هآرتس / هل سبق أن كنتم في العفولة؟

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 18/6/2018
تظاهر نحو 150 من سكان العفولة بمن فيهم رئيس البلدية السابق آفي الكبتس، الذي يتنافس على رئاسة البلدية، والقائم باعمال رئيس البلدية شلومو مليحي يوم الاربعاء الماضي احتجاجا على بيع بيت في المدينة لعائلة عربية. وشرح الكبتس بان “سكان العفولة لا يريدون مدينة مختلطة، بل مدينة يهودية، وهذا حقهم الكامل”، وادعى بان “هذه ليست عنصرية”.
اذا لم تكن هذه عنصرية، فليس واضحا ما هي العنصرية. في اسرائيل بنيامين نتنياهو، التي ترجمت الرؤيا الصهيونية للوطن القومي للشعب اليهودي الى مشروع قومي متطرف من التفوق اليهودي، من السهل على المرء أن تتشوش الامور عليه. فالعنصرية والتفوق العرقي اصبحا خطابا شرعيا، ونتنياهو ووزراؤه يعملون على قوانين عنصرية، كل هدفها ادراج هذا التفوق في القانون نصا. ظاهرا، اذا كان الحديث يدور عن دولة يهودية بالشكل الذي يتحدث عنه اليمين، فلماذا الثوران على تطلع العفولة لان تكون مدينة يهودية؟
طالما كانت مثل هذه الظواهر العنصرية تمر دون أن تلقى معارضة قاطعة، تنديدت علنيا وانتقادا صارخا، فانها ستتزايد وستصبح شرعية ومكشوفة. في هذا الشأن هناك دور هام للمعارضة لحكم اليمين. عليها واجب ترسيم الخطوط الحمراء وتصميم الخطاب الجماهيري وفقا لفكرها. فلماذا لم يأت الى العفولة رئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي، رئيسة ميرتس، تمار زندبرغ، وحتى رئيس يوجد مستقبل يئير لبيد، ولم يقفوا على رأس مظاهرة مضادة للعنصرية ولم يعربو عن التأييد لبيع البيت لعائلة عربية؟
يدور الحديث عن مسألة قيمية حرجة، ذات معان سياسية بعيدة الاثر. اليمين، مثلما ينعكس في الحكومة القومية الاكثر تطرفا التي كانت في اسرائيل، يستمد قوته ضمن امور اخرى من قاعدة عنصرية فظة وكارهة للعرب. نتنياهو ونفسه توجه الى ناخبيه المحتملين في الانتخابات الاخيرة وهدد بكلمات “العرب يتدفقون بكميات الى صندوق الاقتراع”.
ان اليسار ملزم بان يفهم بان دوره المركزي هو تقويض العنصرية وأن يكون بديلا متنورا وسوي العقل للظلامية القيمية التي يقود نتنياهو اسرائيل اليها. والا فليس لليسار وجود، وهو سيمحى من الخريطة السياسية.
تتوقع دولة اسرائيل من حكومات اجنبية ان تقف موقفا متشددا من مظاهر اللاسامية وان تتصدى لها علنا. اما في اسرائيل بالمقابل، فمظاهر كراهية العرب تستقبل بلامبالاة تامة، في افضل الاحوال، وبهتافات التشجيع، في اسوأ الاحوال. وشدة الخجل، لا يمكن أن نتوقع من الحكومة أن تندد بمثل هذه المظاهرة البشعة وذلك لان اليمين نفسه ينشر الكراهية والعنصرية ويتغذى منها انتخابيا. ولكن اذا لم تخرج المظاهرة في العفولة الى الشوارع قادة المعارضة، التي تدعي بانها تحمل علم المساواة وكرامة الانسان، فما الحاجة لها؟