هآرتس: هكذا حول ترامب نتنياهو من رئيس وزراء الى موظف تنفيذي

هآرتس 28/10/2025، نحاميا شترسلر: هكذا حول ترامب نتنياهو من رئيس وزراء الى موظف تنفيذي
قائمة الاخفاقات لبنيامين نتنياهو آخذة في الازدياد. لقد بدأت بمسؤوليته العليا عن المذبحة في 7 اكتوبر، وازدادت في اعقاب عدم هزيمة حماس في الحرب الطويلة جدا، وتواصل ايضا مع تحويلنا الى دولة رعاية للولايات المتحدة. القرارات يتم اتخاذها في واشنطن، والتنفيذ فقط بقي هنا. عندما سئل نائب الرئيس جي دي فانس عن ذلك في مؤتمر صحفي اجاب: “اسرائيل ليست دولة رعاية”، لكن في “لا” تسمع “نعم”. ومجرد استخدام كلمة رعاية يحدد الوعي. هذا يذكر باسلوب خطاب من يريد المس بأحد بشكل مهذب: “انا لا اريد القول انه غبي، لكن…”.
ان اعتماد اسرائيل على الولايات المتحدة غير جديد. فهو عمره تقريبا ستين سنة. في 1967 فرضت علينا فرنسا حصار واوقفت تزويدنا بطائرات “ميراج”. الولايات المتحدة حلت مكانها واصبحت مزودة السلاح الرئيسية للجيش الاسرائيلي. ومنذ ذلك الحين هي المسؤولة عن قوة وجودة الجيش. وهي ايضا تشركنا في الاسرار الاستخبارية والتحديثات العلمية، وتوفر دعم اقتصادي عند الحاجة. الهبات العسكرية التي تبلغ 3.8 مليار دولار في السنة العادية، قفزت الى 23 مليار دولار في فترة الحرب الحالية. ورغم ذلك فان جميع رؤساء الحكومات السابقة نجحوا في الحفاظ على الاستقلالية في الامور الحاسمة، الى حين جاء نتنياهو. فتحت ادارته الفاشلة جعلنا دولة رعاية لا يمكنها اتخاذ أي قرار حول مواضيع مصيرية. نحن حتى لا يمكننا مهاجمة خلية مخربين في غزة بدون الحصول على اذن مسبق من المندوب السامي.
دونالد ترامب قرر ان ياخذ من نتنياهو السيادة على الفور بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لكبار قادة حماس في قطر. فقد ادرك ان نتنياهو يريد مواصلة الحرب بلا نهاية، لذلك فرض عليه اتفاق وقف اطلاق النار. وعندما عرف ان بيبي لا يريد الوصول الى المرحلة الثانية في الاتفاق قام بارسال قطار جوي لكبار قادة الادارة الامريكية، الذين سيراقبون عن كثب هذا المخادع.
ترامب ايضا لم يتردد في اهانة نتنياهو بشكل علني. لقد اجبره على ارجاع الطائرات القتالية من سماء طهران، وفرض عليه الذهاب الى جلسة توبيخ وان يقرأ بشكل علني اعتذار لامير قطر. في مقابلة مع “تايم” قال انه لو لم يقم بوقف بيبي لكان الاخير سيواصل الحرب لسنوات. وعن حلم بيبي ضم مناطق في الضفة قال بصورة قاسية: “هذا لن يحدث. أنا اعطيت كلمة للدولة العربية. واذا حدث ذلك فان اسرائيل ستفقد كل الدعم من الولايات المتحدة”. بعد ذلك عندما صوتت الكنيست بالقراءة التمهيدية على فرض السيادة في الضفة الغربية، اجبر نتنياهو على الاعلان عن وقف اجراءات التشريع. حول هذا الامر قال فانس: “اذا اراد الناس اجراء تصويت رمزي هم يستطيعون ذلك”، هذه قمة الاستخفاف بالكنيست. تعامل يمكن اتباعه فقط مع دولة رعاية غير مستقلة.
خلال سنتين قيل لنتنياهو في عدد لا يحصى من المرات بانه اذا لم يقم ببلورة حل سياسي في غزة فسيحصل على حل مفروض. ولكنه كالعادة لم يبادر الى شيء. لقد اعتقد أنه هكذا سينجح في منع اعطاء موطيء قدم للسلطة الفلسطينية ومصر في غزة. ولكن الآن سيحصل هناك على من يؤيدون الاخوان المسلمين، قطر وتركيا، وايضا على السلطة الفلسطينية ومصر، هذا في الوقت الذي تتعزز فيه حماس كل يوم، ولا يحلم حتى بنزع سلاحها.
اذا لم تتم اهانتنا بما فيه الكفاية، فقد اعلن ترامب في مقابلة صحفية بانه يفكر ايضا في التدخل في قضية داخلية واضحة، مثل اطلاق سراح مروان البرغوثي. وقال ان النقاشات تجري حول هذه القضية واضاف “أنا ساتخذ قرار”.
في عهد نتنياهو انتقلنا من دولة مستقلة الى دولة تابعة. ترامب انشأ لجنة طواريء لادارة اسرائيل وتولى رئاستها. لقد حول نتنياهو من رئيس وزراء الى موظف تنفيذي. المندوب السامي الذي كان بريطاني في السابق اصبح الآن امريكي.



