هآرتس – هكذا نحمي إسرائيل من حرب أهلية
هآرتس ٤-٤-٢٠٢٢م – بقلم: زهافا غلئون
عمليات الأسابيع الأخيرة أصابت الإسرائيليين بالصدمة. في أوساط عدد غير قليل بيننا، تم إشعال ضوء تحذير من العمليات الكبيرة التي حدثت في الانتفاضة الثانية، التي فعلت إجراءات كنا قد أهملناها، الاتصال مع معارفنا في منطقة الكارثة والتأكد من أنها قفزت عنهم. في فترة الحرب العالمية الثانية، اخترعت الحكومة البريطانية شعار “احتفظ بالهدوء واصرخ”. ما يحتاجه الإسرائيليون الآن هو الحفاظ على برود الأعصاب.
يجب محاربة الإرهاب والعثور على مشاركين آخرين والبحث عمن كان مشاركاً في تخطيط العمليات، ولكن علينا ألا نهمل جوانب حياتنا والعمل بشكل تلقائي في اللحظة التي توجد فيها عمليات فظيعة. أسمع اقتراحات للقيام بالاعتقالات الإدارية وهدم البيوت وحتى سحب المواطنة. ثم ننسى بأنه عندما نهدم بيوتاً لأبناء عائلة غير مشاركين، وهم غير يهود (لم يتم هدم بيت القاتل من شفا عمرو عيدن نتان زاده، أو بيت اليران غولان الذي حاول قتل عضو الكنيست عصام مخول، أو بيت القاتل في دوما) سنقول حينئذ بأن هناك قانوناً لليهود وقانوناً آخر للعرب، وأننا سنمس بأشخاص حتى لو كانوا غير مشاركين.
وبهذا، فإننا ننتقل بدون تفكير من تطبيق للقانون إلى وضع حرب. في اللحظة التي يتم فيها سفك الدماء، نطالب بأن تسري الإجراءات الفظيعة التي نطبقها في “المناطق” [الضفة الغربية] على مواطنين إسرائيليين. ليست هناك طريقة تفكير أخطر من ذلك لجرنا إلى حرب أهلية. من السهل اتهام وسائل الإعلام التي تبث المشاهد القاسية وتثير الرعب، ولكن المشكلة ليست هناك؛ انتبهوا لميري ريغف التي خرجت برقصة في ساحة العملية في “بني براك”. رقص على الدماء، عملياً. ريغف جندية مخلصة لبنيامين نتنياهو، وهو بالطبع سارع الأسبوع الماضي إلى عقد نقاش حول إمكانية استغلال العمليات الأخيرة لإسقاط الحكومة.
عندما يتحدث نتنياهو عن “العدو الإسلامي” فإنه يقصد كما يبدو رؤية الجيران، الذين من بينهم صيادلة وأطباء ورجال شرطة عرضوا حياتهم للخطر، وضحوا بحياتهم من أجلنا، كأعداء. وحسب قوله، نحن في حرب أبدية. يقول إن الحكومة التي تعتمد على “راعم” لا يمكنها المحاربة. هل تذكرون كيف سمى ميزانية الحكومة؟ “ماس عباس، ماس حماس” (ضريبة عباس، ضريبة حماس). ويتوقع منا أن ننسى كيف غازل “راعم” بحماسة. بيبي يريد التضحية بالتعايش في إسرائيل مقابل عودته إلى الحكم.
نقول “لا” للشيطان القديم في السياسة، فهو الشخص الذي بدأ حياته السياسية راقصاً على الدماء في عمليات التسعينيات، وكانت وظيفته التقسيم وتحريض الإسرائيليين على بعضهم، وفي الوقت نفسه، سنقول مرة أخرى “نعم” لأخوتنا في المجتمع الفلسطيني الإسرائيلي.
ليس النزاع بين يهود وعرب، بل نزاع بين أناس يعترفون بضرورة التعايش، وأناس يعتقدون أنه يمكن مواصلة العيش على حد السيف والدماء. نعم، في الدقائق الأولى من العملية يعمي الخوف والغضب الإنسان، ولكن علينا التنفس عميقاً ونذكر أنفسنا بأننا دمى ترقص على نغمات ناي الكراهية. وأنه يجب العودة إلى ضبط النفس ومواصلة حياتنا. لا طريق أخرى. ليست الحياة المشتركة أحد الخيارات بين خيارات كثيرة، وهي أسلوب الحياة الوحيد الممكن هنا.