. 

الآن دولة اسرائيل لحقت بالانظمة العربية في موضوع التعذيب مع فرق واحد وهو أنه هناك لا توجد ديمقراطية والشعب ضد النظام، هناك قلوب الناس تعارض وحشية النظام، لكنهم يخشون من التحدث كي لا يجدوا انفسهم في جحيم السجن. هنا يبدو ان اغلبية الجمهور تؤيد، لذلك هو لا يعبر عن رأيه، واذا عبر عن ذلك يكون هذا لاثارة الضحك على هول ما تراه عيون السجناء، على السجناء الذين اصبحوا نحيفين الى درجة يصعب فيها تمييزهم. هل الشخص الهزيل الذي وزنه مثل وزن الطفل، والذي يقف بجانب الوحش المحشي بالارغفة المليئة بكل الاطعمة، هو حقا مروان البرغوثي؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى