ترجمات عبرية

هآرتس: هل يجوز قول كلمة طيبة عن نتنياهو؟

هآرتس 7-5-2023، بقلم: جدعون ليفي: هل يجوز قول كلمة طيبة عن نتنياهو؟

داخل بحر الرعب والدمار الذي جلبته الحكومة الحالية لنا، وداخل بحر الرعب والدمار الذي جلبه نتنياهو لنا ولنفسه، داخل كل ذلك ما زال يوجد مكان لقول كلمة طيبة عن رئيس الحكومة. هذا بحق شعاع نور وحيد في هذا الظلام الحالي، لكنه مجرد شعاع. لا تستخفوا بأهميته.

في الأسبوع الماضي، أثبت، مرة أُخرى، بأنه لا يوجد شخص مثل نتنياهو في الاستخدام الحذر والمحسوب لقوة إسرائيل العسكرية. في الأسبوع الماضي، أثبت مرة أخرى بأنه في مجال واحد ووحيد، لكنه حاسم جدا، يمكن الاعتماد على نتنياهو ربما اكثر من أي سياسي آخر في إسرائيل، في أن يكون حذرا وألا يجر إسرائيل إلى حروب زائدة كما فعل أسلافه.

هذه ليست المرة الأولى التي يتميز فيها نتنياهو بالحذر وبرود الأعصاب. ولكن في هذه المرة فعل ذلك في ظروف صعبة بشكل خاص. شعبيته في الحضيض، ولا يوجد له الكثير ليخسره، وربما يمكن أن يكسب من حرف الانتباه عن إخفاقاته عن طريق عمليات بطولية في غزة، حيث يقف على رأس الحكومة الأكثر يمينية التي حكمت هنا، وهو يعتمد بشكل كامل على عدد من السياسيين المتطرفين عديمي المسؤولية. مع ذلك، لم يستمع اليهم ولم ينجر. لذلك، هو يستحق في هذه المرة المديح الخاص على وقوفه ضد كل الاحتمالات، لا سيما ضد قاعدته السياسية.

أراد الجميع تقريباً المزيد من الدمار والقتل في غزة كالعادة. ولكن فقط نتنياهو، لرفع العتب، أمر بإلقاء بضع قذائف لا قيمة لها، كانت بالطبع زائدة. مرة أخرى حرص على عدم المبالغة. فعل ذلك ضد الأصوات التي ارتفعت في وسائل الإعلام وفي الشارع، بما في ذلك في أوساط البيبيين المؤيدين له. ربما سيدفع عن ذلك ثمنا سياسيا، ولكنه تمسك بموقفه. من المؤسف أنه لم يفعل ذلك في مجالات أخرى.

سياسي إسرائيلي شجاع وبحق كان سيمتنع عن أي رد على اكثر من 100 صاروخ التي اطلقها “الجهاد الإسلامي” في أعقاب موت أو تمويت خضر عدنان، المعتقل المضرب عن الطعام. سياسي شجاع كان سيقول للإسرائيليين: بطلهم الذي حارب من اجل قضية عادلة مات في السجن، بعد أن امتنعنا عن إنقاذ حياته، وربما اردنا موته. ولكن من الطبيعي أن يحتج “الجهاد الإسلامي” على موت مقاتله. وإذا لم يبالغوا فلن نرد في هذه المرة لأنه لا يوجد لذلك أي أهمية أو أي فائدة. لا يوجد سياسي إسرائيلي، بما في ذلك نتنياهو، سيستجمع الشجاعة ويقول هذه الأقوال المنطقية. ولكن عمليا تصرف نتنياهو بشكل قريب من روحية هذه الأقوال، وتم إنقاذ حياة أشخاص في قطاع غزة وفي إسرائيل.

عندما تنافس سياسيون في إسرائيل، ليس فقط من اليمين، فيما بينهم حول من يحرض اكثر على سفك الدماء في غزة وعلى التدمير والقصف صمت نتنياهو وارسل عدة طائرات لتنفيذ عمليات قصف استعراضية ووضع نهاية سريعة لعبادة الانتقام. اليمين، الذي لم يتجرأ حتى الآن على الوقوف ضده، رفع رأسه. ففي الاستوديوهات جلس البيبيون وانتقدوه على “الاستخذاء” كما لم يفعلوا ذلك في أي وقت. الوسط – اليسار اعلن كالعادة أنه سيؤيد أي عملية عسكرية “تضمن أمن الدولة” – لا يوجد متحمس مثل هذا المعسكر لعمليات عسكرية وسفك دماء الفلسطينيين. ورغم ذلك انتهى هذا الأمر في يوم واحد ودون قتلى في إسرائيل ومع قتيل واحد في قطاع غزة، وهذا أمر نادر.

شن إيهود أولمرت حربين زائدتين في ثلاث سنوات. سارع يائير لابيد في ستة اشهر من وجوده في الحكم إلى شن عملية انتقام، “بزوغ الفجر”، التي جعلت الفجر يبزغ على 49 قتيلا فلسطينيا في ثلاثة أيام، نصفهم غير مشاركين، هذه عملية صغيرة استهدفت تصفية قيادة “الجهاد الإسلامي” فقط من اجل إخلاء المكان لقيادة أخرى، وبالأساس من اجل أن يتم اعتبار لابيد مواصلا لتراث إسرائيل العسكري وبطلا. والتي لم تجلب، كما هو معروف، أي فائدة.

نتنياهو كان يمكنه أن يؤدي، الأسبوع الماضي، إلى انبعاث “فجر” آخر كهذا، لكنه ضبط نفسه. في الأيام التي يصعب فيها قول كلمة طيبة عنه يجب أن نثني عليه من أجل ذلك.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى