ترجمات عبرية

هآرتس: هل تم اختطافنا من قبل منظمة جريمة؟  بالتأكيد لا، نحن استسلمنا..!

هآرتس 30/5/2024، يوسي كلاين: هل تم اختطافنا من قبل منظمة جريمة؟  بالتأكيد لا، نحن استسلمنا..!

ذات صباح عندما استيقظ ج من احلامه الهستيرية، رأى أنه اصبح شخص لديه رسالة وهي انقاذ الدولة. في تشرين الاول هو لم يتم تجنيده (بسبب مرضه)، لكن بعد فترة قصيرة وصل الى مؤخرة العدو، الى ميدان المخطوفين، كي يمسك أحد ما ويشوه مظهره. كان يعرف أن الركلة لها ثمن. وأنه في الشبكات الاجتماعية سيسمى “الازعر” و”الغوغاء”. ماذا في ذلك؟ ليقولوا ما يريدون. 

ج. شعر بأنه كوماندو من شخص واحد، يفعل ما يخشى الآخرون أن يفعلوه. كان على ثقة بأنه يمتثل لأوامر كان يجب اعطاءها ولكن لم يتم ذلك. هو جاء مستعد. الفشل في حياته الخاصة جعله يبحث عن ثغرة خروج في الحياة الوطنية. كان لديه الكثير من الوقت. أنا لست مجرد أزعر، غبي وعنيف، قال لنفسه مرة تلو الاخرى، أنا أقدم للدولة التي لا تقدم لي أي شيء. 

ج. ليس ظاهرة نادرة. فالزعران مثله يوجد منهم في أي دولة وفي أي زمن. هم “الحفنة” و”الاعشاب الضارة”، هم اليكس من “البرتقالة الميكانيكية” وبريتس من “اس.إي” واوليئيل من دوما ومحلوق الرأس من تشيلسي. جميعهم أخوة، جميعهم زعران. جميعهم يعتبرون أنفسهم وطنيون. جميعهم يبحثون عن طريقة لتقبلهم في المجتمع الذي يلفظهم. في مجتمع مستقر هم في الهامش. في مجتمع ينهار هم في الحكومة. 

الحكومة التي يجلس فيها الزعران هي منظمة جريمة. هذه حكومة تتبنى معايير عائلة جريمة. قبل أي شيء الاخلاص للرئيس وابناء عائلته وبعد ذلك للاصدقائه. هي حكومة سخية ومبذرة. هل ينقصك أي شيء؟ رصيف امام البيت؟ مطار؟ فقط قل ما الذي ينقصك. كيف تتحول حكومة منتخبة وشرعية الى منظمة جريمة؟ تضع مجموعة معيارية لغرفة الخزنات وتضع المفاتيح في جيبها. وتحيطها بحراس عتبة كسالى وناخبين لامبالين وسترى كيف أنه بعد عشرين سنة ستجدهم يوزعون على مقربيهم الاموال التي ليست لهم. يشارك في ذلك حتى من لم يأخذوا، من يشاهدوا ويصمتوا. المقربون يعرفون ما الذي يريده الرئيس، حتى لو أنه لم ينبس ببنت شفة. من اجله هم يقلبون شاحنات المساعدات. من اجل هم يركلون المتظاهرين. بدلا منه هم يثيرون اعمال الشغب في المناطق. احتراما له هم يخلقون الفوضى. في الفوضى تزدهر نماذج القمصان باللون البني والوشم والاهداب. خذوا ج. من ركلات عائلات المخطوفين وألبسوه قميص بني وتخيلوه في الـ 33 وسترون كيف أنه سيضرب اليهود وكأنه ولد من اجل ذلك. لغة الزعرنة هي لغة عالمية. دائما ستكون حاجة الى من يعرف كيفية ضرب الرأس وكسر الارجل. في الحكومة يستمرون في الركل والكسر، فقط بشكل اكبر. هم لم يتغيروا. نفس الشعور بالدونية والغطرسة التي تغطي على عدم الشجاعة. لا يوجد لديهم ما يخسرونه. خارج الحكومة لا ينتظرهم أي شيء. هم جاءوا من الشارع، وهم جلبوا الشارع الى الحكومة. يجلس في الحكومة ازعر مع شهادة. انظروا كيف أن الجميع حوله يتبولون على أنفسهم.

هل تريدون أن أبقى فقط معهم؟ هدد نتنياهو. ليهدد. منذ زمن لم نعد نصدقه. نحن لا نصدق أي شيء يقوله. لا نصدق أن المخطوفين الذين تمت اعادة جثامينهم قد قتلوا في الغلاف قبل ثمانية اشهر، أو في الانفاق مؤخرا. نحن لا نصدق التصريحات حول “الالتزام باطلاق سراحهم”. نعم نصدق أنه ستأتي لحظة سيعلن فيها أن المخطوفين هم أموات “قدّيسين” شريطة نزول المزعجين اللحوحين من عائلات المخطوفين عن ظهره.

إن عدم الثقة عابر للفترات. لن نصدق ما وعدنا به الآباء والمعلمون والقادة والزعماء الذين قالوا إننا اذكياء واقوياء. لقد تبين أننا ضعفاء ونعتمد على الآخرين. لن نصدق ايضا “لا يوجد لنا أي مكان لنذهب اليه”. بالتأكيد يوجد لنا: الاماكن التي لا يقتل فيها اليهود، ولا يكون دين معين شرط للعيش فيها. ستتفاجأون، توجد مثل هذه الدول. 

هل تم اختطافنا من قبل منظمة جريمة؟ بالتأكيد لا، نحن استسلمنا. قمنا بالاقصاء والتناسي. منذ ثمانية اشهر يزعجنا سؤال ماذا سيكون في قطاع غزة في “اليوم التالي”. هذا سؤال جيد، لكن لماذا نحن نصمت منذ 57 سنة، ولم نسأل ما الذي سيكون في اليوم التالي في المناطق؟ اذا لم تكن دولة فلسطينية في اليوم التالي فماذا سيكون؟ واذا لم تكن دولة ابرتهايد فماذا سيكون؟ لم نطلب أي اجابة، والسياسيون كانوا سعداء بعدم اعطائها. نحن أدمنا على “ادارة النزاع”، والآن نحن نوجد في أزمة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى