هآرتس: هل ترامب جيد لاسرائيل؟ هو سيء لليهود ولاسرائيل ايضا
هآرتس 24/9/2024، عوزي برعام: هل ترامب جيد لاسرائيل؟ هو سيء لليهود ولاسرائيل ايضا
دونالد ترامب هو شخص قاس وغير متطور. لا توجد له زلة لسان، جميع خطاباته هي مجموعة من زلة اللسان. تصريحاته هي تصريحات هاوي سياسي لم يكن ليجتاز امتحان التربية المدنية أو السياسة الحديثة في كلية نائبة في الاباما.
عندما يقوم بمهاجمة خصمته، كمالا هاريس، فانه لا يحاول تحدي قيمها التي تعارض القيم التي جاء ليمثلها. هو يريد تصويرها كمؤيدة لحماس والاسلام، وككارهة لاسرائيل. كل ذلك بأقوال “حازمة” لمرشح يمكن أن ينتخب كرئيس للولايات المتحدة في تشرين الثاني القادم.
ترامب يجد صعوبة في اختيار الكلمات. فهو يقول ما في قلبه. وبين حين وآخر، عندما يشعر بأنه يجتاز الخطوط الحمراء، يتوقف للحظة وبعد ذلك يواصل الاندفاع بسرعة. اذا كانت كمالا هاريس تقول بأنه اذا هزمت في هذه الانتخابات بسبب اليهود فان ابواق اليمين ستطلق هتافات الفرح وتتهمها بأنها استسلمت للتقدميين الذين يؤججون الجامعات. وهي ايضا مدانة بمعاداة السامية التي تنشأ من معاداة اسرائيل.
ترامب يقول هذه الاقوال لأنه هكذا يتحدث. هو يرضع من ثدي لاساميين يوجدون عميقا في اليمين الابيض، اليمين الذي يحب السلاح والذي تربى على كراهية اليهود واقام حزام من المنظمات اللاسامية المؤيدة لترامب. هم يؤمنون من اعماقهم بأن اليهود يسيطرون على كل المجالات في الولايات المتحدة.
ترامب يتظاهر بالغباء في الوقت الذي فيه معظم يهود امريكا يديرون ظهورهم له. فهو لا يمكنه معرفة لماذا يفضلون كمالا هاريس عليه، ولا يمكنه الاعتقاد بأن معظم اليهود موالين لدولتهم الليبرالية والتي تحترم القانون، وأنهم لن يصوتوا لمرشح يمثل كل ما يكرهونه.
نحن لم نستيقط بعد من اقواله حول خطيئة اليهود وهو يعلن بوجهه الاحمر وبشكل قاطع: اذا تم انتخاب كمالا هاريس فان دولة اسرائيل ستدمر. ومؤيدوه في اسرائيل يصمتون. هم لا ينبسون ببنت شفة في الوقت الذي يعرض فيه اسرائيل ليس كذخر استراتيجي، بل كعبء ثقيل يحتاج الى انعاش من قبله كالرئيس القادم.
ترامب جيد لاسرائيل في نظر الكثير من الاسرائيليين. هم لا يتعمقون في معنى اقواله لأنهم يشعرون أنه سيدعم اسرائيل بدون قيود. هو لن يدقق في المساعدات الانسانية لسكان قطاع غزة، ولن يهتم بالترتيبات الامنية. هو سيكون قوي وحازم في دعم اسرائيل. ولكن حزب ترامب يؤيد الانفصال. ومشكوك فيه أنه كان سيرسل حاملات الطائرات الى البحر المتوسط لردع ايران، لأنه في نهاية المطاف لا يريد تورط امريكا بشكل مباشر في أي نزاع دولي.
حتى الآن ما زال يطرح سؤال كيف لجمهور واسع يسير وراء مرشح يحاول تفسير اضرار الهجرة الى الولايات المتحدة بالقول إن المهاجرين يأكلون الحيوانات الاليفة الموجودة لدى جيرانهم. الابتذال والوحشية تجعل من المستحيل تأييد مثل هذا المرشح حتى لو كان من خريجي مدرسة دينية.
ترامب هو أمل الذين يؤمنون بالقوة الوحشية، ولا يستوعبون أننا لسنا أكثر من نقطة يهودية صغيرة في الشرق الاوسط العربي. لا توجد لنا أي احتمالية للوجود إلا باتفاقات سلام (مرفقة بقوة الردع)، والى جانب ذلك، كيف يمكن تأييد مرشح يقول “أنا الشخص الاكثر شعبية في امريكا، اكثر من الفيس بريسلي”.