ترجمات عبرية

هآرتس: هناك اكثر من تفسير لقرار نتناهو الامتثال لقرار المحكمة العليا

هآرتس 11/4/2025، يوسي فيرتر: هناك اكثر من تفسير لقرار نتناهو الامتثال لقرار المحكمة العليا

في الدقائق الثمانين التي مرت منذ اصدار قرار المحكمة العليا بشأن رئيس الشباك رونين بار حتى رد رئيس الحكومة حلق في الجو سؤال واحد فقط وهو هل سيمتثل أم لا. كانت هناك كل الأسباب للاعتقاد أن بنيامين نتنياهو سيستخف بالقرار. فقد لمح لذلك اكثر من مرة. وفي نهاية المطاف هو امتثل ولكن مع التنهد.

عدد من الوزراء لم يحبوا هذا الاستخذاء اليساري. شلومو قرعي وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالطبع. أيضا الوزير المناويء للتعليم والشاحنة السياسية يوآف كيش غرد برأيه غير الحكيم: “رونين بار يجب أن ينهي منصبه في 10/4”. ما هو الغريب عندما مئات الطلاب العباقرة الذين كل واحد منهم كان يمكن أن يكون وزير للتعليم افضل منه، يطردونه من مباني الأمة.

لماذا تراجع نتنياهو؟ حسب احد التفسيرات هو خشي من أن يفتحوا عليه باب جهنم اذا تم طرد بار؛ مظاهرات كبيرة، اضراب عام. حسب تفسير آخر فان الصفعة التي حصل عليها من الرئيس ترامب جعلته ينثني. لقد فقد بعض ثقته بنفسه. الآن بقي فقط رؤية هل التغريدة هي ظاهرية فقط – أي أن بار سيتم ابعاده عن النقاشات الأمنية (لم يتم اول أمس استدعاء أي من قادة جهاز الامن للمشاركة في جلسة الكابنت)، أو أن العقلانية ستعود لرئيس الحكومة.

النقاشات في المحكمة العليا، لا سيما الظهور المتغطرس لمندوب الحكومة تسيون أمير، عكست بشكل دقيق العالم المشوه لمن ارسله. سلسلة طويلة من الذرائع التي كانت مضحكة في أسوأ الحالات وكاذبة في الحالات الأكثر سوءا. أسلوب المسرح لم يغطي وبحق على مضمونها التشهيري. مثلا، يمكن الافتراض بأن اتهام رئيس الشباك بعدم معالجة قضية رفض الخدمة في السنة التي سبقت هجوم حماس، كان بتوجيه من نتنياهو. ومشكوك فيه اذا كان امير، الذي كان يثق كثيرا بنفسه، عرف أن ادعاءه يعزز شهادات بار ونداف ارغمان ويورام كوهين. الثلاثة تحدثوا كل واحد بطريقته بأن نتنياهو طلب منهم استخدام قدرات الجهاز ضد مواطني إسرائيل.

امير هو في نهاية المطاف جندي صغير في حرب نتنياهو لهزيمة مؤسسات الدولة، وتغيير طابعها الى الأسوأ بشكل دائم، مثل الوزراء وأعضاء الكنيست والابواق. النقاشات في المحكمة العليا كانت في ذروة قتال الجيش في قطاع غزة. في كل الأيام التي سبقتها فان العملية العسكرية العبثية هذه لن تتعيد أي مخطوف (هناك تقارير تقول بأن ترامب يعمل على صفقة شاملة)، لكنها خلقت اعداد فظيعة من القتلى الفلسطينيين غير المشاركين. ويضاف اليهم الانتقاد الدولي الذي نحن لا نوفر له أي أسباب كافية للتوقف عن التهديد.

نتنياهو لا يهمه وبحق تدمير جهاز القضاء في إسرائيل من وجهة النظر الدولية. وها هو يشاهد النتائج: ترامب ارسل تهديد فارغ للمحكمة الدولية في لاهاي مثل آلاف التهديدات الفارغة حول آلاف المواضيع التي يطلقها كل يوم؛ فيكتور اوربان، مع كل المراسيم والزينة الملكية المصطنعة والمخصصة بشكل خاص للضيوف الذين يحبون الملذات، انسحب من البلاط اثناء زيارة نتنياهو. هذه لفتة بين الديكتاتوريين.

هل بسبب اوربان، ترامب ونتنياهو، المؤسسات الدولية ببساطة ستنهار وتختفي؟ لا. وماذا بشأن آلاف الجنود والضباط الذين سيهددهم خطر الاعتقال في عشرات الدول؟ ليسافروا الى بودابست. وباعادة صياغة النكتة المبتذلة فانه اذا لم يسافر بيبي الى حيث يرغب فان لا أحد سيسافر الى حيث يرغب. 

الإسرائيليون العقلانيون يتابعون بقلق جميع جبهات القتال: المحكمة العليا، الشباك، المستشارة القانونية للحكومة والمخطوفين. جزء من العمليات اقل ضجة، لكنها لا تقل عن غيرها خطورة. هذا هو الاجراء الذي اطلقه نتنياهو من اجل المس بما بقي من وسائل الاعلام الحرة. في معظم المواضيع الموجودة على الاجندة (قانون التصنيف والشركات وما شابه)، وزير الاعلام السام شلومو قرعي عمل الكثير لوحده، بدون الكثير من الدعم والجهد من قبل نتنياهو. الآن الديكتاتور الطموح هذا اصبح جاهز للتقدم الى الامام بدون أي قيود.

اوربان قام بتعليمه أنه من اجل استكمال المهمة يجب السيطرة، أو على الأقل شل في نفس الوقت جميع الأجهزة: منظومة انفاذ القانون، المحكمة، البرلمان، الخدمات العامة، الامن السري وبالطبع، الاعلام. بعد سنة ونصف على الحرب التي سبقها انقلاب نظامي كارثي فان هذه هي بشرى بنيامين نتنياهو. الكثير من الاوصاف السيئة والمبررة ارتبطت بهذا الشخص. يجدر الذكر بأن هناك واحدة منها لا تقل أهمية عنها جميعا وهي أنه شخص متعب. كم دولة يمكنه أيضا أن يحتمل؟ كم يمكنه العيش طوال الوقت في حالة قلق من نشرة الاخبار القادمة؟ التنهد بيأس امام فشل آخر ومظالم أخرى وتشهير آخر والاشمئزاز من كشف آخر للشر (انقضاض البيبيين القبيح على ليري الباغ)، التحريض (الهجوم القبيح لنتنياهو على رجال سلاح الجو الذين سماهم “رافضين للخدمة” و”مجموعة هامشية متطرفة”، في الوقت الذي يضخ فيه مليارات الشواقل للصارخين “نموت ولا نتجند”)، الفوضى (الهياج القبيح والمنسق في المحكمة العليا)، الانقسام (التجاهل القبيح لياريف لفين، المارق في جهاز القضاء، لرئيس المحكمة العليا اسحق عميت. الفاشية والوقاحة تسيران معا مثل السمك والفجل). ما هو الحل اذا لدى من اوجد ذلك؟ تغيير التغطية الاعلامية وليس الواقع. 

دكتوراة في عدم الاحترام

عندما بشر الرئيس ترامب العالم بالبدء في محادثات مباشرة على مستوى عال بين الولايات المتحدة وايران نتنياهو ظهر مثل الذي يفضل أن يكون في قاعة القاضية الرحيمة رفقة فريدمان – فيلدمان. عيونه نظرت الى كل الجهات مثل الحيوان في ضائقة. بعد ذلك جاءت تصريحات المحبة لاردوغان بعد أيام من أمل الأخير: “ليت الله يدمر إسرائيل”؛ أيضا ترامب رمى عظمة لرئيس الحكومة (“هو زعيم كبير”)؛ مديح مشابه حصل عليه منه في السابق فلادمير بوتين وكيم كونغ أون.

الضربات لم تتوقف للحظة، حتى عندما وصل نتنياهو الى البلاد. ففي حدث احتفالي للحزب الجمهوري ترامب استهزأ بالزعماء الذين “يقبلون مؤخرتي” من اجل منحهم اعفاء في موضوع الجمارك؛ للحظة الدعوة التي تفاخر بها نتنياهو، “أن يكون الزعيم العالمي الأول” الذي تمت دعوته من الرئيس من اجل مناقشته في القضية الاقتصادية، أصبحت سيف ذو حدين، نوع من القبعة الحمراء مثل لون ربطة عنقه المتملقة. يبدو أن الأفضلية الجيوسياسية الوحيدة في هذه الاثناء من ناحية رئيس الحكومة هي أن يكون في الجانب الجيد لهذا الازعر العالمي. هذه ليست بالضبط استراتيجية للمدى البعيد. ترامب استخدم نتنياهو من اجل ارسال رسالة للعالم: انتبهوا الى أي درجة بيبي محكوم لي؛ هو يصعد الى الطائرة مع مهلة يوم ويأتي ويقول جملتين – يحصل في المقابل على لا شيء ولا شيء – تقريبا كان سيصاب بنوبة قلبية عندما اكتشف بأنني أجري محادثات مع ايران (التي ستستمر في يوم السبت)، ولكن لسوء الحظ يجب عليه الابتسام. فهو محكوم لي.

بعد اللقاء الذي لا ينسى قام نتنياهو بنشر فيلم قال فيه: “هذه كانت زيارة جيدة جدا! زيارة دافئة!”. لا شك أنه تعرق. في حالة فزع وخيبة أمل بسبب رفض الرئيس، بالسر والعلن، طلبه لتخفيض تعرفة الجمارك التي فرضها على إسرائيل من 17 في المئة الى 10 في المئة، قام بإصدار تصريح دراماتيكي: سأقوم بمحو العجز التجاري بين الدولتين، الذي يبلغ 7 مليارات دولار. هذا يذكرني بتصريح (دراماتيكي) سابق له، في خطابه الأول في الكونغرس قبل ثلاثة عقود تقريبا. من أجل أن يبتز تصفيق الجمهور وعد بأن تتنازل إسرائيل على مراحل عن كل المساعدات الأمنية الامريكية (التي تبلغ الآن 4 مليارات دولار في السنة كما ذكر ذلك الرئيس الأمريكي بشكل حامض. هذا هو الرجل: ينثر التصريحات الفارغة مثل قطع الورق الملونة في حفل زفاف بدون مراعاة للمعنى. أي اقتصادي مبتديء يعرف أن “انهاء العجز التجاري” امام الولايات المتحدة سيلحق بمواطني إسرائيل ضرر كبير، حتى اكثر من الجمارك. نتنياهو يجب عليه معرفة ذلك. 

الرحلة الطويلة في ارجاء العالم في طائرته الخاصة، ظروف انطلاقه وكل ما تراكم اثناء الرحلة، تثبت بشكل جيد سوء وفظاعة الفترة التي نعيش فيها. زعيم يتهرب من البشرى ويتملص من التحقيق بعد لحظة من البدء في تصفية حراس العتبة الذين ما زالوا يدافعون عن إسرائيل الديمقراطية منه. الوضع في الجامعة العامة في بودابست كان مخيف جدا. لقد بدأ نتنياهو خطابه بقصة: “والدي المتوفى قال لي: كي تقود دولة يجب أن تكون واسع المعرفة، وإلا فان الموظفين سيسيطرون عليك”، قال وأضاف. “هذا ما يسمى بـ “الدولة العميقة”.

رئيس حكومة إسرائيل يقف في جامعة عامة في دولة أيضا التعليم العالي فيها وجهاز القضاء ووسائل الاعلام أيضا تم تدجينها منذ زمن؛ ويحصل على “دكتوراة فخرية” ملوثة، التي أي زعيم أوروبي كان سيخجل من الحصول عليه؛ ويلقي خطاب عن حربه ضد دولته مرة أخرى، اثناء تواجده في عاصمة اجنبية. في وضع معاكس هو وطائفته كانوا سيسمون ذلك “مسرحية كراهية الذات واللاسامية الذاتية”.

اثناء زيارته في بودابست، في المحادثة الثلاثية مع اوربان وترامب، أمل نتنياهو تأسيس الحلف الهنغاري، بعد واشنطن، الحلف الهنغاري لم ينشأ، لكن الحلف التركي ربما سيتم فرضه على إسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى