هآرتس: هكذا اصبح جدعون ساعر الشخص الاكثر لعنة في الدولة
هآرتس 20/9/2024، رفيت هيخت: هكذا اصبح جدعون ساعر الشخص الاكثر لعنة في الدولة
جدعون ساعر وزئيف الكين يوصفان في عالم السياسة كـ “ثعلبين” خبيرين في استغلال الفرص، والتحالفات والسيناريوهات على اساس القدرة النادرة على التحليل. على خلفية هذه السمعة يصعب الاستغراب من السهولة التي سقطا فيها في المصيدة المكشوفة والمتسلسلة لبنيامين نتنياهو أو حاشيته، أو كلاهما معا، الضالعين في اضعاف الخصوم الى درجة تحويلهم الى جثث سياسية، وفي الطريق هم ينجحون في استخراج منهم فائدة في اضعاف خصوم آخرين.
هذا بالضبط ما حدث هنا. فالمفاوضات السياسية التي تم تسريبها قبل أن انتهائها بهدف تفجيرها، والتي جعلت ساعر الشخص الملعون في الدولة واحرقته في معسكره الحالي، كل ذلك بدون حصوله على الجائزة الذهبية، أي وزارة الدفاع. العلاقة مع ساعر تحولت الى احاسيس مشتركة نادرة بين المعسكرين. فسواء البيبيين أو غير البيبيين يحتقرونه، ويشخصون لديه نموذج مزمن اساسه عدم الاخلاص للمعسكر الذي ينتمي اليه في لحظة معينة.
اذا كانت خطة ساعر هي اجتياز متكرر لخطوط الليكود البيبي بهدف وراثة نتنياهو، فهو تنتظره هناك صعوبات غير قليلة، كما اثبت التسريب. اضافة الى الجهات الرفيعة التي التقطت صورة وراء المتهم امام العدسات وهي تضع الاقنعة، في الصورة المشهورة، والتي لا يوجد لها أي سبب لاستقبال ساعر بالحلوى والأرز، هناك قسم كبير في منطقة الليكود وفي القطاع البيبي والكهاني لا يريد ساعر، حتى لو قدم انبوب اوكسجين محدث لنتنياهو، فانه يرى فيه بالضبط ما تراه فيه الام الروحية سارة نتنياهو.
تدمير القيمة الذي قام به نتنياهو لساعر لم يكن لينجح لولا التعاون الوثيق من قبل الاخير. هذا ليس فقط الانهيار المضحك لـ “البديل الرسمي” أو “القيمي” لحكم نتنياهو، بل ايضا وبدرجة كبيرة استعراض للاعتبار المضلل، الذي الاغلبية الساحقة في الجمهور تعتبره جنون عظمة مدحوض ووقح. هو لم يتجرأ على الانضمام للحكومة من اجل الحصول على النفوذ أو على كرسي في الكابنت، لكنه تجرأ على الدخول الى وزارة الدفاع اثناء الحرب الاكثر صعوبة بالنسبة لاسرائيل، من خلال عملية تصل رائحتها السياسية الكريهة الى درجة غير مسبوقة. ساعر يعتقد أنه موازٍ لبني غانتس الذي انضم لحكومة الطواريء. غانتس ليس فقط لديه ناخبين خلافا لساعر، بل ايضا هم يثقون به، بحق أو بدون حق هذا مسألة اخرى، ويؤمنون بأن انضمامه للحكومة يناقض مصلحته السياسية. الى درجة أن ساعر لا يدرك الجغرافيا التي يسير عليها والتي فعليا يمكن الافتراض أنه في هذه الاثناء هو ما يزال يؤمن بأنه سيكون رئيسا للحكومة.
ساعر فقد اعصابه واضاع طريقه، حيث أنه حسب رأيه تمت سرقة منه المكان الذي وصل اليه في كابنت الطواريء لصالح غادي ايزنكوت. من هنا بدأت حملة التدهور، التي شملت الانسحاب من المعسكر الرسمي، وبعد ذلك رفض عرض افيغدور ليبرمان، مرة اخرى نتيجة تقدير خاطيء لقوته وأهميته.
ربما أن العمليات في لبنان حقا اعترضت القنبلة السياسية، مثلما تم عرض الامور، وأن نتنياهو حقا سيقوم بتعيين ساعر بدلا من يوآف غالنت. هناك امور مخيفة ولا اساس لها تحدث هنا طوال الوقت، ولم يعد بالامكان استبعاد شيء لا يصدق.
لكن الاكثر معقولية هو أن نتنياهو، الذي خفض بشكل أكبر اهمية ساعر، يمكنه الآن الاتجار بضمه الى الحكومة بدون حقيبة الدفاع، التي يريد أن يأخذها من غالنت على أي حال، في المقام الاول من اجل تقليل قوة ايتمار بن غفير، الذي يخرج آريه درعي عن اطواره. حتى لو اصبح وزير الآن فانه يصعب رؤية مستقبل سياسي لساعر. لن ينضم اليه أي لاعب وهو غير قادر على أن ينتخب بقوته الذاتية.
هذه الامور ينشغل فيها الاشخاص الذين يمكنهم انقاذ المخطوفين من جهنم، والذين يتظاهرون بدون نجاح باهتمامهم بالمواطنين.