هآرتس: هناك حرب في “حدود السلام”، مصر وقطر يمكنهما وضع حد لها

هآرتس 9/11/2025، إسرائيل هرئيل: هناك حرب في “حدود السلام”، مصر وقطر يمكنهما وضع حد لها
إزاء ضربة تهريب السلاح والمخدرات اعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن حالة حرب على الحدود مع مصر. واذا لم يكن هذا كاف، فان المنطقة القريبة من “حدود السلام” اعتبرها منطقة عسكرية مغلقة. ليس اقل من 900 حوامة تحمل السلاح والمواد المتفجرة والمخدرات اخترقت الجدار الحدودي في الفترة الأخيرة. كيف ينوي كاتس مواجهة هذا الوضع؟ هكذا هو اصدر تعليمات للشباك من اجل التعامل مع هذه الظاهرة كـ “نشاطات إرهابية” وطلب من الجيش إيجاد طريقة ناجعة لاعتراض هذه الحوامات.
هناك امراض يمكن علاجها، وهناك امراض مزمنة يمكن السيطرة عليها بالادوية. ومرض الحوامات يندرج، اذا ارادت مصر، في الفئة الأولى: مرض يمكن علاجه، لكن القيادة السياسية والعسكرية لدينا تتعامل مع حرب الاستنزاف هذه على أنها مرض غير قابل للشفاء.
حتى اذا تم اعتراض المزيد من الحوامات في اعقاب اعلان الحرب لكاتس فان جذور هذه الظاهرة الخبيثة، ليس فقط على حدود السلام، يتم انكارها. عمليا، الحكومة اليمينية المطلقة تسلم تماما، مثلما في الأيام التي سبقت 7 أكتوبر، بما يكمن في الأساس العميق للاستنزاف: ان مصر لا تمنع تهريب السلاح والمخدرات الى المنظمات الإرهابية والاجرامية في إسرائيل. ربما على أمل أن تفاقم هذه المشاكل – إضافة الى مشاكل الدولة الصهيونية الأخرى الكثيرة – تآكلها حتى يأتي اليوم الذي ستنهار فيه إسرائيل نتيجة الحروب المستمرة، بشكل عام أو جزئي ومرهقة.
يوجد لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات كاملة عن ذلك. ومن هنا توجد أيضا للمستوى السياسي الأعلى. مع ذلك، مثلما في السابق، البعض غير مستعدين للتعامل معها. هل تريدون مثال على ذلك؟ عبر عشرات الانفاق الواسعة بين رفح المصرية وقطاع غزة تم نقل صواريخ وسلاح دمار الى حماس لاستخدامها في المذبحة. مع ذلك، في اطار النفي المستمر، وافقت إسرائيل على ان تكون مصر “الوسيطة” في صفقات الرهائن وان تكون الجهة المسؤولة عن نزع سلاح حماس. ليس هذا فحسب، بل ان جميع الدول العربية والإسلامية التي ترغب في المشاركة في إعادة اعمار قطاع غزة، هي شريكة، بالسر أو علانية، في الهدف الرئيسي وهو انقاذ حماس.
الإدارة الامريكية، بسبب المصالح الاقتصادية للمحرضين الرئيسيين في المنطقة، وبسبب الجهل والسطحية والغطرسة ونفاد الصبر، ينضم الى هذا الاحتفال محب آخر لصهيون، الأمم المتحدة، التي تعزز بذلك تدويل الحرب بيننا وبين حماس، بحكمتها وبصيرتها المعروفة قد تملي علينا وضع مشابه للوضع في سوريا ووضع حزب الله. من اجل عدم العودة الى الأيام الحمراء للارهاب والدماء وقبل ان يتم إرساء الأطر الدولية في مجلس الامن – يجب على إسرائيل ان تعلن علنا عن تعاون دول التدويل مع حماس وحزب الله وان ترفض بشدة انشاء القوة التي ستحرم الجيش الإسرائيلي من حرية العمل.
لو ان النظام المستبد في مصر أراد لكان يمكنه وضع حد لعمليات الاستنزاف من أراضيه ضدنا. ولا يقل أهمية عن ذلك نزع سلاح حماس بالتعاون مع قطر. هذا بدون حاجة الى القوة العربية متعددة الجنسيات، قطر ومصر وحدهما يمكن أن توفرا بدون جهد هذه النتيجة. فبدونهما أصلا لا توجد حياة لحماس.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



