ترجمات عبرية

هآرتس: هذه هي اللحظة الاكثر هشاشة بالنسبة للائتلاف، نحن أقوى مما يبدو لنا

هآرتس 15/9/2024، ميكي غتسينهذه هي اللحظة الاكثر هشاشة بالنسبة للائتلاف، نحن أقوى مما يبدو لنا

لقد تغير شيء في الخطاب في اسرائيل في هذا الصيف. هناك شيء مقلق ومثير للخوف. اليمين، مثل كل الدولة، تعرض للصدمة بعد 7 اكتوبر، لكن يبدو أن بنيامين نتنياهو قد نجح في ترسيخ روايته الخاصة. من وراء ما يظهر بأنه تقاعس تختفي خطة منظمة: مواصلة الحرب، الدفع قدما بالانقلاب النظامي، السيطرة على سلطات القانون، حكم اسرائيلي في غزة وضم فعلي للضفة الغربية. في معسكرنا يظهر اليأس والضياع. 

لم يظهر لنا مستقبل اسرائيل في أي يوم متكدر بهذا الشكل. ايتمار بن غفير، الذي قبل فترة قصيرة كان في الهامش الذي يحلم بالسياسية، يستكمل السيطرة على الشرطة. ماكنة السم تعمل مرة اخرى، حتى التخلي عن المخطوفين ليموتوا اصبح أمر لا يؤثر في من يؤيدون الحكومة. دائما اعتقدنا أن شيء في تاريخنا أو تماسكنا الداخلي يحصننا من مصير مجتمعات انهارت ودول اصبحت دول فاشية. هذا الاعتقاد يبدو الآن اعتقاد ساذج. فلا يوجد أي يقين بأننا سننتصر في القريب. وايضا لا يوجد أي يقين بأننا سنخسر. عمليا، في أي لحظة في العقود الاخيرة لم يكن ائتلاف اليمين في وضع هش بهذا القدر. ايضا حتى قبل 7 اكتوبر نتنياهو كان زعيم غير شعبي، الذي في اربع حملات انتخابات متتالية لم ينجح في تشكيل الحكومة. ما يبقي هذا الائتلاف المسيحاني على قيد الحياة ليس دعم الجمهور، بل العكس، الخوف من الانتخابات. وزراء واعضاء كنيست في اليمين يشاهدون الاستطلاعات ويسمعون الجمهور. واضح لهم أنه في صناديق الاقتراع نافذة الفرص بالنسبة لهم ستغلق وسفينتهم ستغرق. لذلك، هم يتمسكون ببعضهم البعض.

في المقابل، المعسكر الديمقراطي الليبرالي الذي هو خائف جدا الآن، يقف في مركز القوة الاسرائيلية. فقط الحرب هي التي تصعب على هذه القوة التعبير عن نفسها. اليمين يدرك ذلك ولهذا هو يعارض الصفقة أو وقف اطلاق النار. ولكن الكارثة التي ينزلها علينا ستؤدي الى نهايته. الحياة لا تسير فقط في القناة 14. الكثير من الاسرائيليين يدركون قيود القوة. الكثير من الاسرائيليين اكتشفوا عمق الفشل في 7 اكتوبر، والاعتبارات السخيفة التي تقف وراء التخلي عن المخطوفين، ولم يعودوا مستعدين للصمت. المحادثة التي تفطر القلب لـ الحنان دنينو مع نتنياهو تظهر أن هناك جمهور كامل، ليس بالضرورة من اليسار، بدأ يشكك في الاسطورة التي بناها نتنياهو. 

في اسرائيل وفي العالم يعتبرون صعود اليمين ضرورة تاريخية. ولكن الصورة معقدة اكثر. فهناك قضايا، مثل الهجرة، تجد الليبرالية صعوبة في الاجابة عليها، ولكن اليمين الشعبوي لا توجد له اجابة جيدة أو وصفة تحصل على ثقة الناخبين بشكل مستمر وثابت. في الاتحاد الاوروبي اليمين يخسر منذ عشرين سنة، لكنه آخذ في التقوي: جيل جديد في اوروبا تعود على السلام والازدهار، وهو لا يريد العودة الى عملة وطنية وحدود مغلقة. في بولندا عادت القوى الليبرالية الى الحكم، وفي بريطانيا حصل المحافظون على الهزيمة الاكبر في تاريخهم، كنتيجة مباشرة للخروج من الاتحاد الاوروبي والحقبة السياسية الضائعة التي جاءت في اعقابه. ايضا نحن مستعدون لهذا التغيير. 

المشروع المسيحاني في اسرائيل لم يتم بناءه في يوم واحد. هو نتيجة التصميم والمواصلة واستغلال الفرص. النتيجة مؤثرة ومخيفة: اقلية في الجمهور الاسرائيلي تملي على الاكثرية خطوات هي غير معنية بها. بدءا بالتخلي عن المخطوفين وحتى اعادة الحكم العسكري في غزة. ولكن الاكثرية ايضا تستطيع أن تتولى مجددا السيطرة على مصيرها. قوة بن غفير هي نتيجة تجمع ظروف سياسية وليس الشعبية. في كل مرة يطرح فيها بتسلئيل سموتريتش حلمه حول دولة اسبارطا المعزولة، التي تنشغل فقط بالحرب والاستيطان، يزيد عدد المؤيدين للحلم الليبرالي. تحدي الجمهور يكمن في خلق حلم بديل وتبنيه. الليبراليون هم فرديون يعيشون في مجتمعات ضعيفة. السلطات المحلية عندنا لا تقدم لنا حافلات للمظاهرات ولا تقوم بشل جهاز التعليم. كثيرون في اوساطنا مجندون الآن أو يواجهون تأثير الحرب على مصالحهم التجارية وعملهم. يوجد لدينا، للاسف، فائض من الانتقاد الذاتي والتقدير الزائد للخصم. نحن نشاهد في التلفاز 200 أزعر ونقتنع بأنهم الاغلبية. في الوقت الذي اخرجنا فيه مئات الآلاف الى الشوارع في السابق.

نحن أقوى مما يبدو لنا. وقد حان الوقت لترجمة القوة الى ايمان، تنظيم وانتصار. حقيقة أن الحكومة لم تسقط حتى الآن لا يعني أنها لن تسقط. المظاهرات انتصرت مرة واحدة وهي ستنتصر مرة اخرى. سنستمر في الخروج الى الشوارع وسنقيم حركات وننتمي الى احزاب، وسنختار زعماء جيدين وسنساعدهم في تجنيد الدعم. سنتصالح فيما بيننا لبناء ائتلاف منتصر. وكما عمل بايدن نحن سنضع الأنا عندنا جانبا من اجل هدف اكبر. لقد حان الوقت لاظهار الشجاعة، معرفة من نحن ومن هم الشركاء، يجب عدم الخوف من الشراكة مع المواطنين الفلسطينيين أو الاستسلام لمن يريدون القضاء علينا. ليست كل تغريدة لسياسي من اليمين تلزمنا بالانتقاد الذاتي. لقد حان الوقت للتوقف عن الخجل من مواقفنا، ومعرفة كيفية الوقوف جانبا، ومن سيتم االاشارة اليه ومن ستتم مهاجمته. الانتصار ليس مؤكد، والهزيمة كذلك. 

من طبيعة التغيير أنه يظهر كمستحيل الى حين تحققه. بعد ذلك عندما ننظر الى الماضي فان الجميع يشرحون لماذا هذا التغيير كان ضروري ومحتم. التغيير في اسرائيل ضروري، نحن يجب أن نثق بأنفسنا والتغيير سيأتي.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى